18

4K 218 155
                                    

(18)

" كما يخرجون معاً، يصبح من الصعب أن يرجعوا معاً، تظل الأماكن موجودة .. مهما توالت عليها الأجيال .. الأحداث كلها تنطبق عليهم ، الشخصيات الخيالية تجتمع في مملكة عجيبة وتتكرر نفس القصص كل مرة ولكن الأشخاص المتنافرين، يذهبون بلا رجعة! وعندها يتحرك القطار من خلف الثواني ويغلق أبوابه ثم يرحل بدونهم .. وعند الوصول إلى المحطة، تصبح الأسماء موجودة .. ولكن الأجساد مفقودة!"

عادا إلى المقصورة وهما يشعران بالانهاك، تكلم عماد وهو يلقي بجسده على الاريكة :

- كان الطعام لذيذاً .. ولكنني .. أكلتُ كثيراً!

كان كلمات عميد القطار، الذي رحل بسرعة، مازالت ترن في اذني لينا التي لم تستطع تناول طعامها بسبب الخوف والتفكير فيم حصل، ابعدت حقيبة عماد قليلاً وجلست بجوار النافذة وهي تتسائل :

- هل تصدق كلامه؟ هل تصدق أن هناك شيء يدعى العودة بالزمن؟ والمملكة العجيبة والكلام من هذا القبيل .. هذا شيء مستحيل .

الصق رأسه بالنافذة هو الآخر وقال بجديّة :

- ولكن .. كيف تفسرين ماحدث معنا؟ قصرُ سامي ومدينته البدائية! ومع ذلك عامل الفندق كان يعرف الكينتات الحديثة، تلك العجوز التي كانت تعيش منذ مائتي عام وتعرف اسمك ولديها صورة تشبهك تماماً! كل تلك الأشياء لك تكن واقعية .. حتى إن هاتفي المحمول لم يكن يعمل على الإطلاق!

وضعت رأسها على الطاولة وأغمضت عينيها تحاول استيعاب الأمر .

وتابع عماد كلامه وصوته ينخفض تدريجياً :

- من الجيّد أننا بقينا سوياً حتى تلك اللحظة. وإلا ، كنا سنضيع في ذلك الزمن إلى الأبد!

" نعم، كان هذا جيداً ، لقاؤنا كان مثل القدر .. "

رفعت رأسها لتنظر إليه .. شاهدت ابتسامة خفيفة ترتسم على وجهه بينما يتأمل من النافذة وعندها نظرت فلمحت الجليد المتراص على قمم الجبال الذي بدأ في الظهور .. كانت تريد الشعور بالسعادة، ولكنها بدلاً من ذلك شعرت بالألم الذي يتسلل إلى قلبها عندما فكرت بأن تلك الابتسامة كانت فقط لأنه مشتاق .. مشتاق إليها.تنهدت وهي تحاول طرد تلك الأفكار من رأسها، فلن تزيدها إلا عذاباً!

شعر بتلك الآهه الحزينة التي خرجت من صدرها
" فيم تفكر الآن؟ عن عائلتها؟ هل يمكن أن تكون قد عاشت في الملجأ منذ طفولتها .."

شعر بالضيق من التفكير في هذا الأمر لكن الارهاق الذي يشعر به أوقفه عن التفكير في أي حديث مرح لكي تتغير تلك الأجواء .وكأنما انقذته من التفكير في موضوع ما، تسائلت لينا :

- منذ متى وانت تعمل طبيباً؟ لا تبدو كبيراً في السن ..

صمت قليلاً وهو يفكّر ، وعندها قامت لينا باستفزازه قائلة :

قطار منتصف الليل... { للكاتب ايرومي }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن