~ ذكريات مؤلمة ~

16.4K 525 49
                                    

 ღ قراءة ممتعه للجميع ღ

- كان كل من ديفيد ويولاندا يرقصان على انغام الموسيقى الكلاسيكية الناعمة كما لو انهما روحاً واحدة فلم يعد العالم مهماً بالنسبة لهما وكأن الزمن قد توقف في تلك اللحظات الشاعرية التي تمنتها يولاندا ان تطول الى الأبد اذ انها كانت تشعر بأقصى درجات السعادة لأنها قريبة من زوجها وحبيبها ديفيد الذي كان هائماً في بحر عشقها اذ ان رائحة عطرها الفاتن قد اسكرته وكأنها جرعة مخدر فجعلته يدفن رأسه بين خصلات شعرها المنسدل بحرية كي يذوب في حبها أكثر وأكثر وقال لها هامساً : انت جميلة وفاتنة جداً يا حبيبتي .

فأبتسمت بخجل وقالت : واجيد الرقص اليس كذلك ؟

فأبتسم ديفيد بدوره ونظر الى عيناها مباشرة وقال : بلا , انتِ ترقصين جيداً .

فردت عليه قائله : انا أصبح هكذا فقط عندما اكون سعيدة .

فقبل ديفيد جبينها وقال : انها رقصتنا الأولى واجمل رقصة حضيت بها خلال سنوات عمري الأربعة والثلاثين .

قال ذلك ثم ضمها الى صدره اكثر وتابعا رقصتهما بهدوء مطلق , اما بالنسبة للعمة لونا فكانت تراقبهما وعلى ثغرها اعذب ابتسامة بينما كان يوجين يهز الصغيرة كريس التي نامت في حضنه وفي تلك الأثناء سمعوا صوت جرس الباب يرن فنهضت مارشا قائله : سأرى من الذي اتى لزيارتنا بمثل هذا الوقت .

قالت ذلك ثم غابت لوهلة قصيرة وسرعان ما عادت الى غرفة المعيشة وبرفقتها تريشا بولتون التي ضغطت على قبضتها بقوة عندما رأت ديفيد يرقص مع يولاندا وقالت بصوت عصبي بعض الشيء : ديفيد .

فانتبه جميع من في غرفة المعيشة اليها بمن فيهم يولاندا وديفيد اذ ان صوتها العالي قد قطع عليهما جو الرومانسية مما جعل ديفيد يقطب حاجبيه فوراً عندما رأها وقال بحدة : ما الذي تفعلينه هنا بحق خالق الجحيم ؟ 

فأبتلعت تريشا ريقها ونظرت الى يولاندا نظرة سريعة ثم عاودت النظر الى ديفيد وقالت بنبرة مرتجفة : اعتذر على تطفلي هذا ولكنني اتيت لكي اتحدث معك حول موضوع مهم جداً بالنسبة لي .

فأبتعد ديفيد عن يولاندا تحت مراقبة الجميع وقطع المسافة التي تفصله عن تريشا بخطوات عصبية وسرعان ما امسك ذراعها بعنف مما جعلها تتأوه واردف قائلاً : لا يوجد ما يقال بيني وبينكِ تريشا لذا غادري منزلي فوراً .

فأنتزعت تريشا ذراعها من قبضته وقالت بشيء من العصبية : كلا ديفيد , لن اذهب من هنا قبل ان نتحدث .

في تلك اللحظة تدخلت لونا جونس التي نهضت من مكانها بعصبية وقالت بنبرة لاذعة : سحقاً لكِ يا امرأة الا يكفيكِ ما فعلتيه به منذ سنتين حتى تعودي للظهور امامه الأن ! 

~ معاً في باريس  ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن