~ مفاجأة , العمة لونا ~

14.8K 574 27
                                    

قراءة ممتعة للجميع ♡ 

- خرج ديفيد و يولاندا من المدافن الخاصة بآل كروز فتوقف هو عن السير فجأة ونظر الى يولاندا قائلاً : يولاندا هلا ذهبتِ معي الى مكان قريب ؟

فنظرت اليه يولاندا وقالت : الى اين ؟

ديفيد : ستعرفين ذلك عندما نصل . 

قال ذلك ثم غير الاتجاه الذي كان يسير به ولم يذهب الى سيارته فلحقت به يولاندا بصمت وكان الفضول ينتابها لمعرفة المكان الذي يقصده سيراً على الاقدام , ولكن عندما توقف امام البوابة الكبيرة المؤدية الى مدافن آل جونس ايقنت انه اتى لزيارة قبر احد اقربائه فلحقت به وسرعان ما توقفا امام قبرين متجاورين كتب على احدهما " مايكل جونس " والتاريخ الذي ولد فيه بالاضافة الى التاريخ الذي توفي فيه وكان القبر الاخر مشابهاً للقبر الاول  ويحمل تاريخ الوفاة نفسه الا ان تاريخ الولادة كان مختلفاً بالاضافة الا اسم المتوفي الذي كان يعود لأمرأة اسمها " ليزا جونس " فشعرت يولاندا بالغرابة قليلاً لان تاريخ وفاة هذان الاشخصان يتوافق مع تاريخ تعرضها هي ووالدها للحادث منذ عدة سنوات وبالتالي هو نفس التاريخ الذي توفي فيه والدها ولكنها فكرت انه من الممكن ان تكون هذه مجرد صدفة لذا لم تبدي الامر كثير من الاهتمام وخصوصاً عندما سمعت ديفيد يقول : دعيني اعرفكِ على ابي وامي , مايكل وليزا جونس .

فنظرت اليه لتجد ان ملامح وجهه توحي بأنه يشعر ببعض الحزن في هذه اللحظة وقد شعرت بشيء من التعاطف معه فقالت : لم اكن اعلم ان والداك متوفيان .

فأبتسم ديفيد بمرارة وقال : لقد سبق واخبرتكِ ذات مرة اننا متشابهان بعض الشيء اذ اننا نحن الاثنان لا نملك والدان ولكنني مختلف عنكِ حيث انني فقدت والداي في يوم واحد عندما كنت مراهقاً بينما انتِ فقدتيهما في اوقات مختلفة عندما كنتِ طفلة وهذا يجعلكِ يتيمة اكثر مني .

فذرفت يولاندا دمعة وقالت بنبرة صادقة : يؤسفني معرفة انك فقدت والداك في يوماً واحد لذا اقدم لك احر التعازي .

فتنفس ديفيد بعمق ولأول مرة رأت يولاندا دمعته التي انسابت رغماً عنه فمسحها فوراً وابتسم قائلاً وهو يحدق بقبر امه : لقد كانت امي امرأة طيبة القلب وهي فرنسية الجنسية وقد تعرفت على والدي عندما ذهب لحضور حفلة موسيقية في باريس حيث انها كانت عازفة بيانو واحد اعضاء الفرقة الموسيقية في تلك الحفلة فنشأت بينهما قصة حب عظيمة وقد كان والدي رجل عطوف جداً ومحب للحياة ولكن لسوء حظهما انهما توفيا مبكراً وتركا لي عبء ثقيل لكي اتحمله . 

فرفعت يولاندا يدها بتردد ولكن سرعان ما وضعتها على كتف ديفيد لتواسيه مما جعله يغمض عينيه بينما قالت هي : انا واثقه انهما في مكان افضل من هذا العالم القاسي لذا لا تدع الامر يقض مضجعك فجميعنا سنموت في يوماً ما .

~ معاً في باريس  ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن