17

12K 473 86
                                    

.
.

مشت مشاعل ، بعد ما أكلت نظرات الحقد بعيونها يدي اللي متشابكه يد خلود ..
أصرت خلود على كذبتها ، في سبيل التخلص من مشاعل

كان شي ملفت تداركها للموقف ، لما قالت لمشاعل ببرود عكس ردة الفعل الي توقعتها ..
: كلنا نحب بعض..

ظليت أحاول أرتب الكلام في عقلي ، بأنتظار سؤال خلود اللي ما لي مهرب منه ..
رجعت لي بعد ما ودعت مشاعل .. هربت بعيوني بعيد عن عيونها اللي سألت قبل تسأل هي..

قالت وبرغم بعد المسافه بيني وبينها الا اني شكيت انها تسمع سريان الدم بعروقي..
: وش تقصد مشاعل ؟
كذبت : ما أدري..
قربت لي ، وهي تتفحص عيوني وكأنها تحاول تطلع الصدق من سوادهم
قالت : تدرين
مارديت ، كملت هي كلامها
: تحبيني سبأ؟
حاولت ألتف على السؤال : أكيد أحبك!
تجاهلت استغبائي ، وقالت
: فسري لي سؤالك عن حب شخصين ، وكلام مشاعل..
كذبت للمره الثانيه : مالهم علاقه ببعض خلود!

تمنيت انها تصدق ، وهذي أمنيه مستحيلة .. لان الطرف فيها خلود..
كنت مثل اللي يعرف ان حصانه مصاب ، ثم يراهن عليه..
لكن الرهان هنا كان قلبي ، وعلاقتي بخلود .. اللي بنسبة كبيرة راح تتغير لو عرفت عن مشاعري

حتى لو ماعرفت عنها ، مجرد شكها بيخليها تناظرني بطريقة مختلفه .. بطريقه أبداً ماراح تخليني مرتاحه لما أكون معها ..

لعنت مشاعل بداخلي ، ثم قلت واستسلمت قدام نظراتها اللي قاعده تسخر من ضعف كذباتي
: عندي شوية مشاعر لك ..
ماتغيرت ملامح وجهها الهادية ، قالت
: من متى؟
كل سؤال يصعب علي الموضوع أكثر .. ما كنت أبي أقول لها التفاصيل..
قلت : ما أدري
كانت بتتكلم ، قبل أقاطعها ..
: أنسي هالشي خلود ، اعتبري نفسك ما سمعتيه..

كان سكوتها مزعج جداً ، ممكن سببه صدمتها بالموضوع..
تركتها و رجعت للبيت .. أحس بشعور سيء.. ماكان لازم تعرف ، أو على الاقل مو بهذي الطريقة..

دخلت البيت بنفس الوقت اللي كانت أمي تطلع منه..
قالت : من وين جايه؟
حبيت أغيظها ، وافك الضغط عن صدري شوي
قلت : من العيادة..
أعتقد انها كانت زلة لسان منها لما قالت
: لاتكذبين أنا تو جيت منها..
تأكدت انها زلة لسان لما حطت يدها على فمها ..
قلت : ليه رحتي لها؟
سكتت ، ظلت تناظرني .. أدفع حياتي عشان أعرف وش كانت تفكر بهاللحظة..
قربت لها ، تمنيت انها تحن شوي لما قلت
: يمه علميني ليه تمنعيني من نورة ، تكفين!
أعتقد انها مثلي ، حست بالغرابة من كلمة "يمه"..
قالت ، ولاول مره تكلمني بلغه لطيفه نوعاً ما
: لا تعرفين شي سبأ ، صدقيني ماتبين تعرفين
: هو باقي شي ماعرفته؟
سكتت مره ثانيه ، وكانت بتروح وتتجاهلني .. قبل أتعلق بيدها
: أرجوك قولي شي!
بعدت يدي عنها بسرعه ، وكأني شي تتقرف منه..
بانت الخيبه على وجهي .. عرفت انها لا يمكن تحن ولو مره..
قالت بهدوء : لا تتمادين مره ثانيه

تعلقت عيوني في ظهرها لما مشت .. كان فيني رغبتين
رغبه بضمها ، و رغبه بطعنها
ثقيل جداً شعور الشوق لشخص تكرهه..

..

مرت يومين ، كنت أتهرب من خلود باستمرار ، أو اتجنبها ..
كانت واضحه محاولاتها انها تخلي الوضع طبيعي..
لكن انا اللي ماكنت بوضع طبيعي..
تمنيت ان كل شي بقى بداخلي .. بدون ما تعرفه ..

طلعت من محاظرتي الطويله جداً .. وكانت خلود واقفه برى الكلاس..
شفتها ، وشافت اني شفتها .. لكن مشيت وسويت نفسي فاقده الذاكرة ..
وقفتني لما وقفت قدامي .. مانعه اني اتحرك..
ماقدرت احط عيني بعينها ..
تركزت عيوني على سلسالها ، بحكم انها اطول مني..

قالت : ناظريني
مارديت ، و ما ناظرتها .. اكتفيت باني أعد الحلقات اللي بسلسالها محاولة أبعد توتري من قربها..
عادت كلامها وبصيغة أمر : سبأ ناظريني!
ارتفعت عيني لعيونها جزء من الثانيه .. ثم رجعت نزلت راسي و بلعت ريقي .. تمنيت انها ماتلاحظ الرجفه في يدي .. ولا انفاسي المتسارعه
كنت أحس وكأني عاريه قدامها .. من عرفت عن حبي لها هذي اول مره اواجهها فيها

حسيت بيدها على ذقني ، رفعت راسي ثم قالت
: لا تخافين مني ، انا خلود سبأ عرفتيني؟
حسيت اني فعلاً كنت اتجاهلها وكأني ماعرفتها بيوم..
ماتكلمت ، لعنت مشاعل بنفسي للمره الاربعين ..
قالت : تقولين لي انسي ، وأنتي بنفسك مو قادره تنسين..
حسيت بحلقي نشف ، وانا باقي ماتكلمت ..
كملت كلامها : ليه تخلقين مسافه بيني و بينك ؟ انانيه سبأ .. كأنك في هالعلاقه لحالك ..

كان من المستحيل المقاومه أكثر قدام خلود ..
ما أنكر إنهزاميتي قدام شوقي لها في كل مره أحاول أبعدها عني..
قلت بصوت استغربت من انها سمعته
: أسفه
أبتسمت ، وأبداً ما كانت ابتسامة انتصار ..
قالت وضمتني : ما أبيك تتأسفين ، أبيك ترجعين لي سبأ اللي أعرفها ..
ما رديت ، أكتفيت اني أدفن وجهي برقبتها ، وأستنشق ريحة شعرها اللي أحبه ..

..

شددت على السواق ما يقول لأحد انه جابني للعيادة ..
نزلت على استعجال ، اضطريت اطلع من الجامعه بدري عشان أقدر أمر للعياده ..
دخلت المبنى ، واتجهت للطابق اللي فيه العياده ..
اشتقت جدا لهذا المكان .. كان من المحزن اني أجيه وما أقابل نورة كالعاده ..

وصلت لعيادة نورة .. حسيت بالخيبه لما حاولت أفتح الباب المؤدي للعيادة ولقيته مقفل ، رغم اني متوقعه هذا الشي..

رجعت ونزلت للطابق الارضي ، هو مبنى مكون من عدة طوابق وعيادات مختلفه .. كان مجمع
رحت للاستقبال ، أعطيتهم ورقه فيها رقمي
وطلبت منهم يعطونها لسكرتيرة نورة لو جت ..
قالت موظفة الاستقبال : العيادة تقفلت نهائياً ماراح تجي
قلت : أحتاج أتواصل مع السكرتيره اقدر اخذ رقمها ؟
ابتسمت وقالت تعتذر
: عذراً لكن هذي معلومات مانقدر نشاركها ..
أعتقد انها رحمتني لما شافت علامات الاحباط بينت على وجهي..
قالت : أعطيني الورقه و راح أوصلها لها اذا قدرت
أعطتني أمل شوي .. مديت لها الورقه ، شكرتها .. ولولا الحياء كنت ضميتها ..

إنتهى ، 4 الى 6 أجزاء بالكثير ونختم الرواية ..

سبأ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن