شهقت بخفوت وقالت وهي تبعده عنكتفها برفق:
- انت!! هيه! هل انت بخير؟ ما الذي جرى لك؟
اسندته على جذع الشجرة ، ووقفت تنظر أمامها وهي لاتعرف ماذا تفعل؟!
لكن أفكاراً من الماضي كانت تراودها .." كانت تتذكره عندما مرض وبدأ المرض يتعب جسده ، .. كانت تنظر إليه بلاحول ولا قـوة .. غير قادرة على فعل شيء ما ..يتنفس بصعوبة شديدة ، جلست بجانبه وأمسكت يده بعينين دامعتين وهمست : "جدّي"
نظر إليها بعينين هادئتين ولم يستطع التكلم ، فانهمرت دموعها وشدت وثاقها على كفي جدها وهي تقول بصوتٍ مرتجف : "جدّي، أرجـوك .. لا تتركني وحيدة"كانت تحبس دموعها بينما تتذكر هذا، وعندما عادت إلى الواقع .. في تلك الغابة المظلمة نظرت نحوه والأمطار قد بدأت في التوقف، كان فاتحاً عينيه ينظر إليها .. ارتبكت قليلاً ثم قالت :
- هل انت بخير؟
- أجل .
- لكنك .. كنت .. لقد أيقظتك ولم تنتبه لي!
تثاءب وهو يقول :
- آه لأن نومي ثقيل بعضالشيء!
فكرت بتوتر " نومه ثقيل؟ لكن أنا متأكدة بأنه مريض" ..
وقف باعتدال وحمل حقيبته وهو يقول مع ابتسامة:
- يبدو أن المطر قد هدأ، لذا دعينا نمشي قليلاً قبل أن يهبط الليل بالكامل ..
توقف المطر جعل السماء منيرة بعض الشيء بألوان الغروب الحمراء،ولكنها قالت بحسم:
- لا يمكن، لن تتحرك من هنا قبل أن تنخفض درجة حرارتك! انت مريض !
تساءل بنبرة استغراب:
- أنا حقاً لست مريض، لكن .. كيف عرفتِ بأن .. درجة حرارتي مرتفعة؟
"ياالهي ماهذا الموقف؟ ماذا سأقول الآن، لستُ مهتمة بذلك الشخص الغريب المزعج! لقد كانت مجرد صدفة!"
التفتت وسارت امامه وهي تقول :
- إذاً لا بأس! سوف نمشي ..
"ايه؟ مابها غضبت فجأة!"
لحق بها بصمت وهو يضع يديه في جيبيه،كانت تنظر اليه بين الحين والآخر للتتأكد ما إن كان يسير جيداً، وفي داخلها كانتتشتعل غضباً وهي تقول لنفسها
" ذلك الفتى الطويل الأحمق! لقد أجبرني على معاملته بتلك الطريقة! كيف يسألني سؤالاً مثل هذا، لقد شعرت بالخجل حقاً"
قطع صوته افكارها وهو ينظرإليها و يقول :
- لماذا انتِ غاضبة؟ ملامح وجهك تتغير كل ثانية!
ضحك ضحكة قصيرة فتوقفت ولوحت بأصبعها في وجهه هاتفة :
- لقد سئمت من صحبتك حقاً! فأنت .. أنت .. أنت ..

أنت تقرأ
قطار منتصف الليل... { للكاتب ايرومي }
عاطفيةالملخص ..🌸 الساعة تشير إلى الثانية عشر إلا ربعاً،الجو المظلم والسحب الداكنة تغطي السماء منذرة بهطول الأمطار الشديدة .. ومن بينركام المدينة التي أثقلت كاهلها الحروب، اندفعت فتاة وحيدة تركض مسرعة وهي تقفز فوق صخرة أو أخرى محاولة عدم التعثر في الأنقا...