مُقابلة العَمَل .

8.9K 340 61
                                    

من بين أصوات الحشد في هذا المكان ، كنت أنا جالسةٌ على كرسي خشبي آخر في بداية هذا الغرفة الشاسعه الواسعه التي قد لا تعرف لها بداية و لا نهاية نظراً لإكتظاظها بالبشر ثلاثيين الأبعاد ، أعبث بِأظافري بتملل تارةً و أنظر للمارة من الشباك تارة أخرى و أتأمل بديع الله .

- " لقد عدتِ مرة أخرى ، أخشى أنكِ لن تَجدي شيئاً هذه المرة . " قالت تلك السابيرنا ، تلك الكائنة التي تَنْظِرُ نَحْوي بإستخفاف ، تلك العاملة المغرورة ، و ليتها تعلم من أنا .

ألا تعلم أنَّ الإنسان المغرور كالطائر كلما ارتفع في السماء صغر في أعين الناس ! .

- " لا بأس بذَلك ، قَد يُحالفني الْحَظ هَذه الْمَرة . " تمتمت دون أن أنظر لعيناها السوداء التي تُطلق شرارة نحوي ، أجميع الحثالة يُحيطونني في كل مكان ! .

لست متفرغة لتفاهاتها هذا الأسبوع .

- " آنسة جود . " ناداني الموظف بلطافة ، وقفت على قدماي برشاقة و تأهب ثم توجهت نحوَهُ مُبدلةُ قناعي و محركة عضلات وجهي لإبتسامتي المَعهودة .

- " مرحباً جوردن . " حييته و أنا أجلس على الكرسي الخشبي المصنفر أمامهُ .

- " مرحباً بكِ أَنْتي ، كَيف حالُك هذا الإسبوع . " سألني باهتمام و هو يزيح نظارته الطبية المخفية عسليتاه .

- " بخير ... اذاً هَل وجدت عَمل مناسب لي هذه المرة يا صديق ؟! . " قلت و أنا أتجنب فَتح أي موضوع شخصي ، لست هنا للتحدث عني .

- " في الواقع نعم ، لكن ... " قال لي و هو يبعد ناظرية عني و ينظر للحاسوب مفكراً .

- " لكن ماذا ؟! . " سألته و أنا بدأت بالشعور بالإحباط يَسري في جَسدي كله .

- " هذا العمل يتطلب طالبهُ ذَكراً ، لكن إن ... أثبتي مهارتك في الخدمةِ ، رُبَما ... يقبلون بكِ . " قال بجدية و بصوت خافت كي لا يسمعه أحد ... بإستثنائي .

قد تَفعل الرشوَة أي شيء .

- " حسناً ، سأحاول . " أخبَرته بنفس الوتيرة و اقتربت أكثر بالكرسي نحو مكتبهُ لألتصق به .

- " جيد ، هم يحتاجون أن يكون المنزل نظيفاً ، ستعملين لثلاثة أشهر فقط ، و الأهم أن الراتب سيذهلك تماماً . " قال ، و ها هي قدماي تتراقص على الأرضية بإيقاع مألوف ، لست سعيده بأنني سأعمل خادمة لأكون صريحة و إنما سعيده لأن مهلتها تتوافق مع مهلتي في مُهِمَتي ، و بالإضافة لطالما تعلمت أن العمل ليس عيبا لو كان حلالاً و صالحاً .

لعنة أحببتها .《A&J》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن