أصوات تقترب من أذنيها ، كأنها من بعيد ، لكنها تقترب ، غير واضحه ، لكنها تتوضح بقربها ، صوت صراخ ، هناك من ينادي ، هناك من ينادي باسمها ( جود ، جود ، جود أفيقي ) ...
صراخ تعالى قائلاً - " احضروا ماءاً . " نعم لقد كان هو ، صديقها الصدوق ، ايميلو ، يا له من صديق ..
قطرات مياه صغيرة باردة رشت على وجهها بقسوة خفيفة ، كأنها تستنجد بها و تيقظها من غيبوبتها ، فتحت جود عيناها ببطء و تعب ، لا تعرفُ مَصدَره ، لكن قوتها تعود تدريجياً ، دائماً هكذا .
احتضنها إيميلو بشوق ، فقد غابت عنه وقتاً ، شعر بأنهُ دهر .
مدت يدها محاولة لإحتضانة بالمقابل و بصعوبة فعلتها ، بحثت بعيناها حول ألكساندر من بين الجماهير الملتفة حولهم ، لكن لا شيء سوا تلك المراة التي كانت برفقته تناظرها كما الجميع يفعل ، نظرات غريبة و فضول .
فُكَّ قيدها لتحاول الجلوس مستندة على صدر إيميلو ، اصوات المشاهدين جلبت لها صداعاً غير محتمل ، لكن صوت تلك المرأة المجهولة وصل لأذن جود - " هل أنتِ بخير ؟ . "
أومئت دون منازع ، ليساعدها ايميلو أن تقف من على الأرض و تجلس على كرسي مريح ، لعل هذا يعيد قوتها ، شربت كوب ماء قدمته النادلة ، فأمسكت رأسها تحاوطه بين يديها ، تشعر بنبضات قلبها يسري في عروق دماغها ، غريب ، صحيح ؟
راقبت كيف تلك المرأة غادرت برفقة ألكساندر الذي لم يعطي لها بالاً ، ماذا يحصل هنا ؟
تنهدت بيأس صادر من قلبها ...
... ... ...
الساعة التاسعة ليلاً ، في قصر الهيوارتشي :
مسكت جود كوب ماءٍ آخر لتشربه في رشفة واحدة ، يا له من صداع رهيب ، سمعت رنين هاتفها ، أجابت بإبتسامة حانية - " أنا بخير ، صدقني . "
- " قلبي لا يطمئني . "
- " سيرهقك قلبك يوما ماً . " تمتمت و هي ترمي برأسها على الوسادة الباردة .
سمعت من المكالمة الأخرى صوت كلوي يسأل - ( هارولد ، أهذه جود ؟ )
- " نعم هذه أنا ، أبلغها تحياتي الحارة . " قالت و هي تنظر لسقف الغرفة .
و هكذا قضت ليلتها تحكي تارة مع أخيها و تارة مع إيميلو الذي لم يتوقف عن الاتصال ، ليرتموا نائمين بنعاس على وسادتهم ، ليلة هانئة .
يا لها من صداقة ، كم تمنت أن يكون لها صديقاً وفياً و مخلصاً و محباً و و و و الكثير ، ها هي أمنيتها تتحقق بعدما تقابلوا و توطدت العلاقة بينهم مرة بعد أخرى .
... ... ...
- " الجميلة النائمة . " تمتم في سخرية ، لا يعلم سببها ، عن قدرها البائس أم عن جمالها الذي سيهدر ، أم روحها النقية التي مصيرها ليس بجيد !
أنت تقرأ
لعنة أحببتها .《A&J》
Paranormalهمس لها بصوت تعشقة جعل تنفسها غير منتظم" هل تؤمني بالحب ؟! ، اذا كنت فلا انصحك به ، إنه لاذع ، حامض يقشعر الأبدان ، الحب كأنه تعويض للنقص و مشبع بالآلام و الأَحزان إن لم تحزني و لم تتألمي قَط ، ابتعدي عنه ..." . بادلته الهمس بصوت واثق و هو قد عشقة...