الا انه استلقى على الارض ..ليغط في نوماً عميق ..
..وماهي الا لحظات حتى استيقط على صوت زوجة اخيهتقول بشيءً من الانكسار والضيق
الم اقل لك ياخالد بأن اخوك علي يكرهني ويمقتني
فمنذو اتى وعيناه تشتعلاًن حقداً وكرهاً لي
فقد سرق كل ذهبي ومالي !!
فما ان سمع علي هذه الكلمات
حتى نهض ووجهه ممتلىء بالخوف والهلع والاعياء
كان يشعر برغبة تدفعه للدفاع عن نفسه المدهوسة تحت الاقدم
الا انه ظل جامداً كالجدار
فقد اعتادت كلماته على الاحتباس بين قضبان صدره بوجع والم ونكسار
كان ينظر لأخيه بعينان دامعتان .
وهو يبحث في حجرته بدون خجل او حياء
ليجد خالد قطعة من القماش مختبئة خلف احدى الحاجيات .
وما ان فتحها حتى وجد الكثير من الذهب والمال ..!!
فتوجهت عينا خالد لعلي بشك وغضب وحتقار ..
فقال علي ويداه معلقتان بمقبض الباب .
لن ادعك هذه المره يا اخي تنعب يداك في ضربي ..
فقد قررت معاقبة نفسي بنفسي
فما ان قال علي هذه الكلمات حتى خرج من المنزله تائهاً بين الاحياء و الطرقات
الى ان اعياه العطش والجوع والارهاق .. فقرر المكوث على عتبة احدى البيوت ليرتاح
وماهي الا لحظات حتى خرجت امراءة عجوز تحمل في يديها وعاء ممتلىء بالطعام والماء..
لتجد علي جالساً عند عتبة بيتها بحزناً ونكسار
فقتربت منه سائلة اياه ..
أنت غريب عن هنا اليس كذالك؟
احنى علي راسه .ليقول بأسى
نعم
ابتسمت العجوز لتقدم بيديها النحيلتين الطعام له
.
.الا انه تراجع للخلف وقال بخجل
.
شكراً لست جائعاًفقالت العجوز بصوت خافت لايكاد يسمع
تبدو ولداً طيباً.. انهض يابني ودخل الى منزلي .. فانا اعيش في هذا البيت الكبير بمفردي ..
حاول علي رفض طلبها ..الا ان الحاحهاا..جعله يرضخ لها ..
فما ان دخل منزلها حتى وقعت عيناه على ساحة واسعه ..ممتلئة بالحجر الفارغه ..
تقدمت العجوز ببطىء نحوه لتقول وهي
تضع الطعام والماء على الارض بقربه ..
ثم قالت
منذو ان مات زوجي وانا اشعر بأني قد مت معهلا احد يتحدث معي ولا احد يسمع لي
فلم يرزقني الله بولداً يحملني في كبري
فما ان قالت العجوز تلك الكلمات حتى ذلفت لأحد الحجر لتحضر وسادة وغطاء
لتضعهما بجانب علي الذي شعر بلأمان والاطمئنان ..
لتمتد يده لأناء الطعام ..
الا انه تراجع فجأة ليسئلها بخجل وستحياء
لمن كان كل هذا الطعام ؟
فأجابت العجوز ببتسام ..
كنت ذاهبه لبعض الايتام...
فهم فقراء لايملكون ثمن الغداء او العشاء
ابعد علي يده عن الاناء
لتنظر العجوز لعيناه الذابلتان
وتقول بشفتان ترتجفان
لا تندم يابني ولاتخجل ,
فلدي المزيد من الطعام
وما ان قالت العجوز هذه الكلمات حتى التهم علي كل مافي الاناء
حتى اثقل معدته بالطعام .. وشعر بشيءً من النعاس ..
ليمتد على الارض وعيناه مغلقتان ..
فقتربت العجوز من عيناه .. لتطمئن بأنه قد نام ..
لتذهب لأحدى الحجر بسرعه وتحضر الحبر
و بعض الاوراق..
جلست بقربه وامسكت بيداه .. لتغرق اصبعه بالحبر بخوفاً وحذر
لتطبعه بين صفحات اوراقها وعيناها تنظران لعيناه المغلقتان بضيقاً وضجر ..
كان احمد في هذه الاثناء يسير بين الطرقات ....بدون هدف ..
انفاسه قد ختنقت
وافكاره قد تشتت
رفع راسه للنجوم متأملاً
ثم انزل راسه .. ليتحدث لنفسه قائلا ً
غدا تعود يامارك من سفرك
لتجد كل من بالحي يتحدث عن اختك
بسبب صديقك ورفيق عمرك
يالهي ماذا افعل؟
ووالدي يريد مني الزواج من ابنت عمي ايضاً
أنت تقرأ
زهرة النرجس
Short Storyمنذو سنين وانا اتوق ..لكتابتها .. منذو سنين وانا اتحرق شوقاً للتعبير عنها .. وهاقدجاء اليوم لينزف قلمي لينثر اريج عطري لكم .. اتمنى من كل قلبي ان تعجبكم .... ************************************************** ********************** لنبتعد... لنبتعد...