.
."من وين ابدأ؟".. دايم كان هذا السؤال مصدر قلق بالنسبة لي..
توترني البدايات..
أصعب شي أواجهه هو البداية ، بداية كل شي..
بداية كلامي مع أحد .. بداية يومي ، أو بداية لوحة جديده!لذلك ، بعد مده طويله تأملت فيها البياض الي قدامي .. قررت آجل هالخطوه، كالعادة .. و ما ابدا..
تركت مرسمي و طلعت منه ، من شهر هجرت الرسم .. أبي أرجع ارسم.. لكن معاد عرفت أرجع!
وقفت أرسم بعد ما استهلكت كامل كمية الالوان الي عندي، رسمت مجموعه كامله تتكون من ١٣ لوحه .. محورها عيونها..
كانت مصدر إلهام بالنسبه لي.. دايم كان وجهها يخلق بي ألف رغبه اني أكون بين الواني
وقفت أرسم ، من اليوم الي ماقدرت أشوفها فيه..والحين أنا بكامل شوقي أطلع و أهرب من عيونها الي شاغله كل زاوية في مرسمي،
نزلت تحت ، لأهلي ، أو اللي يتسمون أهلي..أنا أعيش عند قبيله ، تتكون من ٣٠ شخص في بيت واحد..
أو نقول بيت واحد كبير و حوله عدة بيوت ..بداية بجدي ، اللي فرض على عياله ماحد يطلع من عنده اذا تزوج .. ظل هالبيت يتكدس بعياله واحفاده لسنوات بسبب قناعته هذي..
أنا أعيش معه ، في البيت الكبير .. أعتبر الحفيده الوحيده صاحبة الحظ و الرضى بنظر الكل..
لأني الوحيده الي أعيش بالبيت الكبير .. مع جدي ، و خالتي اللي لسى ما تزوجت ..دايم كنت محظوظه بنظرهم ، لأن جدي يحبني ومخليني عنده..
لكن السبب الحقيقي ، هو إن أمي نابذتني .. لسبب ما أعرفه ، وماعندي أي اهتمام إني اعرفه..
أمي اللي فضلت خواتي الثنتين و أخوي علي..
ظلت تتلذذ بتعنيفي لين صار عمري ١٥ .. وكانت سنين سوداء بحياتي!
عقدتني نفسياً .. ما أنقذني منها الا جدي ، بعد ماحاولت أنتحر..بعد وفاة أبوي ، أخذني جدي عنده .. والحين انا عنده من ٦ سنوات ..وكنت محسوده على بقائي عنده..
رغم انهم يعرفون كُره أمي لي .. الا انهم دايم أطالوا نقاشاتهم مع جدي بسبب تدليله الزايد لي..
مين هم ؟ ، خالاتي و خوالي وبناتهم و أولادهم .. اللي كل يوم سبت يتجمعون في البيت الكبير
واللي بالمناسبه ، اليوم هو يوم اجتماعهم..تقدمت من بينهم و جلست جنب جدي بهدوء..
أخذت نظره عليهم ، وشفت خواتي و أمي..
خواتي، منار و جود .. أمي علمتهم كيف يكرهوني بدون سبب..
وهذا الشي ما يهم لان مابيني وبينهم أي علاقه..
أما أخوي .. عمر ، يمكن يكون الشخص الوحيد بعد جدي الي يحبني من سلالتنا ..
أعتقد لأنه مصاب بمتلازمة داون ، وقلبه نظيف و أبيض..
أنت تقرأ
سبأ
Spiritualلم تكن تتحدث فقط، كانت تشع وكل تلك الكلمات التي قالتها حينها أحسستها فوق جلدي دافئة ومضيئة .