ورود واعتذار وخطوبه

17.1K 622 18
                                    

فتحت عيني على صوت الممرضة. ..ذلك الصوت الذي اسمعه يوميا منذ خمسة أيام. .
قالت بلهجه مشرقه وابتسامة عريضه :
-صباح الخير. .
كيف تشعرين اليوم؟ ؟؟؟
-صباح النور. .أفضل قليلا. .من الأيام الفائتة.
-سيأتي الطبيب لمعاينتك. .بعد دقائق. .تناولي فطورك الآن. .
-شكرا.
ابتسمت الممرضه بهدوء وهي تضع باقه من الورود البيضاء الفواحه. .بعطر يبعث على الشعور بالرضا والسعادة. .وبين الورود البيضاء. .وردتين حمراوتين تضيفان شكلا رائعا. .لهذه التشكيله.
وضعتها قرب سريري. .وقالت :

-أرسلها أحدهم إليك منذ الصباح الباكر. .
دفعني الفضول لأرى من هذا الشخص. .
فقلت لها قربي الباقه علي لاتمكن من قراءه الكارت الصغير المعلق اسفلها.

فتحت الكارت وانا متحمسه وكل ظني انه من صديقاتي في الجامعه. .
وابهرني ماكتب فيه.
(صباح الخير إلى الصغيره التي أصبحت شابه جميله ..أتمنى أن تقبلي ورودي برحابة صدر ولاتلوميني على ماحدث. .انا اسف. .وأتمنى لك صحه جيده. ..)
مع تحياتي لك رجل الكهف.
ابتسمت بداخلي لوصف نفسه بذلك الاسم الذي أطلقته عليه وانا في قمة غضبي منه. .
رمشت قليلا وتجاهلت الألم الذي بداخل رأسي ثم وبحركه لااراديه من يدي أمسكت الكارت وقبلته. .وكأنه يحمل دفء يديه. .وكأنه يحمل لمساته الحنونه. .

في الأيام القليلة الأربعه التي خلت. .لم أستطع التفكير بوضوح لاني كنت أكثر الساعات نائمة من أثر الأدوية التي اتناولها. .ولم أستطع أن أطلق العنان لافكاري. .لأن هذا يخيفني. .
السؤال الوحيد الذي كان يتراقص في دماغي. ..
هو. .ماسيحدث بعد هذه الأيام. ..ماالذي سيفعله شقيقي. .وكيف سيتصرف غيث معه. ..
وأنا كيف ستكون ردة فعلي اذا سألني والدي. ..
والدي المريض الذي يرقد في نفس المشفى. .
لم أعلم عن صحته شيء. ..لأن امي لم تسمح لي بالتكلم ابدا. ..وكلما حاولت أن أسأل أي سؤال. .تمنعني قائله :
-عندما تشفين تكلمي وأسألي قدر ماتشاءين.
لم يزرني شقيقي الأكبر. .ولم أره بعد ما حصل. .
ولاغيث أيضا. .أمي وشقيقي الآخر هما من كانا يزوراني. .
دخل الطبيب بعد دقائق وقام بلمعاينه وكتب لي بعض الأدوية. .التي يجب أن التزم بها. .كانت امي خلفه ..فسألته :
-هل تستطيع الخروج اليوم؟
قال الطبيب ذو الشعر الأسود والفضي بصوت واثق يبعث على الأمل :
-أجل. .لقد تحسنت كثيرا. .تستطيع الخروج اليوم بشرط أن تتناول الأدوية في وقتها المحدد. .وإن لا تجهد نفسها بالافكار المؤلمه. .لأن هذا يجعلها تصاب بانهيار عصبي جديد.
لم أصدق ماسمعته. ..هل حدث لي انهيار عصبي؟ ؟؟!!!
فسالت بحزن. :
-كنت أظن أنها حمى بسيطه. ..هل شفيت من الحمى؟ ؟؟أم مازلت اعاني.
ابتسم الطبيب لي مشجعا. :
-لقد شفيت. .وستحتاجين الراحه النفسيه والجسديه خلال الأيام القادمه. .من أجل الشفاء نهائيا.

*************************
عندما خرجت شعرت أن الجو أصبح باردا. .هل حل فصل الشتاء. .؟؟؟؟أو أنه جو المشفى الذي يجعلني أشعر هكذا. أو أفكاري المخيفه والقلقه واعصابي المتوتره لها دور في هذا.

(صغيره في عينيه )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن