الرِجوعِ غَير سالِمَة .

3.2K 210 35
                                    

ما زلت هنا ، في هذا الغرفة المحكمة بالأقفال ، بعد مغادرة ألكساندر بمدة ليست بطويلة بدأت بسماع أصوات صراخ ، و طرقات قوية تكاد تكسر الغرفة في كل مكان .

و ها أنا أركض من جهة إلى جهة بذعر إلى أن ارتميت على الأرض جالسة أبكي بنحيب ، جلست ضامة ركبتاي الي صدري في زاوية الغرفة ، لقد شموا رائحتي .

أعتقد أنَّ هذا هو ما كان يقصده الكتاب ، و أظن أن هذا هو سبب مرور ألكساندر إلى هنا ، لكي يطمئن عليّ ، لقد كان يعلم بأن هذا سوف يحصل .

أنا متأكدة من أنّ هذا هو سبب وجود الأقفال .

صوت الصراخ و الضربات يزداد ، أشعر بألم فظيع في أذناي ، خائفة هو أقل وصف قد أصف هذا الوضع الآن .

بكيت بصوت عالٍ ، و يداي تهتزان ، ترتعشان ، وضعتهما على وجهي لأغلاق عيني ، كأن هذه الطريقة لن يعرفوا بأمري ، كأنني أتخذ من يداي ملاذاً .

إن مت هنا لن أستطيع النجاة في العالم الواقعي ، فالانسان بدون عقل أو قلب لا شيء سوى لحم و دم و عظام .

صراخ مخيف ، صرخات تفزع منها القلوب ، صرخات تألم النفس و تخيفها خوفاً .

بكيت و بكيت ، لم اتوقف عن البكاء ، اصبحت أشهق و ألهث في مكاني بذعر ، لا أستطيع التحمل .

كم ساعة سأبقى هنا ؟ ، كم تبقى لي من الوقت ؟

يا ربي ، أنجدني .

فجأة توقفت أصوات الصراخ العالي ، نظرت حولي برهبة ، أهذا هو ما يطلقون عليه الهدوء ما قبل العاصفة .

أهذا هو تنذيراً لقدوم الأسوء ، بقيت في مكاني لم اتحرك إنشاً واحداً .

شقهات خفيفة خرجت من بين شفتاي ، سريعة لصعوبة تنفسي .

و هنا كُسر الجدار لا بل حطم جزء منه من خلفي لأنتفض إلي الأمام بعيداً عن الحائط و أقع على وجهي ، امتدت يدٌ بشعة مخيفة لتمسك قدمي اليمنى و بدأت بشدي نحوها .

نظرت خلفي لأتأكد من حجم الفتحة و أنا أصرخ ، صراخي هو من صدر هذه المرة ، و مع صراخي هذا بدأ صوت الصرخات يعلو مرة أخرى .

- " لا لا لا . " انتحبت بتألم و بكيت ، بكيت إلى أن لم استطع حتى التنفس ، اختنق ببطء و اليد ما زالت تشدني نحوها و انا أقاوم ، أقاوم بكل قوة أقدر عليها .

أين أنت أيها الشاب ، أتركتني لتتركني معهم ! .

ليستمتعوا بي ، ليعذبوني .

مقاومتي الضعيفة لم تفيدني الا قليلاً ، فقد أضعت وقتاً ، حاولت التقدم و ضرب اليد البشعة بالقدم الأخرى ، فمازلت على الأرض أزحف نحو الأمام بعيداً عنه .

صرختُ بصوت عالٍ عندما أدخلت تلك اليد الشنيعة أظافرها الطويلة بقدمي ، بكيت بتألم ، لم أعد استطيع البكاء حتى بدموع ، لقد أكتفت كأنها رفضت الاستسلام .

لعنة أحببتها .《A&J》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن