مَنْ أنْت ؟

3.6K 225 31
                                    

راودني سؤال في ذهني ، لما لا أشعر طوال هذه المدة بما أنني لا أحلم كما يخبرني ، فكما قلت سابقاً انا واسعة الخيال ، لذلك أتقبل الاشياء .

أعني لقد بقينا على هذا الوضع لساعة ، ساعة كاملة جالسين ، لقد عددتهم مللاً ، فطوال هذا الوقت هو ينظر لي و ابادله بغرابة ، ثم نتشاجر قليلاً ، لا أعلم كم المدة التي يجب علي البقاء فيها هنا .

رطبت شفتاي بلساني لأبدء الحديث لكنه سبقني و قال :

- " لأن هذا هو عقلك ، فقد انفصل جسدك عن عقلك بطريقة ما . "

صمتُ لوهلة ثم فتحت شفاهي مرة اخرى لأسئلة سؤالا آخر و لكنه سبقني مرة أخرى .

- " لا أنا لست من تخيلاتك ، لقد صنعت ترابطاً روحياً لأتواصل معك . "

حسناً بما أنك تقرأ افكاري بالفعل لديَّ الكثير من الاسئلة ، أولها ، هل يمكنني قراءة افكارك ؟!

- " لا . " تمتم ببرود .

- لماذا .

لم يجيبني ، لذلك انتقلت للسؤال الآخر لكن قبلها قلت عقليا له بأن يدعني اتحدث ، فقراءة الافكار شيء مزعج و كريه .

نظر لي بتمعن ثم اومئ لي .

- " إذا ماذا أفعل هنا ؟ " قلت بجدية و انا اعتدل بجلستي لأكون منتصبة الظهر .

نظر لي بغرابة ، ماذا ؟!

- " لا شيء فقط تبدين غريبة أطوار . " قال بصراحة و هو مازال متكئاً بأريحية على الكرسي ، ثم ابتسم لي بتلاعب .

لم ابدي ردة فعل ، أتعلمون ذاك الشعور المتبلد الذي يراودكم أحيانا ، لا حياة لم تنادي .

نظر في ساعته التي لم ألاحظها قبلاً ثم نظر لي .

- " ربما المرة المقبلة سأخبركي " قال و هو ما زال جالساً فصفق بيده مرة واحدة ثم أختفى بلمحة البصر .

أيمزح ؟

سيتركني هنا من بين أربعة حيطان ، في هذه الغرفة المغلقة ، سأخنتق .

بالطبع لم يخلوا عقلي من الشتائم ، لكن ما باليد حيلة .

تنفست بقوة ، ثم وقفت لأذهب لكرسيه لأتكد من أنّه فعلاً رحل ، مددت يدي على الكرسي يمنة و يسرة ، لعله موجودة لأنهُ ربما مختفي لكي يخدعني أو يعبث معي .

لكنني فقط لم أجده ، نظرت حولي بنظراتٍ تائهة ، ما الّذي يحصل لي ؟

أهذا بسبب أنني كسرت الكرة بالخطأ لذلك حبست هنا و انفصل عقلي عن جسدي .

هذا هو التفسير الوحيد الذي يحصل هنا ، ماذا لو فعلوا شيئا بجسدي ؟ ، ماذا لو قطعوني الى اجزاء ؟

لا يمكنني فقط التذمر لأنه القدر و حصل ما حصل ، لكن ما أستطيع فعله الآن هو التذمر و فعل اللاشيء .

لعنة أحببتها .《A&J》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن