(صغيره في عينيه )

غيره أم حرص! !!!

استمر رجل الكهف بإيصالي لجامعتي لمدة شهرين. .لكني لم أكن مرتاحه معه ابدا. .كنت أشعر وكأنني مقيده بسلاسل وانا بجانبه. .كنت اتجاهل تعليقاته الغير مرغوب بها بشأن ملابسي وتصفيف شعري. .وحتى طريقة سيري...

وذات يوم وانافي طريقي للجامعه رن هاتفي..
كانت إحدىصديقاتي .
تسألني بخصوص شيء مامتعلق بالمحاضرات ..وعندما انتهى الاتصال. .
لم يستطع أن يبقي فمه الساخر والجذاب مغلقا وبدون ملاحظه هازءه. ..
فقال وفي لهجته نبرة استياء :
-ماهذه النغمه التي تضعينها. .!!!

فسألته وانا استعد للمواجهة :
-مابها. ..؟؟إنها جميله.
-هذه جميله. .ماهذه الاغنيه ..لم اسمعها من قبل. .
فقلت بخبث :
-انك لم تسمع بها. .لأنها ليست للكبار بمثل سنك. .إنها جديده. .ولا يسمعها سوى الشباب. .
أطلق ضحكه رنانه. .مماجعلني أتمنى أن اصفعه. .على وجهه المتسلط.
قال :(الحمدلله اني من كبار السن. .وارضى أن يكون عمري تسعون سنه. .برغم أن عمري سبعة  وعشرون عاما. .بشرط ألا أضطر لسماع هذه الموسيقى المقرفه الصاخبه. .إنها تسبب ارتجاجا في الدماغ ).
كم كرهته في تلك اللحظه فردت عليه بمقت :(حتى نغمة جهازي لم تنجو من كلامك اللاذع !!!)
-لست سيئا لهذه الدرجه.
-بل أكثر مما تتصور.
-الأفضل. .لك ان تضعي نغمه لإحدى المسلسلات الكارتونيه. .فهذا يناسبك أكثر.
كم ابغضه. .كم أتمنى أن لا اسمع صوته مجددا..
فقلت بنفس لهجته الساخر ه :
-شكرا يا والدي أنها نصيحه سأعمل بها. .لربما سأضع اغنية كارتون  (الليدي أوسكار ).
-انه خيار جيد. .فهي أفضل بكثير من هذه الضجه التي تضعينها..كما أنني أحبها أيضا.
قلت وكأني غير مصدقه :عجبا. ..وأخيرا. .وجد شيء نتفق عليه  سويا. !!

-لاتستعجلي الأمور. .فلربما توجد أشياء كثيرة نتفق عليها مستقبلا.
ضحكت ساخره : ماذا...؟؟؟لااصدق أننا سنتفق على شيء ما مهما كان تافه !!!!!.

-انزلي لقد وصلتي.
قال بأختصار هذه الكلمات. .وكأنني  عبء عليه يريد التخلص منه بسرعه.

نزلت بهدوء وبطء كي اجعله يغضب. .وعندما لامست قدماي الرصيف. .ادخلت رأسي من النافذه واخبرته بعدم اهتمام :
-لا تأتي عند ما ينتهي وقت المحاضرات. .سأذهب مع صديقاتي. .لتناول الغداء في المطعم القريب من الجامعه. .ثم نذهب لشراء بعض الحاجيات.

يبدو أن كلامي لم يعجبه. .فسألني بفظاظه :هل اخبرتي والديك. .؟ثم ماهذه الحاجيات التي تريدن شراءها. .ولماذا تتغدين في المطعم؟ ؟
قلت  بهدوء : أجل أخبرت والدي. .ثم مادخلك انت بما اشتريه هذه أشياء خاصه بالنساء. .وساتناول الغداء في المطعم من باب التغيير.
سألني وكأنه يوبخني :
-لماذا تتركين طعام المنزل وتذهبين للمطاعم؟ ؟؟امك تطهو طعاما لذيذا وصحيا. .وهو مفيد لك جدا من أجل نموك بشكل صحيح. .من قال إن الأكل في المطعم صحي مئة بالمئة .؟؟؟؟

لم اجبه على تعليقاته المستهزءه. .فقط أطلقت بوجهه. .تاءفف. .يدل على ضجري منه. .
تركته مبتعده. .بضع خطوات. .وهناك لاقتني صديقتي حسناء. .تبادلنا السلام. .ثم سألتني وهي مأخوذه بأحد ما...
-من. .....من هذا؟
وكأنني أردد خلفها :
-من. .من هذا.؟؟؟؟؟
فقالت مابك انا أسألك عن ذلك الرجل الذي نزلت من سيارته لتوك.!!!!
اجبتها ببرود : انه ابن عمي.
-هل هو متزوج؟
ابتسمت لها برغم أنني شعرت بغصه داخل بلعومي وقلت :
-لا. .لم يتزوج بعد