15

1.6K 83 6
                                    

(15)

تكلم بهدوء محاولاً إقناعها :

- هل يمكن أن تفضلي العودة إلى بلود؟ إذا لم نمر خلال الليل سوف ينكشفُ أمرنا!

" لا يمكن .. لا يمكن .. سوف أموتُ خوفاً "

كانت تفكر بتلك الطريقة وهي تهز رأسها نفياً .. وعندها أمسك عماد بذراعها وقال بإصرار :

- لا تخافي، سوف أمسك بك! لن أجعلك تغرقين صدقيني !

صرخت وهي تبعد ذراعه وتبتعد عنه مسافة قصيرة :

- لا! لا اريد

" ماذا يجب أن أفعل الآن؟ هل ألقي بها عنوة في الماء .. لا يمكن أن اتركها خلفي مهما حدث "

انزل حقيبته من فوق ظهره وأخرج من احدى جيوبها غلافاً عازلاً من البلاستيك الشفاف .. كان مطوياً بشكل مرتب أغلق الحقيبة جيداً ثم أدخلها بداخل الغلاف وأغلقه باحكام ..

كانت لينا تراقب بصمت وعندما انتهى تسائلت وصوتها يرتجف :

- ماذا ستفعل .. ؟

- سأذهب .

" سيتركني ..؟ "

ابتلعت لعابها بصعوبة وشعرت برغبة في البكاء وهي تتسائل مجدداً :

- بمفردك ..؟

ألقى بالحقيبة على وجه المياه الهادئة فطافت حول نفسها قبل أن تترنح فوق سطح المياه ببطء، وعندها أجاب وهو يقترب منها :

- بل سنذهب معاً ..

قبل أن تدرك لينا ما الذي يقصده عماد بكلامه كان قد جذبها بسرعة داخل المياه العميقة، شعرت بان روحها على وشك الخروج ولم تستطع الصراخ أو فعل أي شيء، كانت متحجرة من الفزع ..لم يبتل شعرها القصير، كانت المياه تصل إلى كتفيها بينما تحركت رجليها داخل المياه بدون أن تعثر على الأرض، وانتبهت! إن عماد يحملها ..حولت انظارها إليه بصعوبة ، بقي ممسكاً الحقيبة الطافية باليد الأخرى ..لم يكن الأمر مخيفاً كما اعتقدت، ولكن ضربات قلبها ازادت سرعة، وبدأت تفكر "إنه ... عماد .. ، انه قريبٌ جداً"

رفع عماد عينيه نحو السماء وقال باندهاش :

- آه! ما أجملها!

رفعت عينيها ببطء لترى ذلك المنظر المذهل، السماء الحالكة السواد تتناثر على وجهها النجوم .. كانت كثيرة للغاية .. مضيئة مبهرة ولامعة .. ابتسمت لا شعورياً ..في ذلك الوقت كان ينظر إليها
" لا بأس، لا بأس .. انها ليست خائفة الآن .. "
ابتسم أيضاً برضى، وعندها تصادمت نظراتهما لوهلة فحولت لينا عينيها بعيداً وقالت :

- تلك المياه دافئة جداً رغم برودة الجو ..

ضحك عماد ضحكة قصيرة فأعادت نظراتها إليه وتسائلت :- ماذا؟

قطار منتصف الليل... { للكاتب ايرومي }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن