فرحة النجاح

38.7K 851 21
                                    

كنت في أوج سعادتي. .وأنا قادمه للمنزل. .لقد نجحت من الثانويه. .وقبلت الآن في كلية الصيدلة. .ياله من إحساس بالفخر وانت تحصد ثمرة الجهد والتعب لسنوات دراسيه طويله. .صحيح أنه مازال عليه الدراسه. .لسنوات اضافيه. .ولكنني بكل

تأكيد عرفت مستقبلي ..عرفت أنني ساتجه لعالم الصيدلة. .كم انا سعيده. ..سيفرح ا.بي. .كثيرا ..وسيعلم ان دلاله لابنته ال وحيده لم يذهب سدى. .الجميع كانوا يلومون ابي. .لدلاله لي. .وا ولهم امي. .كانت تقول باستمرار:ستجعلها فاشله. .وغير واثقه من نفسها. .انت تخاف عليها حتى من الهواء. ...وحتى من الطعام الذي تمضغه لربما يكون ملوثا.
دعها تقوم ببعض الأمور دون الاعتماد عليك.
كان أبي دائما يضحك بقوه لكلام امي المستنكره. .حتى يهتز كرشه البارز من تحت ملابسه. .قائلا : أحبها. .ليس بيدي. .إنها تشبه والدتي كثيرا. .وكلما أراها. .أشعر وكأن امي عادت للحياة.

وكلام والدي صحيحا. .فانا
جميله جدا. .لي عينان واسعتان لونهما أخضر غامق .. وبشر ه بيضاء ناصعه. .وخدان كأنهما تفاحتان طازجتان. .مع وجه بيضوي. .وانف مستقيم. .كأنه أنف نجمات السينما. .شفتين ممتلءتين بلون الكرز..
وطولي متوسط لست طويله جدا كعارضات الأزياء. .ولست قصيره جدا. .ولم أكن بدينه. .ولست نحيفه. .كان جسدي رشيقا. .ومغريا. .أما شعري لونه اسود يتدلى على كتفي كأنه ظلام دامس. .وكنت دوما اضع عليه دبابيس بشكل النجمه. ..وكان لون عيناي الخضراوتين مع لون شعري وبشر تي البيضاء هم سر جمالي لأن هذه الألوان كأنها تجانست مع بعضها لتكون خلطه سحريه لجاذبيتي  ..الجميع. .يراني جميله. .لابل خلابه. .أمي. .ابي. .شقيقاي. .صديقاتي. .اقرباءي. جيراني. .وحتى مدرساتي. .كنت مميزه في كل شيء. .
وثريه. .ومتفوقه في دراستي. ..وصاحبة ذوق رفيع في اختيار الملابس. .وصديقاتي تشهد على هذا..
الجميع كانوا يمتدحونني. .صحيح أنني لم ارتدي الحجاب لكنني كنت اصلي. .ولم اعمل منكرا. .أو أي شيء يخالف تعاليم ديني. والقيم والمبادئ التي تحكم المجتمع الذي أعيش فيه..الجميع يراني هكذا. .إلا شخص واحدا! ..شخصا طالما. .ومازلت. .أكرهه. .امقته. .ابغضه. إنه شخص يعيش معي في نفس المنزل. .ويأكل من الطعام عينه الذي أكل منه ..ويجلس على نفس الاريكه المفضله لدي .يحبه ابي. .بمقدار حبه لي. .إنه وبإختصار ابن عمي. ......🎀🎄تبناه ابي بعدما توفي عمي. .كان حينها صبيا يبلغ من العمر عشر سنوات. .تركته أمه بعد انفصالها عن عمي

وتزوجت ورحلت إلى بلجيكيا..ولم يكن له أخوه اواخوات. .فبعد طلاق عمي من والدته. .لم يمهله الموت فرصة أطول لكي يتزوج ويؤسس عائله أخرى. ..لذا فإن ابي. .رأى من واجبه تبني ذلك الصبي ..الذي يملك نصف الثروه الذي تركها والده. .وأبي يملك النصف الآخر. .لكن تبني ابي له لم يكن على أساس مادي بل نابع من الشعوربالمسؤوليه تجاه أخيه الأكبر ..

🎋🎋🎋🎋🎋🎋🎋

لقد دخلت الآن للمنزل وانا أتصور الفرحه التي ستغمر أفراد عائلتي. .لدخولي كلية الصيدلة. .أو سأقول ليس جميعهم. .بالتأكيد سيكون واحد منهم ليس مسرورا لهذا الخبر. .لأنه يتصورني لااصلح لشيء. ..سوى تبذيرالأموال لشراء فساتين تافهة واحذية وحقائب. .
صحت بصوت عال:ابي. .أمي. .صيدلة..لقد أصبحت صيدلانية. .
لكن الصوت الجاف المغرور جاء ليبدد أي شعور بالفرح :لاتتباهي. .كثيرا. .فأنت لم تتخرجي منها بعد.
نظرت إليه بغضب : لكنني أصبحت طالبه فيها ..ويبدو انك منزعج. .
قال بتلك النبره التي اكرهها دوما :ولم انزعج فأنا تخرجت منذ سنوات. .ولكنني متفاجىء. .كيف قبلت بهذه الكليه وانت ضعيفه بالمواد العلميه.
رددت عليه بعنفوان:لست كذلك. .إنت. . تعرف أن معدلي ممتاز واستحق هذه الكليه بكل جداره. .كما أنني لست بغبيه. .
-لكن هذا لا يبدو عندما درستك قبل اشهرقليله؟
قلت له والغضب يتطاير مني :أن تصعب  عليك بعض المسائل. .وبعض المفاهيم. .لا يجعل منك غبيا.
رد ساخرا. .:انت محقه فأنا لست غبيا.

لكني لم أتحمل سخريته فصحت بوجهه :انت غبي. .فلو لم تكن غبيا لما كنت بهذا الغرور. !
قال يصحح لي :بل قولي واثقا بنفسي.
تجاهلته. .لاني اعرف نهاية الكلام معه تفقدني اعصابي. .تجعلني اتفوه بأشياء. .لم أتصور أني سأقولها.
وركضت صاعده نحو الطابق العلوي  لأرى والدي
وأنا أقول في نفسي :تبا له  لم يهنئني حتى!
ولكن لم اتفاجىء. .فهذا هو (غيث )الذي أعرفه. 🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻

(صغيره في عينيه )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن