15

12K 504 158
                                    

.
.

كانت الدنيا مُلك لصدري لما شفت جدي مبسوط
خالتي راح تتزوج ، و أخيراً ..

وبما انها تكرهني .. ماحبيت أفسد فرحتها وابارك لها
وهذا عذر مقنع جداً لنفسي اللي ماتبغى تكلمها..

قال جدي : عقبالك
ابتسمت : عقبالك أنت..
ضحك : توي صغير على الزواج ، أنتي اللي عنسّتي
: شكلك تبي تفتك مني
: حشى ، ومن محسسني بصغري غيرك
ابتسمت : يعني بتشيب لو رحت؟
: ايه ، الفراق يكبر العمر ..
لمست قلبي جملته .. قال اللي كنت أحس فيه ، بعد نوره أنا كبرت الف سنه .. مشيتي ثقلت و أكتافي انحنت وكأن أثقال الدنيا تجمعت على ظهري..
حتى صرت أسمع لفيروز!
ابتسمت له ، ثم استاذنته و هربت لغرفتي..

رجعت لوحدتي و كآبتي ، شهرين مرت على سفر نوره .. أو اختفاءها بالاصح..

شهرين كنت أحتضر في ليالي ، و أموت في ليالي أخرى.. خلود كانت وسيلة الانعاش الوحيدة لي

ما أذكر كم مره نمت أبكي على نوره ، وفي الصباح رقص قلبي فرح مع خلود ..

كان مزعج جداً إزدواجية مشاعري .. كيف أحب نورة بطريقة تخليني أبكي من مجرد فكرة اني ما أقدر المسها..
وكيف اني أحب خلود بطريقه تخليني أسخر من بكاي..

الاكثر ازعاج احساسي اني ما أستحق خلود ، لكنها معي..
وبالمقابل نورة مو معي ، لكن ماحد يستحقها غيري ..

كل شي كان متناقض و يخلق فجوة بصدري..
للحظة تمنيت ان نورة ما طلبت من امي تجيبني لها
تمنيت انها ماعرفت شي عني .. مافكرت تطلع في حياتي و تربك كل شي فيها..

أنقذني من تعمقي بحزني صوت باب الغرفة ، لما طق وكانت خالتي ..
حسيت باحباط لما شفتها .. كنت أظنها خلود ، اللي قالت لي انها بتجي ، لكن تأخرت..
قالت خالتي وعلى فمها ابتسامه تقرف
: انخطبت ، بتزوج
ابتسمت بتصنع : مبروك ..
: شفيك تقولينها بدون نفس
قالت خلود وجت من وراها : يمكن لانك خلصتي احساس الحماس اللي في العالم كله..
ابتسمت لما شفت خالتي تناظر خلود بشزر
قالت : وانتي من كلمك؟
تجاهلتها خلود ودخلت الغرفه ، بقيت انا وخالتي عند الباب
قلت : مبروك ، من قلبي..
تأففت و مشت .. دخلت الغرفة وانا متنرفزة منها
قالت خلود : ماعليك منها ، نفسية ذي
: أدري ..
قالت : مافي خبر عن نورة؟
زفرت : لا .. للاسف يعني
: عادي سبأ ، مصيرها ترجع بيوم..
: ايوه بترجع ، عشان تحضر عزاي
عبست : استغفرالله! شفيك صايرة نفسيه مره كذا؟
: وتسألين؟ أنا كويس ما انتحرت للحين..
: سخيفه أنتي ، كل هذا عشان شخص..
: مو بس عشانها ، عشان أشياء كثير
: ماعليه ، بيتعدل كل شي

مشيت لمرسمي ، أخذت اللوحه اللي كنت راسمه خلود عليها .. و حطيتها قدام خلود و انا أترقب ردة فعلها..
ارتسمت ملامح الدهشه بملامحها قبل توقف بفرحه
قالت : رسمتيني!
سحبت اللوحه من يدي و صارت تناظرتها بإعجاب
ما أحس اني اتقنتها اتقان يستحق اللمعه في عيونها وهي تناظرها..
قالت : تشبهني مره
: لا! ، أنتي أجمل .. أحس إني شوهـ..
قطعت كلامي لما ضمتني بقوه كبيره ..
قال : يالله سبأ أحبك جداً ، دايم كان ودي أحد يرسمني

غمضت عيني بتلذذ كبير باللحظة اللي قاعده أعيشها بحضنها ..
ارتجف قلبي لما قالت "أحبك" .. ممكن تكون نست انها قالتها بمجرد ما قالتها ، لكن وش بيهدي قلبي أنا؟
وش بينظم أنفاسي اللي تلخبطت الحين!

بعدت عنها ، لكن لازلت قريبة منها .. للحد اللي شكيت انها تسمع قلبي منه ..
همست : أحبك بعد ..
ما أعتقد انها سمعتني ، عطتني ظهرها وهي تبتسم و حطت اللوحه على السرير ، ثم انسدحت جنبها ..
قالت : بقعد أناظرها طول اليوم

ما أدري مين اللوحه فيهم .. ماقدرت أحدد مين اللي مليان ألوان ..

تقدمت و انسدحت على جنب اللوحه المقابل لخلود ..
قالت : من متى ترسمين؟
مزحت : من يوم شفت عيونك
ضحكت : لا صدق
: ماعرف ، من عرفت نفسي يمكن..
: متى عرفتي نفسك؟
ما مزحت : من يوم شفت نورة ..
ابتسمت على شكلها لما عقدت حواجبها وقالت
: ياذا النورة
ماعلقت ، اكتفيت اني اتأمل عيونها اللي تتنقل باجزاء اللوحه..

قلت بدون تفكير : وش رايك لما شخص يحب اثنين؟
: يخون يعني؟
: لا! ، يحب شخصين بوقت واحد بدون مايكون على علاقه بواحد منهم
ميلت فمها وقالت : همم .. شي غلط ، بحق نفسه أولا ثم حق اللي يحبهم ..
: ليه بحق اللي يحبهم؟
: لانها مثل الخيانه
: ايش يسوي طيب؟
تثاوبت : يكتم بقلبه أريح له و أريح للبشريه
وقفت و تمددت .. ثم قالت : بروح انام انا ، تبغين شي!
هزيت راسي بالنفي ، أخذت لوحتها وطلعت..

ما أبغى أتكلم عن احساسي بهذي اللحظه ، لكن أعتقد ان عقلي قبل قلبي اتخذ قرار بأن خلود مو هي الشخص المناسب..
ضروري اتخلى عن مشاعري لها بأي طريقة كانت..
حتى لو على حساب الشعور الحلو اللي احسه معها

..

بعد ما كان يوم الاثنين أحب يوم لقلبي بسبب نورة ، صار اكثر يوم كئيب بالنسبة لي .. ولنفس السبب..

قمت في صباحه بسبب دخول خالتي المزعج لغرفتي..
فتحت النور والستاير ..
حاولت أحجب النور عن عيوني لما حطيت الوسادة فوق راسي .. لكن ماقدرت أحجب ازعاج صوتها عن اذني
قالت : قومي! ، عندك ضيفه..
: أبي أنام ..
: سبأ قومي أقولك صديقتك جت
بعدت الوساده عن وجهي ، من متى عندي أصدقاء!
قلت : من هي؟
: ماغيرها ، نوره..

إنتهى

سبأ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن