كرهت ذكرى مولدي

18.5K 660 26
                                    

ترددت كثيرا قبل أن أنزل واقف أمام باب غرفته. .نظرت إلى الساعه. .إنها العاشره مساءا. .مازال الوقت مبكرا..
وقفت لبرهه. .أ ستعيد بها رباطة جاشي. .ثم طرقت
بابه. .وشعرت أن اناملي ترتجف ..فاستدارت راجعه لغرفتي.
وصعدت بداية السلم. ...
-لم انت هاربه. .!!!
استدرت لاوضح له :
-لست بهاربه.
-إذن كيف توضحين تصرفك. ..تطرقين باب غرفتي. ..ثم تولين هاربه..
ثم نظر الي بأمعان ساخر واكمل:
-لا تقولي. ..إنك اشتقت إلى تلك اللعبه السخيفه. ..التي كنت تلعبينها مع شقيقك الأصغر .

وتذكرت بسرعه تلك اللعبه التي أشار إليها. .وتراءى
أمام عيني ذلك اليوم الذي عاقبنا فيه (غيث) لأننا بدأنا نطرق باب غرفته. .ثم تختبئ. .ونطرق مجددا ونختبىء ..

فقلت مدافعه عن نفسي وبدون تركيز :
-لكننا تركناها منذ أن عاقبتنا. .بسحب اذنينا بقوه جعلتنا نصرخ ألما.

فقال متلاعبا باعصابي :وهل تريدين ان أكرر العقاب الآن. ؟؟
اجبته. .وأنا أشعر بلغضب :متى تكف عن السخرية ...جئت أسأل عن  هاتفي.

-ومابه هاتفك؟
-لقد. .أعتقد أنني نسيته في سيارتك هذا النهار.
-تعتقدين؟
-كلا. .انامتاكده من أنني نسيته هناك.
-لم أره.
قال هذا باختصار. وتحرك متجه نحو حديقة المنزل.

ركضت خلفه بخطوات متسائله. .:أرجوك تأكد من ذلك. ..لربما لم تنتبه له.

قال بعد أن فتح الباب المؤدي للحديقه :
-ولم علي القيام بهذا. .عليك أن تتحملي نتائج اهمالك.
فقلت بصوت أشبه بالتوسل :أرجوك. .ابحث في السياره. .
سألني بقسوه :ولم تذكرتيه الآن. .أين كنت قبل ذلك الوقت.
-كنت أظنه في حقيبتي. .إلى . .إن. .
وقاطعني  .وكأنه يشدد على (إلى أن  )
-تذكرتي اتصال طارئ بأحد زملائك. ؟

فأجبته ولم انتبه إلى المعنى الذي كان يقصده:
-شيء من هذا القبيل.
فجاءة تغيرت ملامح وجهه الساخر ه إلى ملامح غامضه لم أكن معتاده على رؤيتها.
فقال بدون اهتمام ..وهو يقوم ببعض التمارين الرياضية البسيطه في الهواء الطلق. .:
-تجدينه في غرفتي. .عليك الانتباه أكثر. .اذااردت أن تستقلي الباص مستقبلا. .
برغم كلماته الناصحه الاان لهجة السخريه كانت واضحه.
فقلت له بغضب : اذا. .لم تجعلني اتوسل إليك. بينما انت تعرف مكانه. ؟
-لأنك غير مباليه. .جهازثمين كجهازك من الجريمه أن يفقده أحد بسبب إهمال غبي.
-كنت. .أشعر بصداع عندما انتهى الدوام. .ثم انك صرخت في أذني غاضبا ضجرا عندما اتصلت بي. .كل هذا جعلني أفقد التركيز.
قال وهو يحاول أن يخفي ازدراءه :لاتبرري. .اخطاءك. .
-لست مخطئه. .لقد سهوت. .قليلا ونسيت هاتفي في سيارتك. .ماهو الخطأ الذي ارتكبته؟
-عدم حرصك. .وهذه الطباع موجوده لدى الأطفال.

فتحت عيني غضبا وصرخت بوجهه :
-لا أهتم لرايك اللعين. .
تركته راكضه باتجاه غرفته. .دفعت الباب فانفتح بسرعه. .
وتساءلت. .منذ متى لم ادخل هنا. .منذ متى لم ادخل عرين الاسد. .أو بعبارة أصح. .كهفه. .منذ مده ليست بقصيره. .
واخبرتني حاسة الشم لدي. .إن رائحة السجائر تحيط بارجاء الغرفه. .ممزوجه. .برائحة مألوفة لدى أنفي. .رائحة وكأنها عطر انثوي هادئ ومنعش. .
التفت يمينا ويسارا وانا ابحث عن هاتفي. .ساحرص من الآن وصاعدا. .إلا أنسى أي شيء
حتى لوكان تافه في سيارته. .
وبينما عيناي منهمكتان بلبحث. .لمحت شيء مرميا على سريره الواسع. .شيء كأنني أعرفه. .فركزت انتباهي عليه. .
أطلقت شهقه مسموعه. .وأنا أمد يدي لأخذ ذلك الشيء. .ذلك الشيء الذي هو سترتي. .وهذا العطر الأنثوي. .عطري. .الذي ينبعث من سترتي ليملىء الغرفه. .
وتذكرت كل شيء.
عندما دخلت سيارته وانا مستاءه منه. .كنت احمل سترتي بيدي وعندما اتصل بي واجبته. .لم اضع الهاتف في الحقيبة. .بل وضعته في جيب الستر ه القصيره. .
ولكن. .ايعقل أنني لم انتبه لفقدان سترتي أيضا. .
وكم شعرت بلغضب من نفسي. .لاني اثبت له ..عدم حرصي واهمالي. .حتى أنني لم أسأله عن سترتي
حملت الستر ه وانا اتحسس هاتفي بداخل إحدى جيوبها. دافعه عن رأسي كل الافكار التي   تجعلني أبدو كصغيره أمامه. .
فاستدرت خارجه. .إلا أنني شعرت بالفزع عندما ارتطمت به. .

(صغيره في عينيه )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن