6

2.4K 124 3
                                    

(6)

توجهت لينا برفقة الأمير سامي إلى الجناح الخاص بالضيوف، لقد أعد المكان خصيصاً لها ، وعندما شاهد ابتسامتها الممتنة تكلم قائلاً :

- شرفيني بمبيتك هنا الليلـة . لقد أعددت هذا الجناح خصيصاً لكِ.

تأملت لينا الستائر الرمادية والخضراء الداكنة ، ومن أعلى السقف كانت تنزل الثريّات المطلية بالذهب،، والأرضية الخشبية اللامعة المفروشة بالسجّاد المنقوش ..كانت متوترة جداً، ولهذا سرعان ماتسائلت :

- لماذا تفعل كل هذا معي ..؟ لقد استقبلتني اليوم كأميرة .

" ياله من سؤالٍ محرج ...! "

ابتسم سامي بهدوء وقال :

- لأن ابتسامتك منحتني شيئاً من الثقة .

" لم أفهم شيئاً .. "

تركت أفكارها التي ظهرت بتساؤلات على وجهها الجميل، وعندها تابع كلامه :

- كما أنكِ تبدين مثلَ أميرةحقيقية!

شعرت بالخجل، ثم هزت رأسها بالنفي وقالت :

- ليس هكذا، فقد نشأت في بلد مليئة بالحروب ..

- لكن شخصيتكَ بارزة فعلاً.

كاد الخجل أن يفتك بها، ولهذا نظرت بعيداً وهي تحاول تغيير الموضوع :

- سوف أرحلُ بالغد .

حافظ سامي على ابتسامته لكي يمنع مشاعره المتأججة وقال :

- كيفما تريدين ، لكنك لن تذهبي قبل أن تركبي جناح .

ابتسمت ابتسامة واسعة وقالت :

- حسناً .

- بالمناسبة، معطفك جميلٌ جداً.

تحسست المعطف وسرحت وهي تفكر

" أين انت الآن ياعماد ..؟ هل يمكن أنك تركت المدينة ورحلت ؟ هل غضبت مني ..؟ كيف اخبرك إذاً بأنني لا أملك أي شخصٍ في هذه الدنيا وأن جدتي لم تكن سوى مجرّد كذبة! "

- آنسة لينا !؟

أفاقت من شرودها وحاولت أن تبتسم وهي تقول :

- أ .. اسفة ..

"لماذا شردت فجأة؟ هل تذكرت ذلك الشاب مجدداً؟ لاحظت بأن هذا المعطف هو سبب المشكلة اليوم ."

تكلم ببرود ليحاول اخفاء انزعاجه :

- لا بأس يبدو بأنك في حاجة للراحة، سوف أنصرفُ الآن ،، سوف تخبرك المرافقة بكل شيء!

" أليس الأمير لطيفاً ..؟"

ودعته بابتسامة باهتة وهي تحاول نسيان أمر عماد، اقتربت المرافقة وهي تقول بلهجة رسميّة :

- العشاء سوف يصل إلى غرفتك في الساعة السابعة مساءاً سيدتي.

أومأت لينا بالايجابوهي تقول:

قطار منتصف الليل... { للكاتب ايرومي }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن