العَودًة بطَريقَةٍ ما .

3.7K 241 31
                                    

طرقت الباب بصوتٍ عالٍ ، أنظر حولي بخوف ، أعني انا في منطقة بعيدة كل البعد عن بشر كثير ، بالتأكيد ستلاحقني الهواجس و خاصة أمام هذا المنزل .

لممت شعري الأسود بيداي حتى أصبح كالكعكة .

طرقت الباب مرة أخرى ، فالساعة العاشرة و خمسة و عشرون دقيقة ، لقد طلب يوفون مني القدوم لأجل غرض نسيته .

يا ترى ما هو ؟!

سمعت صوت القفل يفتح ، و قفل آخر يفتح و آخر أيضاً يفتح ، هذا أغرب من الغرابة نفسها .

حركت قدماي باستعجال ، احاول تضييع الوقت او الهاء نفسي .

و اخيراً فتح الباب و ظهر مِنه سيدةٌ جَميلة ، كبيرة بالسن قليلا ربما بعقدها الثالث ، شعرها بني و كذلك عيناها ، لقد كانت ترتدي منامة تشابه خاصتي .

نظرت لي بحاجبان معقودان ، بلعت ريقي .

- " س سيد يوفون هنا . " قلت بتلعثم فالجو بارد جدا ، قارس البرودة ليلاً الطقس يكون ، لذلك لا استطيع التحدث بطلاقة أو حتى جيداً .

ابتسمَت الإمرأة بترحيب لي ، ثم ادخلتني و بادلتها ابتسامة ودية .

على الاقل يوجد إمرأة في هذا المكان .

أشعر بالارتياح لهذا .

لحسن الحظ معطفي الطويل لم يظهر ملابسي ، لكنه اظهر حذائي ، أشعر بالخجل .

دخلت حجرة قد نظفتها انا من قبل و انتظرت على الأريكة إلى ان يأتي السيد يوفون .

نظرت في ارجاء هذه الغرفة بتفحص ، ما الذي قد يخيفني هنا ؟! .

لا يوجد شئ غير انها واسعه ، للضيوف بالتأكيد .

اعتقد انه يجب علي العمل و المبيت هنا ، لا خيار لي سوى هذا المكان مؤقتاً .

تذكرت يوما مضى ، سنين مضت ، كنت بالخامسة عشرة عندها ، ذهبنا جميعنا نحو مكان يحتوي على سلسلة مطاعم متنوعة من انحاء العالم ، و ليتني لم اذهب .

اعلم ان هذا يبدو سخيفا لكنه ترك اثر في ، وقتها رفضت ان اتناول الطعام من مطعم ما و اصريت على غيره ، فتركني والدي بإهمال دون طعام .

فقط لأنه لم يعجبه رأيي أو يتوافق مع خاصته ، تركني متضورة جوعاً ليلتها .

فيومها لم أفطر او أتغدى أو حتى أتعشى ، و لم يأبه لابنته الوحيده حينها او انها قد خرجت من عملية جراحية حديثة و تحتاج للغذاء .

تنهدتُ في أسى و انا أطرد بقية ذكرياتي التي تراكمت مرة واحدة علي ، حركت رأسي كأنني أشوشهم عن فكري .

- " آنسة جود . " صدر هذا الصوت من خلفي لأجفل و لأتسمر في مكاني ، حسنا اريد سحب فكرة المبيت هنا ، أو علي ان اتعود على هذا .

لعنة أحببتها .《A&J》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن