🌸الفصل1اقترب أحد موظفوا القطار الذينيرتدون نظاراتٍ سوداء وتكلم قائلاً:
- سيدتي ، لاتوجد غرفٌ شاغرة بالقطـار . ولكن ربما نعثر لك على واحدةبالمحطة المقبلة .
تساءلت في نفسها :
" هذا غريب، لقد ظننت بأنه لن يكون مزدحماً .."
تابع الموظف وهو يشيرإلى كرسيّ صغير بالقرب من البوابة :
- يمكنك الجلوس هناك حتى اقتراب المحطة ، سوف نصلُ بعد ست وعشرون ساعة .
مشت ببطء حتى الكرسي، وجلست بدون أن تقول شيئاً، أكثر من يومٍ كامل .. هو فترة طويلة بالنسبة لها لكي تجلس على ذلك الكرسي بدون تغيير وضعها!
نظرت من النافذة الزجاجية الكبيرة إلى الخارج، كانت الأمطار قد بدأت بالهطول بشدة، ظلت تنظر مودعة إلى بلدها التي عاشتفيها تلك العشرون سنة الماضية بأفراحها وأتراحها ..
تذكرت كل شيء فقدته ، وكل الناس الذين ماتوا أمام ناظريها، لطالما أرادت الهروب بعيداً .. إلى حيث لا يجدها أحد ..
ومع ذلك فكلما فكرت في هذا، شعرت بالخوف وأرادت أن تبقى في المكان الذي ولدت فيه .. بجانب الذكريات المتبقيّة.
لكنها اليوم ..قررت أن تهرب، تهرب من نفسها ومن ذلك المكان المظلم .. من تلك الوحدة الرهيبة التي تحيط بقلبها والبرودة التي تعصف بحياتها فتجعلها بلا معنى ..
شاهدت أنعكاس وجهها الجميل على الزجاج، مع شعرها القصير المتناثر بسبب الركض، ابتسمت وهي تحاول أن ترتب شعرها ثم أومأت لنفسها، نعم من الآن سوف تبدأ بداية جديدة هادئة .دخلت إلى دورة المياه وقامت بتنظيف ملابسها التي اتسخت من الوحل، كان يبدو القطار هادئاً، كيف يمكن لقطارٍ مزدحم أن يكون بهذاالهدوء؟
ذلك الهدوء القاتل، سبب الخوف لها ..فبدأت الوساوس تدور في رأسهاحول اشياء مرعبة يمكن أن تحدث لها وهي وحيدةبالقطار!
حاولت طرد تلك الوساوس الغريبة وهي تجلس على مقعدها بصمت، كانت الساعة في القطار تشير بان ساعة واحدة قد مرت، تنهدت وتململت في مقعدها فأكثر ماتكرهه هو الانتظار !
وبعد مرور فترة طويلة ، تسلل النعاس إلى عينيهافغفت على المقعد .
--"يبدو المنظر رائعاً من هنا. هل هي بلاد الثلج؟"
جلس في مقعده وهو مأخوذ بالنظر من النافذة، كانت ملامحه تبدو هادئة لكنه كان مثاراً بشدة من داخله، شعر بالملل من البقاء داخل المقصورة الضيقة ، فأخذ يتطلع يمنه ويسرة محاولاً اكتشاف شيء جديد ..
أنت تقرأ
قطار منتصف الليل... { للكاتب ايرومي }
Romanceالملخص ..🌸 الساعة تشير إلى الثانية عشر إلا ربعاً،الجو المظلم والسحب الداكنة تغطي السماء منذرة بهطول الأمطار الشديدة .. ومن بينركام المدينة التي أثقلت كاهلها الحروب، اندفعت فتاة وحيدة تركض مسرعة وهي تقفز فوق صخرة أو أخرى محاولة عدم التعثر في الأنقا...