إِنَّها هِيَ .

2.9K 203 47
                                    

ذات الخامسة عشرة ربيعاً بكت لوقت طويل ... ألقت برأسها على الوسادة و امسكت منديلا آخر لتمسح دموعها ، لتلقيه أرضا مثل الذين سبقوه .

عزمت بعد بكاء أرهقها على الذهاب و الاعتذار لوالدها ، فهي لا تريد أن تكون عاقة الوالدين في المقام الاول .

استجمعت ما بقي من شجاعتها .

أمسكت منديلاً آخر لعلها تحتاجه ، نزلت بتردد من على السرير ، مشيت بخطوات متقاربة إلى أن اقتربت ، فتوقفت قدماها عن الحركة ، فأخذت شهيقاً .

أنه يشاهد مباراة كرة قدم ، عليها بأن لا تبين أنها بكت .

مشيت بتردد نحوه ، و هو مازال لم يحرك عيناه عن التلفاز ، بالتأكيد سيفعل ذلك ، هناك أهم منها في هذه اللحظة .

- " أبي . " تمتمت و هي تقف أمامه بصوت مخنوق و قد كانت تحاول على قدر المستطاع عدم اظهار هذا ، فهي تعلم جيدا انه في اليوم القادم سيسخر منها .

لكن ما باليد حيلة ، نظر لها والدها و هنا لم تستطع الاحتمال ، لم تستطع فقط ، أجهشت بالبكاء مرة أخرى و خانت الدموع عيناها .

- " لما تبكين . " قال والدها بقهقه و هو يأخذها بحضنه ، فإزدادت بكاءاً ، لم تستطع التحمل ، تحاول اخراج بعض الكلمات لتعتذر ، انه لشيء صعب .

- " أبي ، أنا آسفة لأنني صرخت عليك . "  همست بصوت باكي .

- " لا بأس . "  قال و عيناه على التلفاز يشاهد المباراة ، كأن التي في حضنه تبكي ليست سوا هواء .

أهذا يعتبر نفاقاً ؟

بعد مدة لم تكن بطويلة ، تركها ليتابع المشاهدة ، فأخفضت رأسها أرضاً خجلاً من نفسها ، هي فقط لا تستطيع الوقوف هكذا و كأن شيئاً لم يحدث ، هل هذا البرود و التبلد وراثي في هذه العائلة .

مشيت بسرعه من أمامه لتستلقي على الأريكة التي خلفة ، الندم يلاحقها ، لما أعتذرت له ؟ و الأهم باكية !

لما اظهرت ضعفها أمامه ، هو والدها نعم ، لكن حتى القريب يؤذينا .

لترجع تفكر مرة أخرى ، الاعتذار هو الأهم ، هي ستشعر بالارتياح لذلك ، سترتاح ، هي سترتاح .

ربما هي تخيلت ردة فعل أخرى منه ، لكن لا بأس ، فكما تدين تدان ، هو والدها في النهاية .

قلصت من نفسها لتضم نفسها بنفسها نائمة ، أرادت بشدة الهروب من هذه اللحظة ، هذه اللحظة البائسة .

لتنام ، لتترك ما يوجد في الواقع ، لعلها تحلم بشيء جميل ينسيها هذه الليلة .

فأغمضت عيناها ، و تركت نفسها لتنتشل من الواقع الذي يكون أغلبة مؤلماً للأحلام التي قد تكون أسوء .

... ... ...

فتحت عيناي هازةٌ رأسي كأنني أبعد هذه الذكرى ، لِما فكرت فيها حتى أنا لا أعلم ! ، مللت من الموسيقى التي تصدر من هذه السماعات ، فأبعدتها عن أذني و ها أنا أتنهد .

لعنة أحببتها .《A&J》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن