~ غيرة متوحشة ~

16.6K 545 45
                                    

ღ قراءة ممتعه للجميع ღ    

- خرجت روز من مكتب يولاندا تاركة الاخيرة  تفكر بالكلام الذي دار بينهما فقالت بصوت مسموع : ديفيد جونس يحبني , سيكون هذا اغرب امر حدث لي منذ ان ولدت ولكنني لا اعتقد ذلك .

في تلك اللحظة سمعت صوت رجولي يقول لها : ولما لا ؟ , ربما تكون صديقتكِ محقة .

فرفعت يولاندا رأسها وعندما رأت المتحدث اتسعت عيناها ونهضت فوراً قائله : يوجين سوان , ما الذي تفعله هنا ! 

فأبتسم المدعو يوجين سوان والذي كان شاب في مثل سن يولاندا تقريباً , وكان وسيم ذو شعر بني ناعم وعيون عسلية وذقن خفيفة ويتمتع بجسد رياضي رشيق وغمازات ساحره فقال بنبرة شاعرية : كيف حالكِ يا زهرة البنفسج ؟ , لقد اشتقت لكِ كثيراً يا حبيبتي .

في تلك اللحظة لم تتمالك يولاندا نفسها فذرفت الدموع وركضت نحوه وسرعان ما عانقته قائله : اه يوجين , لقد اشتقت لك كثيراً ايها الاحمق .

فعانقها بدوره وأبتسم قائلاً : وانا ايضاً .

قال ذلك ثم ابعدها عنه قليلاً ورفع ذقنها لتنظر اليه ثم مسح دموعها وقال بنبرة جادة : لقد اشتقت لك حقاً يولاندا .

فابتسمت هي ابتسامة مشرقة وقالت : اين كنت كل هذه المدة ؟

فتنهد يوجين بقوة وقال : هنا وهناك , فكما تعلمين ان حياة الميتم لم تكن تروقني كثيراً لهذا قررت ان اطوف العالم فور خروجي منه وبالفعل تمكنت من تحقيق ذاتي وها انا اليوم قد اصبحت مراسل صحفي ناجح وحققت حلمي .

يولاندا : ان رؤيتك بعد كل هذه السنوات امر في غاية الروعة يوجين , صدقني لقد عدت في الوقت المناسب يا صديقي العزيز .

فوضع يوجين يده على خدها وقال : لقد عدت من اجلكِ يا عزيزتي فقد رأيت الخبر الذي يتعلق بكِ انتِ والسيد جونس وهذا ما حملني للعودة الى ايطاليا كي اتحقق من الأمر بنفسي  وقد صادف وان سمعت الحديث الذي دار بينكِ وبين صديقتكِ منذ قليل مما زاد قلقي فأنا ما زلت بمثابة اخاكِ الأكبر اليس كذلك ؟ 

فأبتسمت له وعانقته كطفلة صغيرة وقالت : بالطبع انت كذلك ومن حسن الحظ انك اتيت .

فأبتسم يوجين وقال : حسناً , كفي عن معانقتي بهذا الشكل والا قد يرانا احد من موظفين هذه الشركة ويذهب ليخبر السيد جونس بأن زوجته تخونه مع رجل اخر وبصراحة انا لا ارغب بان اتلقى لكمة من ذلك الرجل فهو يبدو مرعباً .

فتنهدت يولاندا وقالت : الامر ليس كما تظن يوجين , انا وهو لسنا كما تظن بل ...

قالت ذلك ثم صمتت قليلاً فعقد يوجين حاجبيه وقال : بل ماذا ؟ 

فتنهدت يولاندا وقالت : كل ما في الأمر اننا تزوجنا لسبب وجيه ولم نعلن ذلك بعد ولكن انا اؤكد لك اننا لسنا حبيبين .

~ معاً في باريس  ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن