(4)
نظرت حولها، كانت الغرفة مرتبة، هناك سريرٌ كبير في المنتصف،مغطى بمفرشٍ أبيض ومطرز بنقوش ورود ملونة .
حاولت أن تنسى خوفها وقالت وهي تبتسم وتلقي نفسها فوق السرير :
- آه! لطيف!
أدارت رأسهاوهي تتأمل بقية الغرفة .. إلى طاولة دائرية خشبية حولها أريكتان صغيرتان حمراوتا اللون . عادت تقول بصوتٍ عالٍ لتشجع نفسها :
- يالها من غرفة جميلـة ..!
خلعت المعطف الرمادي الخاص بعماد، أمسكت به من الكتفين وهي تتأمله جيداً، ثم أمتعض وجهها فجأة وقالت :- أيها المزعج! أنت مزعج .. أيضاً من امبراطورية الجليد .. ياللبرود! أوف!
طوته على ذراعها وخرجت من غرفتها بسرعة وهي تفكر
"ماذا لو استيقظت في الصباح ولم أجده في الغرفة المجاورة؟ ماذا سأفعل ..؟" ..طرقت بقوة على باب الغرفة رقم "أربعة عشر" ..فتح عماد الباب فجأة، ونظر باستغراب، عندما نظرت أمامها شاهدته عاري الجذع مما جعلها تصرخ وترمي بالمعطف في وجهه وهتفت وهي ترجع إلى غرفتها :
- يالك من منحرف!
أمسك بالمعطف ولحق بها وهو يقول معتذراً :- لـ .. لقد ظننته العشاء! خلت بأنه جاء سريعاً بالفعل!
لم تستدر ودخلت إلى غرفتها وأغلقت الباب بقوة ... كانت تتنفس بسرعة وضربت الأرض برجلها اليمنى وهي تتمتم بعصبية :
- ياله من منحرف! كيف يفتح الباب وهو عارٍ هكذا! حتى ولو كان العشاء!
فكرت
" مـ .. ماذا؟ ماذا لو أحضرت العشاء فتاة مثلاً ..؟ ياله من أحمق ومزعج وبغيض .." ..فجأة سمعت طرقاً على باب غرفتها، ولهذا جفلت وهي تقول:
- من هنـاك؟
سمعت صوت فتاة تقول :
- إنه العشاء،آنستي!
فتحت الباب بسرعة وركضت إلى الغرفة رقم "اربعة عشر" وهي تضربالباب بقوة، فتح مجدداً، تلك المرة كان يرتدي قميصاً بلا أكمام وعندها زفرت بارتياح وقالت :
- لم أقصد أن أطرق على بابك القبيح .
" ما الأمر؟ هل هي مريضة..؟ "
تأملهاوهي تبتعد، وشعر ان هناك خطباً ما،وعلى الفور رأى فتاة ترتدي فستان كحلي اللون وتدفع عربة خشبية انيقة أمامها وقالت وهي تبتسم :
- العشاء سيدي .
نظر لها عماد وقال:
- هل حصلت الآنسة في الغرفة ثلاثة عشر على عشائها؟
- أجل.
فقط شعر انه يريد التفكير بتلك الطريقة، أنها خائفة بشكلٍ ما ..
![](https://img.wattpad.com/cover/94116168-288-k601991.jpg)
أنت تقرأ
قطار منتصف الليل... { للكاتب ايرومي }
Romanceالملخص ..🌸 الساعة تشير إلى الثانية عشر إلا ربعاً،الجو المظلم والسحب الداكنة تغطي السماء منذرة بهطول الأمطار الشديدة .. ومن بينركام المدينة التي أثقلت كاهلها الحروب، اندفعت فتاة وحيدة تركض مسرعة وهي تقفز فوق صخرة أو أخرى محاولة عدم التعثر في الأنقا...