قراءة ممتعة للجميع ♡
كان ديفيد في طريق عودته إلى الفندق عندما لمح يولاندا من خلال نافذة سيارته وهي تسير على أحد أرصفة باريس وتبدو تائهة تماماً... لذا أخبر سائقه نيكولا بأن يوقف السيارة جانباً وأن يستقل سيارة أجرة ويعود قبله لأن عمله قد انتهى لهذا اليوم.
أما هو فقرر اللحاق بالفتاة خلسة حيث شعر بالمسؤولية تجاهها لسبباً لم يجد له تفسيراً... حاول على قدر المستطاع أن يحافظ على المسافة بينهما لئلا تدرك أنه يلاحقها وبالتالي تظن أنه يحاول التودد إليها، الأمر الذي قد يضعه في موقف محرج في حين أن كل همه كان منصباً على تقديم يد العون لها إن واجهتها مشكلة ما، ولحسن الحظ أنه لحق بها لأنه لو لم يفعل ذلك لما شهد على الحادثة عندما أعترض طريقها هذان الوغدان وهذا ما جعله يهرع لمساعدتها على الفور.
أما الرجلان فقال أحدهما بلهجة فرنسية غاضبة: {من أنت أيها الحقير، وكيف تجرؤ على ضربنا هكذا؟}
وأضاف الرجل الآخر بعصبية: {لقد وجدنا هذه العاهرة قبلك يا هذا ، لذا ارحل من هنا بسرعة إن لم تكن ترغب بأن تتعرض للضرب المبرح }
في تلك اللحظة قطب ديفيد حاجبيه بانزعاج وقال لهما بالفرنسية: {سوف أمنحكما دقيقة واحدة فقط ، لكي تغربا عن وجهي وإلا سأضطر لاستخدام العنف إن لم تفعلا وأنا لا أنصحكما بإثارة غضبي أبداً}
ابتسم الرجل الأول وأردف بسخرية: {يبدو أن هذا الفتى يرغب بتمثيل دور البطل أمام الفتاة يا صديقي، لذا دعنا نلقنه درساً قاسياً حتى يتعلم أن لا يتدخل بما لا يعنيه في المستقبل}
فقال زميله موجهاً كلامه إلى ديفيد: {حسناً أيها الوغد، اقترب وسترى ماذا سنفعل بك الآن}
أما ديفيد فنظر إلى يولاندا وحدثها بالإيطالية قائلاً: لا تخافي فأنا لن أسمح لهما بأذيتك أبداً، لذا ابقي قريبة مني وستكونين بخير.
قال ذلك وخلع سترته المخملية الأنيقة ثم ألقى بها نحو الفتاة وأضاف وهو يبتسم لها: امسكي بها جيداً لئلا تتسخ فهي باهظة الثمن.
ثم غمزها وسرعان ما التفت نحو الرجلين وتابع قائلاً بالفرنسية: {هيا تقدما أيها الوغدان ، فأنا مستعداً لمواجهتكما تماماً}
بعد تلك الجملة بدأ الرجال الثلاثة بالعراك، فقام ديفيد بضربهما ضرباً مبرحاً، لكن ذلك لا ينفي حقيقة تعرضه لبعض اللكمات هو أيضاً مما جعل يولاندا تشعر بالذعر جراء مشاهدتها لكل هذا العنف، وما زاد الطين بلّة هو أن أحد الرجلين قام بمباغتة ديفيد ووضع سكينته على عنقها فصرخت بأعلى صوتها من هول الموقف وسرعان ما بدأت تبكي وترتجف خوفاً بينما صاح ديفيد به قائلاً: {دع الفتاة تذهب أيها الحقير !}
أنت تقرأ
~ معاً في باريس ~
Romantiekهي مصممة أزياء عنيدة ومثابرة... ولكن أفكارها غريبة وهو رئيس شركة ذات ماركة عالمية، متسلط ومستبد إلى حد كبير ولكنه محترف في مجال عمله؛ هي بركان ثائر وهو إعصار مدمر سيجتمعان مصادفةً في مدينة العشاق "باريس" وبظروف معقدة بعض الشيء ينتهي بهما المطاف بالو...