(13)
" لقد كنت مخيفاً ، كنت قاسياً .. لم تعرني اهتماماً ، تخفي عني كل شيء وتريدني أن أهرب برفقتك مجدداً .. كيف لك أن تتأسف بتلك البساطة "
ذرفت الدموع بين طريق المزرعة والقصر ثم توقفت وهي تمسح دموعها على عجل ، وبدون أن تفكر في أي شيء توجهت إلى غرفة الرئيس "بلود " ، طرقت الباب عدة طرقات قبل أن تسمع صوته الصادر من الداخل :
- ادخل .
دلفت إلى الغرفة بسرعة وتفادت النظر إلى الوجهة التي يجلس فيها، ثم اخذت من فوق العربة الصغيرة بعض المنظفات والمناشف وشرعت بالتنظيف ولكن بلود لم يتركها تعمل و تساءل على الفور :
- ماهو القطار السنوي ...؟!
توقفت لينا عن العمل وهي تفكر " انه يسألني بالتأكيد .. ! لكن ربما يتكلم مع شخص آخر من خلال الهاتف ... ؟ "
التفتت تنظر إليه ببطء قبل أن تهمس :
- هل تسألني أنا ..؟
كان يجلس على الكرسي الوثير واضعاً إحدى رجليه فوق الأخرى وكان يرمقها بتلك النظرات الحادة الخارجة مباشرة من عينيه الداكنتين ، ازدردت لعابها بقلق وعندما لم تستمع إلى اجابته عادت إلى عربتها بسرعة وامسكت بالمنشفة" يا إلهي يبدو بأنه لا يتحدث إلى ... لماذا يبدو غاضباً جداً؟ ولماذا لا يوجد اثر للهاتف هنا؟ "
انقطع حبل افكارها عندما عاد صوته الأجش يتكلم :
- بالتأكيد اسألك! هل يوجد أحدٌ غيرك هنا ..؟
عادت تنظر نحوه، ثم قالت بخفوت :
- إنه القطار الذي يمر في أول الشهر الخامس من كل عام في مدينتي ، عند منتصف الليل تماماً .
" ماقصّة هذا القطار الغريب ..؟ اما ان تكون كاذبة بارعة أو انها مجنونة .."
رفع حاجبيه وانزل رجله ليجلس معتدلاً، ثم تناول قدح القهوة من فوق الطاولة وتكلم قائلاً :
- من أي بلدة انتِ ..؟
- إنها بلدة بعيدة .. استعرت بها الحرب منذ فترة .
" الحرب..؟ ياللهراء أي حرب .. "
تنهد وارتشف قليلاً من القهوة ثم أعاد الكوب إلى مكانه على الطاولة وعاد يتسائل بنبرة متشككة :
- ماذا كنتِ تعملين قبل أن يعثر عليكِ جنودي ..؟
ارتبكت لينا وبدأت تفكر " لماذا يسألني كل تلك الأسئلة .. هذا مريب للغاية "
أجابت بتلكؤ :
- كنت أسير بين المدن لأنني ضللت الطريق ..
حاولت أن تجمع بعض الكلمات ثم أردفت على الفور :
- فأنا أبحث عن جدتي التي تعيش في بلاد الجبال .
ابتسم ابتسامة ساخرة وقال :- أنا لم أقصد ذلك، أعني .. أنت لم تكوني تعملين خادمة، صحيح ..؟! ماهو عملك الأصلي ..؟
![](https://img.wattpad.com/cover/94116168-288-k601991.jpg)
أنت تقرأ
قطار منتصف الليل... { للكاتب ايرومي }
Romanceالملخص ..🌸 الساعة تشير إلى الثانية عشر إلا ربعاً،الجو المظلم والسحب الداكنة تغطي السماء منذرة بهطول الأمطار الشديدة .. ومن بينركام المدينة التي أثقلت كاهلها الحروب، اندفعت فتاة وحيدة تركض مسرعة وهي تقفز فوق صخرة أو أخرى محاولة عدم التعثر في الأنقا...