14

1.6K 95 2
                                    

(14

"لماذا كلما اقتربت منك .. اكتشفت عنك أشياء جديدة! .. لماذا تأخذ كل الأمور ببساطة وعندما تضحك يظهر ذلك الحزن في عينيك وما هي أهميّة المشاعر لديك ... ؟ كيف تكون تارة بتلك البرودة ومن ثم تظهر شرارات النظرة المخيفة من عينيك بشكلٍ مفاجيء؟ هل لك ماضٍ ما؟ هل يمكنني ان اكتشفه ؟! "

نظرت إليه نظرات ملؤها التعابير، الحزن .. اللوم .. الارهاق .. ، كان ينظر اليها بهدوء مصطنع، وبداخله .. كان قلبه يخفق بعنف .. أقوى مما يتحمله، وبعد فترة صمت قصيرة اقتربت لينا وهي تقول :

- هذه، حقيبتك صحيح؟

أومأ عماد بالايجاب ولم يقل شيئاً، كانت نظراته متركزة على وجهها .. شعرت بالارتباك وعادت تقول :

- لقد وجدتها في احدى الغرف التي اعمل على تنظيفها .. لذا ربما اكتشافها شيء خطير .. ربما يجب عليك أن تخفيها في مكان آمن أو تر ..

قاطعها عماد :

- فالنهرب من هنا ..

" إنه لا ييأس يعيد كلامه دائماً، مهما كان ردي، وكأنما يعرف ما في قلبي " ...

ازدردت لعابها والقت بالحقيبة على الأرض وهي تتسائل بانفعال :
- إلى اين سنذهب ...؟ ليس هناك مكانٌ آمن في الأنحاء! لقد تعبت من التجول بتلك الطريقة العشوائية ..

- سآخذك إلى مملكة الجليد .. المكان هناك آمن ..

- حقاً!!

قالتها باندهاش ، كانت الفكرة تبدو جيدة!" ما الذي أقوله .. ما الذي افعله .. كيف أستطيع العودة إلى هناك !! كيف "

شعر بالارتباك عندما ظهر القبول على وجهها بعد سماع اقتراحه .. وتسائل :

- هل انت موافقة ..؟

صمتت لدقائق والأفكار ترتادها .. ما الذي يجب عليها أن تقوله؟ تصنعت الضجر على وجهها وهي تقول :

- هل تظن بأنني سأوافق على الذهاب معك بتلك السهولة؟! بعد أن وعدتني بأنه لن يصيبني مكروه وهاهي وعودك تذهب أدراج الريح ..

- لكن أنا هنا الآن .. أن هنا من أجلك ..

القت نظرة على الحقيبة الملقاة على الأرض
" أحقاً لم يعد يعير تلك الحقيبة أدنى اهتمام؟" أشارت إليها وقالت :

- أعرف بأنك هنا من أجل الحقيبة .. يالك من مزعج، تبدي اهتماماً بحقيبتك التافهة أكثر مني!

عندما رفعت عينيها إليه شعرت وكأنها ترى ذلك التعبير على وجه عماد لأول مرة! فقد كان مذهولاً يحدق أمامه في الفراغ كمن لا يرى شيئاً أمامه ..!! وعندها نطقت بقلق :

- عماد؟

استجمع نفسه ونظر إليها فتسائلت :

- مالأمر؟ هل انت على مايرام ؟؟

قطار منتصف الليل... { للكاتب ايرومي }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن