عيناك غابتا نخيل ساعة السحر

15.8K 583 16
                                    

حل فصل الشتاء سريعا. ..جالبا معه البرد القارص والأمطار. .وبرغم برودة الجو في الخارج. ..إلا أني كنت اعاني العكس بداخلي. .فلمشاعر التي اعتقدت أنها ستهفت بمرور الوقت. .بدأت تتزايد وتنمووهي  تغرزجذورها في قلبي الحزين بدون رحمه أوعطف 

مرشهران متتاليين لم أره فيها  ولم أسمع صوته الدافئ..كنت أسمع أحياناابي يتكلم عنه عندمايستذكرشيءمهما صادفه في العمل  ..
إنه  موجود..فأبي..كل يوم يراه يتحدث  ويتناقش

معه  ويتناولاالغداءسويه..اناالوحيده  التي لم أره منذ مايقارب  الستين  يوما  ..

هل أنا حقا غبيه. ..؟؟
لاني رفضته. ..لاني لم ارتبط به. ..
لكنه لم يخبرني..بلسبب الحقيقي ...الذي جعله..يريدالارتباط بي ...

طلب يدي في ظروف متوتره ..ظروف كنت خلالها مضطربه. ..وغير واثقه من حبي له. ..
كنت مازلت تحت تأثير صدمة المرض والشجار الذي نشب بينه وبين أخي. .
وكنت خائفة من شقيقي. ..لربما يقوم بتصرف. .يولد العداء بينهما. ..

على كل حال لوكان يريدني حقا. ..ويحبني حقا. .
لحاول مرارا وتكرارا. ..من أجل أن يحصل على موافقتي. .لبذل كل ما بوسعه. .من أجل الفوز بقلبي. .
لا أن يختفي فجاءة ..ويهرب من أول جوله خاسره. .

وقفز سؤال غير متوقع إلى رأسي. ..
ماذا....ماذا...لوكان يحبني. ..؟؟؟؟؟

اه...يحبني...!!!!
لوكان حقا يحبني. ..فأنا ضيعت. .على نفسي. ..فرصة العمر..
لوكان هذا صحيحا. ...ولم انتبه لهذا.....!!!!
فأنا مازلت طفله حمقاء متسرعه بحق. ..واستحق هذا العذاب الذي. .اعانيه. ..

تناهى إلى مسمعي..صوت المطر. ....ورائحة الرطوبة التي ملئت المكان. ..فاتجهت إلى النافذه. ..وأنا أرى ..كيف غسلت مياه المطر. ..الشوارع والأشجار والمنازل. ...وجعلت الغيوم السوداء الشمس تختبئ احتراما ..أو خوفا منها. .
فتحت النافذه. .وأنا استمتع بمداعبة الرياح البارده لأجزاء وجهي وشعري الذي أخذ يتطاير وكأنه يرقص رقصه غجريه متباهيه بنفسها. .

وكم تمنيت ..لوتصل هذه البروده. .برودة كانون الأول. .إلى  قلبي وتطفىء نيران الحب والشوق المستعره بداخلي. .
بقيت احدق إلى الحديقة وإلى اشجارها المبلله وإلى قطرات الماء المتدليه من علىأوراقها. ...

مستمتعه بكل ذره من كياني بهذا المشهد الرائع ..
وتمنيت لوكنت قطرة مطر تنزل من السماء بدلال. ..وكبرياء. ..وثقة بنفس. .وهي متأكده من فعل الخير الذي تلحقه   بهذه  الأرض ....وماعليها. .
لكنت أفضل حالا. ..مما عليه الأن. ...

هل سأبقى هكذا. .هل أقضي عمري وانا ابكي على الاطلال. .
ماالذي يفعله الآن. .؟؟؟
هو يستمتع بكل دقيقه من وقته. ..بينما انا. .أقف هنا متمنيه لو كنت قطرة مطر. ..
وصرخت بداخلي. .تبا له. ..لماذا يجعلني ودائما أشعر وكأني مازلت صغيره. ..متهوره.
اولست كذلك؟
أليس الوقوع بحبه. ..دليل على تهوري. .في الوقت الذي كنت أعلم أنه لا...أمل. .لي. .معه. ...
على كل حال الذنب ليس ذنبه.   فهو لم يجبرني على الوقوع...في شباك حبه. ..وسحر عينيه. ...
انا من أحببته بملئ ارادتي. .وكنت وقتها بكامل قواي العقليه. . .
وعلي أن ادفع نتيجة افعالي...
لمحت في طرف الشارع من نافذة غرفتي. .رجلا يحمل شجرة الميلاد. .وهو يسير بطريقه أشبه بلركض. .خوفا من قطرات المطر. ..اللؤلؤيه. .الشفافه. .
وقلت بداخلي. .السنه الجديده على الأبواب ..وأغلبية الناس يستعدون لها. ....والكل متحمس. ..إلا. .....
وجاء صوت امي إلى أذني. .ليحررني من أفكاري
فقلت لها :
- ماذا هناك؟ ؟
ردت بصوت مرتفع :
-انزلي. ..لتناول الغداء. ..ألم تشعري بلجوع؟ ؟؟

(صغيره في عينيه )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن