مر أسبوعان على
التحاقي بالجامعة. .كونت علاقات زماله مع العديد من الطلاب. .وأصبحت لدي بعض الصديقات في غضون أيام قلائل. ..بصراحه انا لم أواجه أي صعوبات في أي شيء في حياتي. .فأين ماذهبت تكون لي صديقات. .ليس لاني جميله. .الجمال ليس كل شيء. .مثلما يقول ابن عمي. .بل لأنني لطيفه ومتواضعه وبسيطه ولست مغروره. .ولم اقتصر بعلاقاتي على من هم بمثل مستواي المادي. .بل العكس. فأنا كنت ارتاح أكثر. .وأشعر بلبساطه.
مع باقي المستويات. .ولم اجعل جمالي
وثراءي. .يسيطران على تصرفاتي مع الآخرين. .ولم انظر نظرة استعلاء لمن هم..أدنى مني ماديا. .فأنا ولدت لاجدابي ثريا. .ولم أجمع هذه الثروه بنفسي. ..**********استيقظت هذا الصباح باكرا..الدوام الرسمي بدأ وعلي المواظبه..واحترام الدراسه فالجامعه ليست بلشيء السهل وليست للتنزه. .كما يظن الكثير..
خلال الاسبوعان الفاءتان كان
سائق والدي الخاص. .وهو رجل في نهاية الخمسينات من عمره...رجل موضع ثقه.لعاءلتي. ..كان يوصلني لباب الجامعه. ..
كم من المرات حاولت إقناع ابي لشراء سياره خاصه لي. .لكنه يرفض دائما. .لأنه يخشى عليه من الحوادث وأشياء أخرى. .هو يتصورها فقط. .
لبست زي الجامعه. .وكنت انظر واتامل هندامي في مراءة غرفتي. .وكم شعرت بالفرح والزهو. .الزي الجامعي. .هو ماكنت أتمناه دائما. .وكم كنت أحلم بأن ارتديه عندما كنت في الثانويه. .وأنا أرى طلاب الجامعات يرتدونه عندما أكن في طريقي إلى المدرسه.
************************************ألقيت تحية الصباح على جميع من كان على المائدة يتناول الإفطار. ..وهم. .ابي. .وامي. .وهي مديرة بنك حكومي. .وقد ارتدت الحجاب منذ عامين. .وشقيقي الأكبر وهو ضابط في الجيش. .وكان صارما جدا. .وجديا في كل شيء. .وكأن الحياة بنظره. .ساحه للجنود وإلقاء الأوامر وتنفيذها. .
أما شقيقي الأصغر فكان صحفي..مايزال في أول الطريق ..وقد اتخذ شقيقاي كلا منهما عمله الخاص به. .ولم يتجها نحو عالم ابي. .عالم التجاره والأرقام. .عالم الأموال. ..لم يكونايحبذان عمل والدي. .وخصوصا أن ابي لم يصمم أن يضمهما إلى عمله لأن الفراغ الذي كان يظنه بعدم التحاقهما بالشركه. .قد ملؤه غيث. .وأصبح ساعد ابي الأيمن في كل شيء. .فهو والحق يقال. ..كان ماهرا. ..وجديرا بالثقه. .وعند حسن ظن ابي. لذا فإن ابي اعتمد عليه اعتمادا كليا. .متجاهلا. ..شقيقاي.أما الشخص الأخير الذي كان يتناول الإفطار مع عائلتي. ..فهو ذلك الذي ابغضه. .
جلست بأدب وانا اسمي بالله. .وتناولت فطوري. .
وعندما انتهيت سألت ابي. .عن سائقه الخاص. ..فقال :لن يأتي اليوم و لافي أي يوم آخر. ..ساحجزه لنفسي. .فأنا كثير التنقل هذه الأيام. ..لذا فمن الضروري وجوده معي. .
لا تقلقي سيوصلك هذه الأيام ..غيث. .لأن مكان عمله سيكون قريبا من الجامعه.نظرت إليه لا اراديا. .لكنه لم يرفع نظره باتجاهي. .وكأننا لم نتحدث عنه. .وهذا حقا اغاظني. .فأنا لست مستعده لاعكر صفوة مزاجي منذ بداية اليوم. ..والركوب معه يعني هذا..
قلت معترضه.:لكنني مستعجله. .ويبدو أنه يتأخر.لكنه نهض بسرعه : لقد انتهيت. .الحمد لله. .هيا لا تأخريني.
وخرج مسرعا. .
تنفست بغضب. .وأنا الحق به. .وكدت أقع بسبب كعب حذاءي العالي. .
وعندما جلست أخيرا بداخل سيارته ..بدأت.. اتحسس ..قدمي لانها أ لمتني. .
ويبدو أنه لاحظ هذا. .فقال موبخا :كم مره علي أن أقول لك. .إلا تركضي بهذه الطريقه وانت تنتعلين كعب عالي .
قلت له وانا كارهه لهجته الموبخه :لكنك كنت مسرعا. ..وأردت اللحاق بك.ابتسم ساخرا : وهل كنت تظنين. .أني سأتركك..وانطلق بسيارتي إن لم تسرعي؟
لم ارد عليه. .وتظاهرت بالقراءه.
لكنه لايفوته شيء ابدا. .وكأنه جاء لهذه الدنيا من أجل نقدي نقدا لاذعا فقط.
فقال وابتسامة ملتويه على محياه : إلا تعلمين أن القراءه في مكان متحرك كالسياره. .تضر بالعينين!. .إلا تخافين على عينييك !
-لا. ..لست خائفة. .وأعلم بهذه المعلومه.
-حسنا إذن. .هذا جيد. .وساخبرك أن زي المدرسه يلائمك أكثر. .فأنت تبدين بهذه الملابس وكأنك في مسرحيه كوميديه.
اشتطت غضبا. .من طلب رأيه. .من أراده أن يتكلم. .إنه يريد أن يهدم ثقتي بنفسي. .لذا عليه اختيار الرد المناسب. .وجاءت الكلمات مسرعه في فمي .
-هل تريدني أن أقضي حياتي وانا ارتدي الزي المدرسي. .؟عليك أن تفهم وتقبل فكرة أنني في طور النمو وانا أصبحت شابه الآن. .اليوم ارتدي الزي الجامعي. ..وبعده فتره. .لربما قصيره. .من يدري. .سارتدي فستان الزفاف الأبيض.أنهيت جملتي وانا اتظاهر بالابتسام. .
لكني لمحت علامات توتر على فكه. .وتساءلت هل حقا نجحت في اصابتي للهدف.
لكنه قال بعد صمت وجيز:لا أتصور انك تكبرين. .فحتى لو صارعمرك خمسين عاما. .فأنت بنظري تلك الفتاة ذات الجداءل السوداء الطويله. ..التي كلما أقدمت على شيء ما. .
لم تنهيه. ..إلا بكارثه.استدرت إليه وحبست دمعه كادت تسقط :
-لا يهمني رأيك. .ولا بما تنظر إلي. .على كل حال انا كبرت. .ومن المستحيل أن أكرر اخطاءي السابقه.قال ببرود : أراهن على عدم ذلك بحياتي كلها. .فمن المستحيل أن تنضجي. .وإن لا تقومي بعمل طفولي. .أحمق ولو لمره واحده في كل شهر.
لم أعد أحتمل سخريته ورددت :ساحرص إذن على القيام بذلك. ...مادام هذا الشيء يزعجك.
ابتسم بمكر :ولم انزعج!!!!!انا اتسلى بحماقاتك ...لا أكثر.
-اتعلم انك كريهه. .ومتعجرف. .ولا يليق بك أن تواكب هذا العصر. ...الكهوف. ..هي أفضل مكان لك. .العيش في كهف يناسبك تماما. ..وترويض الديناصورات هي المهنه اللائقة ..لربما تجد حيوانا ما يكون طوع أمرك.
والآن. ..انزلني هنا. ..ساكمل طريقي سيرا على الأقدام.
لم يعترض على ماطلبته برغم المسافه الطويله التي مازالت أمامي. .وكأنه غضب لوصفي له بهذه الطريقة.
أوقف السياره وقال أمرا :هيا انزلي يامجنونه.
تحديته قائله : ومن يريد أن يكمل الطريق معك يارجل الكهف.وصفعت الباب بقوه. .لااغيظه. .
جاء صوته غاضبا :ألم أقل لك. ...لم تنضجي بعد...احرصي أن تشربي كوب حليبك. .فهذا يفيد أسنانك.
-وانت احرص على حراسة كهفك جيدا من الحيوانات المفترسه. .يارجل الكهف. 🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀
أنت تقرأ
(صغيره في عينيه )
Romanceقال لي :انت يافتاة. .لاتعرفين شيء عن مشاعر الكبار. .الأفضل لك ان تذهبي لمشاهدةافلام الرسوم المتحركة. . لكني تحديته بعناد :لم أعد صغيره انا في العشرين. .انا امراءه. ولست طفله. . فقال لي :لكني لازال اراكي وكأنك ذاهبه لرياض الأطفال. هل يعقل أن يكون...