مشيت وانا أشعر بدوار ..فسرت بخطوات متثاقله نحو الرصيف. .لقد كان يومي حافلا. .بدايته مع غيث. ..ونهايته محاضرات مكثفة ..وبلكاد سمعت رنين هاتفي. ..اخرجته من حقيبتي. .وأنا أفكر بأن استقل سيارة أجرة لتوصلني للبيت. ..فلا أعتقد أن غيث. ..سيأتي. .بعد كلامنا هذا الصباح..
لم انتبه ..لاسم المتصل. .فأجبت بسرعه : نعم. .من المتكلم؟
-أين أنت بحق السماء. .انتظرك منذ ساعه! !!
بلتاكيد عرفت من المتصل. .وهل يخفى القمر. .جاء صوته غاضبا ضجرا .
فقلت بهدوء أغض النظر عن لهجته الجنونيه :لقد خرجت للتو. .ولم أكن أعلم انك ستنتظرني. . يمكنك الرحيل. ..فأنا بكل الأحوال ساستقل سيارة أجره.
-لاتتحاذقي. .. انا واقف عند المخرج تماما. .وافيني هناك. ..
قلت في داخلي :اللعنه عليه. .
وصلت إلى سيارته الراقيه. ..ولم اكلف نفسي ولو بتحية بسيطه. .وجلست على المقعد بكل هدوء.لم يتكلم. .وبقى صامتا حتى وصلنا للمنزل ..لكن الغضب هو الشيء الوحيد الذي يفسر صمتنا كلانا غاضب من الاخر. .وفيما انا أهم با لنزول من سيارته. ..التي بدأت في هذه اللحظات المشحونة. .وكأنها سياره لنقل السجناء. .حيث الصمت والترقب والخوف من المصير المحتوم . ..علي أن اعترف لنفسي وبكل صدق. ..أني ارتعب. .منه عندما يكون غاضبا. ..
دخلت البيت مسرعه خوفا من أن يرمي بوجهه. ..بعض الكلمات التي أكره أن اسمعها..
وتراءت في ذاكرتي حادثه قمت بها في طفولتي. .وبالتحديد عندما كان عمري إحدى عشر عاما. ..
ذهبت مع أبي إلى طبيب الأسنان. .وعندما رأيت حقنة البنج. .أصابني الهلع. ..وبدأت بالبكاء. ..ولم أعرف عدد المرات التي ضربت بها يد الطبيب. .وعندها جاء لأبي اتصال مهم يتوجب عليه الذهاب إلى المطار لاستقبال زبون اجنبي مهم للغايه. .اتصل ابي بوالدتي لكنها كانت لديها ندوه علميه وتعذرت عن المجيء. .وشقيقاي كانا في الجامعه . ..فلم يبقى إلا. .هو..ومن غيره...إنه بلتاكيد (رجل الكهف )..
كان يضع بصماته في الكثير من تفاصيل حياتي. .ولم أكن سعيده بهذا.
فعندما تركني ابي وهو يطبع قبلة اعتذار على جبيني. .تاركني مع الطبيب والرجل الذي لا احبذ وجوده. .
أجبرت نفسي على أن أكون هادئه. .واتحمل الألم
وعندما غادرت عيادة الطبيب برفقته. .قال لي بصوت ساخر.:تبدين وكأنك أكلت كميات كبيرة من الفلفل الحار. .انظري لوجهك المحمر. .وعينيك المنتفختين. .
وقهقه بصوت مرتفع.
حينها لم أكن استوعب كلماته على أنها ساخره. ..فقلت وانا مازلت أشعر بثقل البنج :
-وهل أبدو بهذا الشكل المريع؟
قال وهو يقود سيارته ببطئ :بل أسوء من هذا.
فسألته :ألم تزر طبيب أسنان من قبل؟
فقال وهو ينظر إلى وجهي بأمعان :
-انا مختلف عنك. .فأنا لاا تناول الكثير من الحلويات. ..كما أنني استعمل فرشاة الأسنان منذ طفولتي.برغم من اني كنت صغيرة حينذاك. .لكني فهمت معنى كلماته التي تقول (انك مهمله. .وغير مهتمه بنظافة أسنانك. ..وتتناولين الحلويات بطريقه غير عقلانيه ).
أتذكر حينها اني صمتت قليلا قبل أن اجيب. .وكأنني في اختبار شفوي ..وتمكنت أخيرا من الرد عليه بكلمات واضحه :
-لديك نصائح جيده. .تصلح لتكون أب ممتازا. .بلتاكيد ستحافظ على أسنان ابنتك حالما تبدأ أسنانها بالظهور.ونزلت من السياره راكضه باتجاه المنزل.
لكنه رمى كلماته خلف ظهري وكأنها حصى ثقيله :
-عليك أن تتعلمي كيف تخاطبين الكبار باحترام. ..وتهذيب. ..وساحرص على أن اربي ابنتي. ..تربيه جيده واعلمها كيف تحترم من هو أكبر منها سنا. ..وساحرص. .أيضا. .بان لا تتأثر بك. .أو تجعلك مثالها الأعلى. .كم المتني هذه الكلمات مالذي يظنني. .فدخلت غرفتي وانا ابكي. .ولا أعلم أيهما السبب. .هل هو ألم اسناني. ..أم كلماته. ..المهينه.؟؟
***********♡♡♡♡♡♡♡♢♢♢♢♢♢♧♧
عند العشاء. .اجتمعنا سوية. .فسألني والدي عن يومي في الجامعه ...
أردت أن أقول. .لم يكن جيدا لأن غيث كان جزء منه. ..لكن ابي وكل أفراد عائلتي لم يصدقوا بكل تأكيد. .ومن يصدق بأن علاقتي برجل الكهف ليست بجيده. ..فلم يصدف ولالمره واحده أننا تشاجرنا أمام أحد ما. ...أو ظهرت العدائية في تصرفاتنا. .. ?كنا نتكلم بكل أدب ورسميه ..وأكثر كلامنا كان موجزا ..مختصرا.
ولكن. .ما أن نكون بمفردنا.
حتى ينفجر كلانا بوجه الآخر وبطريقة غير حضاريهكم من المرات حاولت ان اكون حسنة التصرف معه
وكم حاولت ان أعماله بأدب وتقدير. .لكنه يجعلني أتراجع عن فكرتي دائما. ..بسبب سخريته الاذعه واهانته المستمره لي وعلى اتفه الأسباب.
لذا أجبت على سؤال ابي :
-لم يكن يومي مثير للإهتمام.وسمعت صدى صوته في أذنيه يقول مخاطب ابي :
-لاشيء مثير سوى أنني هدرت ساعه كامله من وقتي الضيق.
وأنا انتظرها لتخرج.
التفت إلي ابي وسألني :كان عليك الاتصال بهواعلامه بتاخرك ..لأن هذا سيوفر عليه الكثير من الوقت. .أتعلمين. .؟لقد وصل إلى الإجتماع متأخرا. .بسببك.
شعرت بسخونه تحرق جلدي كله.
بالاضافه إلى شعورا بالاهانه ..وأنا أرى نظرة السخريه التي رمقني بها رجل الكهف.
عندما أنهى والدي كلامه.
فكدت اغص بلقمتي وانا أجد صعوبه في ابتلاعها. .وخرجت كلماتي غير واضحه.
ولكنها مسموعه ..أو هذا ماظننته.
-إذن ليس عليه أن يوصلني بعد الآن. .ساستقل سيارة الباص حالي كحال الكثير من الطلبه. .إلا. .إن يتفرغ سائقك الخاص.
أنهيت جملتي وانا احدق بغيث. .لعله يرى نظرة الامبالاة التي رمقتها به. ..
لكنه للأسف لم يرفع بصره باتجاهي.
وظل يحدق بصحنه وكأنه يرى الطعام لأول مره.لم يجب والدي ..وكأن كلامي لم يعجبه. .لكن والدتي تدخلت قائله : كلا. .لن أرضى أن تستقلي الباص! !
سيوصلك غيث. ..هذه..الأيام. .حتى يتفرغ السائق. .وإن صادف عنده عمل طارئ ..سابعث لك سائق ابيك.قلت مستنكره :لااريد أن يتأخر أحد بسببي. ..ساهتم بنفسي فأنا لست صغيره. .
في هذه اللحظه. ..لمحته يحدق بوجهي. .وكأنه يقول. . (الأفضل أن تصمتي).فقدت شهيتي. ..وأنا ماازال جائعه. .
لاصرار والدي. ..على رفضهما فكرة ذهابي بلباص. .
فتركت الجميع وصعدت لغرفتي. .تصفحت محاضرات اليوم ..واخترت ماارتديه ليوم غدا...واوشكت على النوم. .وفجأة تذكرت هاتفي! !!!!
بحثت في حقيبتي. .وفي داخل كتبي. .وفي غرفتي. .ولم أجده. .
وراجعت شريط أحداث هذا النهار. .وأنا اعصر أفكاري بقوه. .
واغمضت عيناي. . غير راضيه عن قلة انتباهي. .واهمالي. .
وأنا اتكهن الكلمات الساخر ه التي سيرميها في وجهي ..حالما اسئله عن هاتفي.
🍀🍀🌼🌼🌸🌸🌻🌻🍁🍁🌺🌺
أنت تقرأ
(صغيره في عينيه )
Romanceقال لي :انت يافتاة. .لاتعرفين شيء عن مشاعر الكبار. .الأفضل لك ان تذهبي لمشاهدةافلام الرسوم المتحركة. . لكني تحديته بعناد :لم أعد صغيره انا في العشرين. .انا امراءه. ولست طفله. . فقال لي :لكني لازال اراكي وكأنك ذاهبه لرياض الأطفال. هل يعقل أن يكون...