12

12.9K 505 128
                                    

.
.

ما أعرف السبب اللي استحقيت وجود خلود بحياتي عشانه.. سألت نفسي كثير أي احسان سويته عشان يعطيني الله اياها..
دايم استكثرت على نفسي معرفتي بخلود ، أنا ابداً ما أستحقها..

كل هذي الافكار دارت في بالي لما تنازلت لي خلود عن نصف قطعة الكوكيز اللي في يدها ..
كمواساة لي على سفر نورة
قالت : خلاص تراها بتسافر بس ! لا تسوين لي عزاء..
: بتبطي ماترجع
: واذا طيب؟ ليه تضايقتي مره كذا!
مارديت عليها ، مررت اصبعي على فخذها اللي كنت حاطة راسي عليه .. كنت أرسم دوائر وهميه منتظمه ..
لكنها حاستهم لما هزت فخذها بنرفزه
قالت : جاوبيني
عقدت حواجبي : خربتيهم!
: وش خربت؟

جلست و أحس اني متورطة بنفسي ، أبي أعدل مزاجي اللي خرب من عرفت ان نورة بتسافر بعد يومين..
حاولت كثير ما افكر بموضوع سفرها ، عشان اطلع من كآبتي اللي مخيمه علي .. لكن ولا شي يبعدها من عقلي

قلت : خلود وش اسوي بنفسي ، بموت
: أنتي مكبره الموضوع..
أخذت علبة الكوكيز من يدها ، وحشرت كميه كبيره منه بفمي..
سحبت العلبه مني : يابزر!
: اف خلود
: انتي شفيك الحين؟ فهميني ليه مسويه هالمناحه ذي كلها!
: ليه تسافر ؟ مو على كيفها..
: ليه مارديتي عليها لما كانت تتصل ، يمكن كان شي مهم
قلت و عقدت حواجبي : لا تقهريني ، انا للحين احس بندم اني مارديت..
: كلميها طيب
: لا!
: ليه ياربي؟
: عشان ماتحسبني ميته عليها..
: و انتي فعلاً ميته عليها!
: لا..
قمت ، حاولت أهرب .. لاني تقريبا انفضحت
قالت خلود : واضح ترا!
: وش اللي واضح؟
: تحبينها
كنت بكذب و انفي ، لكنها سبقتني لما قالت
: من اول مره شفتها بالجامعه عرفت ان اللي شفتها باللوحه هي نفسها .. لا تنكرين سبأ ، لان كل شي بيوقف ضد انكارك..
ضحكت ، ثم كذبت على نفسي قبل أكذب على خلود
: يعني عشان رسمتها صرت أحبها؟
: لو انها رسمه وحده قلت ممكن ، نمشي .. لكن أكثر من لوحه سبأ!
ما رديت عليها ، ما أعرف اصلاً ليه انا قاعده أنكر هالشي..
قالت : ليه ما تقولين لها؟
رميت نفسي على الكرسي ، تمنيت ان نورة تحس وتلاحظني زي خلود..
: مو جوها ..
: كيف عرفتي؟
: أعرف نورة
قربت و جلست بالارض عند الكرسي ، حطت يدينها على ركبتي وسندت راسها ..
قالت : واللي يقول لك انه جوها؟
: تعلميني بنوره؟
: ايه ، زي ما علمتك بنفسك قبل شوي..
: مو جوها والله..
: هي بتسافر ، اعترفي لها .. ماراح تخسرين شي..
: لا مستحيل ، بخسرها..
: على اساس انك كاسبتها الحين؟ شوفيها بتروح .. وانتي حتى ماحاولتي تردينها .. يمكن تخسرينها ، بس وقتها بتكونين حاولتي عشانها !

ما قدرت أجاريها أكثر ، كلامها صح .. كل خوفي كان اني ما اشوفها مره ثانيه ، الحين بيصير اللي خفت منه .. مافي شي أخسره أكبر من خسارتي لشوفتها كل اسبوع..

قالت : اتصلي
شفت الساعه ، 5 الفجر ..
قلت : يمكن نايمة
: امس متى كلمتيها لما قالت بتسافر؟
: الفجر..
حطت الجوال في اذني ، تفاجأت لما عرفت انها اتصلت
قلت وارتبكت : الله ياخذك! وش اقول؟
: قولي ابي اقابلك
وقفت بتوتر .. صرت أدور بالغرفه وانتظرها ما ترد ..
كنت أحسب عدد الرنات عشان أوصل للعدد اللي يكون فيه "ماردت" عذر كافي اني ما اكلمها..
ماكنت على استعداد لهالمكالمه
لكنها ردت ، قبل اقفل الخط..
مارديت على سلامها ، لكني رديت لما قالت
: سبأ
: هلا
: فيك شي؟
: ايه ، لا..
غمضت عيوني وبلعت ريقي ، كمحاوله اني ابعد الارتباك عني.. وأحاول اهدأ شوي
لكن أي هدوء بيعرفه قلبي بعد نبرة الحنيه في صوتها لما قالت
: لا تخوفيني ، قولي لي شصاير معك؟
ناظرت خلود اللي كانت تقول كلام كثير بدون صوت وتنتظر مني أفهمه!
قلت : أبي أقابلك
: طيب ، انا متفرغه الساعه 9 الصباح .. يصير؟
: يصير
: والدوام؟
كذبت : ماعندي شي اليوم..
: كويس

ودعتها ، رميت الجوال وحطيت يدي على قلبي
أعتقد لو طالت المكالمه ثانيه أكثر كان بيوقف..

قالت خلود : متى ؟
: الساعه 9
ناظرت الساعه .. 5 وربع..
قلت : يمه خلود ماباقي شي!
: باقي كثير .. لاتخافين
: بترفضني ، انا ليه اطاوعك ما أدري..
: ماراح ترفضك! انا متاكده
تجاهلتها ، اتجهت لغرفة الملابس .. أدور شي البسه
لازم تكون ملابسي على قد الحدث ، أعتقد اللون السماوي أكثر لون مناسب لهاليوم..


بمجرد ما لمست رجلي بيت نورة ، نسيت كل شي قالته لي خلود ، وكل الكلام اللي رتبته معها..
جلست جنبي ، بعد ما اعتذرت على حالة الفوضى ببيتها.. بسبب انها تجمع اغراضها عشان السفر
كانت تنتظرني أقول اللي جيت عشانه .. وكنت أنتظرها تسال ، ماعرفت كيف ابدأ..

قالت و واضح انها ملت تنتظرني أتكلم
: وش السبب اللي خلاك ترضين عني و تجين؟

أنا أضعف من اني أنحط بهذا الموقف ، أضعف من اني أناظر عيونها وأقول لها عن حبي لهالعيون..

لوهله حسيت برغبه قويه اني اركض بعيد عن هالمكان..
ودي يرجع الوقت ، و ما أجي هنا..
خوفي من رفضها كان متملك كل خليه فيني
لكن كان لازم أتشجع ، لان خلاصة ثلاث سنين من حياتي تقتصر على الدقايق الجايه..

قلت ، وأحس ريقي نشف من التوتر
: مصره تسافرين؟
ابتسمت وأشرت على الكراتين اللي معبيه المكان
: هالمنظر يوحي لك اني متردده؟
انتبهت ليدها لما أشرت ، تذكرت أسالها عن التاريخ لما شفت الاسواره
قلت : نوره ، وش التاريخ اللي على سوارتك؟
كان تجاهل واضح منها لسؤالي لما قالت
: ماضيفتك! ايش تشربين؟
همست ب ولا شي .. تجاهلها زاد تعقيد الوضع علي..

فكرت بإني لو فكرت بكل حرف بقوله ماراح أقدر اقول شي.. لذلك ، قلت بدون تفكير
: لا تسافرين ، ما أبيك تروحين ..
ناظرتني باهتمام للي قلته
: ليه؟
شجعت نفسي أكمل ، قلت
: ما لي غيرك هنا..
ابتسمت : صار عندك خلود
: خلود غير ، وانتي غير
: وش يفرق ؟ لاحظت انك كونتي علاقه معها أسرع من اللي كونتيها معي حتى..
: هذا سبب يخليك تروحين يعني؟
تنهدت : لا ، لكن لازم أروح..
: ليه لازم؟
: معاد فيه شي أجلس عشانه..
: وأنا ؟
: أنتي عندك خلود ، جدك .. حتى امك ماصارت تتعرض لك
ما لقيت طريقه أشرح لها ان كل هالاشياء ماتعوض حتى دقيقه من غيرها!
حسيت انها انانيه مني أطلب منها تجلس.. وهالاحساس جمع الدموع بعيني ، اللي لاحظتهم نورة
قربت و مسكت يدي
: ما راح أنتقل للابد! بجي بين فتره و فتره ..
إنهرت .. وبعد ما كنت أطلع الكلام بالقوه صرت أحاول أوقف نفسي ما اتكلم..
: بس انا ابيك هنا دايم! مو فتره بس
ما ردت ، وكانها تسمح لي اطلع اللي فيني ..
قلت : تتركيني بوقت صعب ، يا ليتك تفهمين ان لا خلود و لا جدي يسدون مكانك .. أكرهك نورة ، لا تسافرين!
: مين قال لك اني اتركك!
تجاهلت كلامها ، قلت : لا تسافرين..
ماردت ، سكوتها خلق بداخلي فجوه .. ماكانت دموعي سبب كافي يردها عن السفر

ماكنت أتخيل اني راح اعترف لها بهالضعف ، رغبتي بانها ماتسافر كانت أكبر من كل شي
دايم اعتقدت اني لما اعترف لها راح أحتاج قوه كبيره..
ماتصورت أبد ان ضعفي بيخليني أقول
: أحبك نورة ، حب يغفر لاساءات الحياة لي..


إنتهى

سبأ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن