13

12.6K 500 177
                                    

.
.

أيام وشهور طويله مرت من اعترفت لنوره
كان الوقت أطول من انه يصنف تحت مسمى ثواني ..
حسيت انه مرت ايام على وقوفي قدامها ، انتظر ردة فعل تعطيني حياة .. أو تقتلني
بحثت كثير بعيونها عن نهاية لصمتها اللي بدأ من قلت جملتي الاخيرة..
بلحظة قلت لنفسي هذي هي ، انتهى كل شي و بترفضني.. كل شي بسكوتها يوحي بالرفض
حتى ملامح الدهشه اللي اعتلت وجهها باللحظة اللي قلتلها اني احبها ..

قالت ، وكنت استمع لكل حرف باهتمام زايد
: أعرف! ، كنت أنتظرك تقولينه ..
جملتها كانت كفيله انها تخلق بداخلي اسئله ما تنتهي
و ألف شعور متناقض ..
قربت لي ، و شبكت يدينها ببعض.. تصرف خوفني من اللي بتقوله..
قالت : لا تحبيني سبأ ، أنا ما أنفع لك ..

شي متوقع ، وكنت أخافه .. ما أعرف سبب احساس الخيبه اللي اجتاحني ، وكأني كنت أنتظر منها شي..

ما تكلمت ، كنت أبيها تفسر بدون ما اسال .. كرهت الكلام في هاللحظه..
كملت : أسفه سبأ ، بس صعب يصير هذا الشي بيننا..
همست بطيب ، وسحبت نفسي بدون ما اقاتل عليها ..

طلعت من بيتها و صدري فارغ
تعلقت فيها كثير .. و كأنها طوق نجاة ، ما كنت أدري انها الغرق بحد ذاته..

دايم كانت استثناء ، حبيتها بالوقت اللي كرهت الناس فيه
وكان لساني طلق معها لما كرهت الكلام ..نورة اللي كانت عالمي لما عرفت العزله ..
حبيتها بهالبساطة ، وبكل هذا التعقيد ..

بوقت ثاني من نفس اليوم ، كنت اتسائل أي قوه بتخليني أعيش بعد كذا .. مع كل هذا البؤس مين بيعرف وجهي الحين؟

طق باب الغرفه ، سمعت الخدامه تقول ان جدي يبيني..
لكن تجاهلت و دفنت نفسي تحت اللحاف
ما لي نفس أشوف أي أحد ..

حسيت بخلود تسحب اللحاف مني .. نمت بدون ما أحس..
قالت : قومي! يكفي نوم ..
أخذته منها ورجعت أحاول انام .. لكني انصدمت يوم قالت
: من امس نايمه! خلاص يكفي جدك بيفجرك
قمت وانا احاول اشوف كويس ..
قلت : كم الساعه؟
: 4 الفجر
مسحت وجهي و تأففت .. نمت 14 ساعه!
تجاهلت حلطمة خلود و اتجهت لدورة المياة .. جسمي يوجعني من كثر ما نمت

قلت لخلود لما كنت أنشف وجهي
: وش جايبك هالحزه؟
: قلقت عليك ، طولتي نايمه ..
هزيت اكتافي : عادي ، ما مت للحين
: أستغفرالله
قاطعت خلود السكوت اللي دام ثواني لما قالت
: كيف حالك؟
: الحمدلله
كانت تعطيني نظرات أستغربتها .. قلت
: شفيك؟
: صيري بخير
شكيت بانها تعرف اللي صار .. لكن كيف عرفت؟
سألت : ليه ما سألتيني وش صار؟
: قالت لي نورة ..
: من متى بينكم تواصل!
: بقول لك ، بس لا تزعلين
: ايش؟
: من المعرض .. كانت كل يوم تسألني عن حالك
اتسعت عيوني : عشان كذا خمنتي انها مابترفضني!
هزت راسها بايه ، وبعيونها خوف اني ازعل..
: يا الله ياخلود..
قالت بسرعه : بس انا احس انها تحبك ، حتى ما قالتلك شي عن مشاعرها لك .. قالت انه ماينفع بس
: خلاص خلود .. مايحتاج تقول ، كل شي واضح
: اف ، تستسلمين بسرعة .. تقهرين!
مارديت عليها ..
أنا ما استسلمت ، هي هزمتني ..

..

اسبوع مر على سفر نورة ، روتين يومي ممل سيطر على حياتي
انام و اداوم وأرسم .. فقدت لذة كل شي ..

كنت جالسه بالجامعه لما جلست خلود قدامي ، جلست جنبها مشاعل اللي من زمان ما شفتها ..
رمت خلود كتابها على الطاوله وقالت تتحلطم
: الله يلعن رياض .. قولي امين سبأ
: ليه؟
تكلمت مشاعل : اختباره صعب مره
تعمدت اتجاهلها و اوجه كلامي لخلود
: ماعليه تعوضين بالفاينل
: يارب..
قالت هالكلمه و وقفت .. ثم راحت لكلاسها..
توترت لما بقيت لحالي مع مشاعل ..
بديت اجمع اغراضي ، عشان أهرب
قالت : على وين ؟
: خلص دوامي بروح
مسكت يدي توقفني : اجلسي معي شوي
سحبت يدي : كم مره قلتلك لا تلمسيني؟
: مره وحده

انسانه مستفزه .. كنت بمشي قبل تقول
: أعرف انك تحبين خلود
قلت : تعرفين كل شي ماشاءالله عليك
: ايه أعرف كل شي ، بالمقابل انتي ماتعرفين شي عن خلود..
ضحكت : استغفرالله بس
سألتني : علميني وش تعرفين عن حياتها ، علاقاتها .. مين تحب مين تكره؟ هي تعرف كل شي عنك ، وانتي؟

صحتني على شي ما كنت أفكر فيه ، انا فعلا ما أعرف عن خلود الكثير ..
كملت مشاعل كلامها : أتمنى تسألينها بس ليه أصرت عليك تعترفين لنورة ..
: وش عرفك بنورة !
: قلتلك اعرف كل شي ، و الفضل لخلود طبعاً
ناظرتها بحنق .. ما ادري لوين تبي توصل
قالت : مو صح تحبين شخصين ، حبي نورة .. خلود لي..
قامت وراحت وهي تبتسم ..

تنرفزت لان خلود قالت لمشاعل عن علاقتي بنوره ..
وتنرفزت اكثر لاني فكرت بكلام مشاعل كثير .. انا ما اعرف شي عن خلود ، كل اللي اعرفه اشياء محدوده والكل يعرفها .. شي يقهر انها ماتشاركني شي..

انتظرتها قدام باب المعمل .. اللي كانت فيه
وكانت أخر وحده طلعت
جت لما شافتني
: شكلك حلو وانتي تنتظريني .. لازم أحنطك
تجاهلتها : خلود بسألك سؤال وعلميني الصدق
عبست : طيب اسألي بدون ماتخوفيني كذا
مسكت يدها ومشيت معها بعيد عن زحمة البنات ..
قلت : ليه أصريتي أعترف لنورة ؟
ابتسمت : كنت حاسه لما تركتك مع مشاعل اني سويت شي غلط ..
: جاوبي
تنهدت : ما ينقال هنا ، نروح البيت؟
هزيت راسي ومشيت معها ..

كانت ساكته بالسياره على غير عادتها .. وصلنا واتجهت هي لبيتهم
بحجة انها بتغير ملابسها وتجي ..

كنت أنتظرها بغرفتي و أحاول اخمن الاسباب اللي خلتها تصر ، و الاهم ليه أخفت السبب ؟

طقت الباب ، طلبت منها تدخل ..
كنت اناظرها وأنتظر انها تبدأ الكلام
: أول شي حطي في بالك اني ما اعرف ليه نورة رفضتك ، طيب؟
: طيب ، تكلمي بموت
: عرفتي اني كنت على تواصل مع نورة من ايام المعرض .. بالفتره اللي كنت اكلمها فيها كل كلامنا كان عنك ، كيف حال سبأ و ايش سوت سبأ .. لاحظت اهتمامها الزايد فيك .. بعد ما سالتها كثير عن سبب هذا الاهتمام ، اعترفت لي انها تميل لك .. طلبت مني أتأكد من مشاعرك لها ، قالت انها تشك انك تحبينها .. لكنها تبي تتأكد ، لما عرفت ماكان شي حلو أقول لها .. كان الاحسن انتي تعترفين لها بنفسك .. صدقيني ما أعرف سبب رفضها ، انا انصدمت مثلك .. ورفضت تقول لي وش السبب اللي خلاها ترفض

ما صدقت كلامها ، نورة تميل لي! شي جميل سماع هالشي .. لكن صعب تصديقه ، هي بنفسها قالت مستحيل يصير بيننا شي ..
لكن لو كان اللي تقوله خلود صح ، أكيد فيه سبب خلا نوره ترفضني.. سبب بموت لو ماعرفته


إنتهى

سبأ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن