11

12.9K 535 193
                                    

.
.

كان احساس غريب ، كيف اني راح انام كم ساعه و لما أصحى جسمي راح ينقصه عضو..
ماكان يهم ، ما دام هالشي بيعطي حياة جديدة..

خلود و نورة ماكانوا يفهمون اللي أحس فيه ، إعتبروه ضرب من الجنون اني اتبرع له وانا ما اعرفه الا من قبل شهر ونص ..
قالوا مفروض موقفي يكون أقوى ، قالوا ما يحبك .. ماجاك الا لمصلحه..

لكن حتى لو كان زي مايقولون ، هذي حياة .. بعيد عن كل هالسخافات اللي ممكن يموت لو إهتميت لها ..
أعتبرته شي انساني ، بغض النظر عن كل شي

"راح أنام الحين ، و أول وجه أشوفه لما أصحى هو أكثر شخص يحبني"
قلت هالشي لنفسي .. قبل أتخدر بالكامل..

كان شي مستفز لما صحيت والممرضه بوجهي..
اختفت لثواني ثم رجعت مع الدكتور
ماصحيت بالكامل لحد الحين واحس جسمي يوجعني..
كان يتكلم كثير ، ما ركزت الا لما قال اني يومين و أطلع من المستشفى

طلع هو ودخلوا بعد فترة خلود و نورة و أمي..
تجاهلت تحمدهم لي بالسلامه وسألت
: وش صار على عبدالعزيز؟
قالت أمي : مثل الثور ما فيه شي
قربت لي نورة ، انحنت و مسحت على شعري
ثم قالت : لا تفكرين بشي ، هو بخير ..
: كويس
اتجهت انظاري لخلود اللي كانت واقفه بعيد من دخلت ..
قلت : شفيك ؟
ما انهيت كلمتي الا و وجهها انقلب ، ابتسمت لما شفتها بدأت تبكي..
مؤخراً لاحظت ان خلود ممكن اي شي يبكيها .. صدمتني مره لما بكت لأن صديقتها ماداومت من الانفلونزا..
فتحت لها يدي ابيها تجي بحضني ، جت .. لكن وقفتها نوره..
قالت : لا ، بيوجعها مكان العملية
هالشي خلا بكى خلود يزيد ، ضمتها نورة وحاولت تهديها..
اما انا ماقدرت اخفي ابتسامتي على الفكرة الغبيه اللي جت في بالي ، لما تخيلتهم شخص واحد .. راح يكونون الشخص المثالي بالنسبه لي ..

رجعت البيت مع خلود بعد ما طلعت من المستشفى .. قابلت جدي اللي استغرقني وقت طويل عشان أقنعه بهذا التبرع..
كنت فهمته انه أبو صديقتي .. وكان مثلهم ، ما وافق تماما لكن ماقدر يرفض..

وصلت الغرفه بمساعدة خلود .. الشي الايجابي اني ماراح اضطر اشوف احد ، مع اجازة اسبوع..
قالت خلود وساعدتني اتمدد على السرير
: مرتاحه كذا؟
: ايه
جلست جنبي ، ثم قالت
: ماودي اتكلم بهالشي وانتي بهالحالة ، لكن لازم نتكلم..
: ايش؟
: وش راح تسوين بموضوع امك؟
هزيت اكتافي : ايش اسوي؟ ماراح اسوي شي..
كانت بتنجلط : من جدك!
مارديت ، انتظرتها تقول الكلام اللي كررته نورة كثير..
قالت : سبأ انتي مستوعبه الموضوع؟
: خلود خلاص
بدأ يعلى صوتها : لا مو خلاص! .. وش هالبرود؟ ما أصدقك والله..
تأففت ، ومارديت عليها..
: اشرحي لي وجهة نظرك ، اشرحي لي وش اللي مخليك هاديه كذا ولا كأنه فيه شي!

مو برود! كل اللي أسويه اني انتظر .. على حسب اللي بيصير راح أتصرف..
بالنهايه الحقيقه وحده ، وماراح يتغير شي لو فضحت كل شي.. على العكس بيزيد الوضع سوء..
الشي الوحيد الي بيتغير ان اسمي بيكون سبأ عبدالعزيز .. بدل سبأ محمد..
انا استبعد جداً فكرة اني اتكلم ، راح تنفتح أبواب ممكن ماتتسكر أبد..
واحتمال أخسر جدي.. بيكرهني مثل أمي

خلود تظن اني هاديه ، لكن بداخلي أكثر من حرب ..
كلها كانت ضد نفسي..

رديت واستصعبت أشرح لها كل هالاشياء
: ولا شي .. أبي أنام
تنرفزت خلود، وطلعت من الغرفه بعد كم شتيمه كان لعبدالعزيز النصيب الاكبر منها ..

ما كنت أبي أنام ، لكني أبي ارسم ..
اشتقت أفقد ادراكي بالمحيط اللي حولي بمجرد ما أبدأ أرسم..

بعد ساعتين من الغرق بالالوان ، تركت لوحتي مو مكتمله.. بسبب الم عمليتي .. أعتقد لاني استمريت جالسه لساعتين..

لقيت رساله من نورة بعد ما رجعت لسريري .. كانت تسال اذا وصلنا البيت ، رديت عليها .. ظليت اتأمل الشاشه و أفكر بوضعي بين نورة و خلود

بغض النظر مين أحب أكثر ، خلود تتغلب على نورة بشيئين ..
لو أعترفت لها بمشاعري حتى لو كانت ماتبادلني اياها
راح تتقبل .. مو شي هي ترفضه ..
أما نورة ترفض هذي الفكرة ، وترفض اللي يفكرها أساساً ..

الشي الثاني أنا وخلود بنفس البيت ، وتعتبر أقرب..
بالرغم ان نورة قريبتي .. لكن مافي اي شي يساعد اني أعترف لها بمشاعري..
الشي الوحيد اللي يوقف بصف نورة ان علاقتنا قديمه..
و حبي لها أكبر من حبي لخلود..

أعتقد هذا الشي كافي انه يخليني أحاول اشيل خلود من عقلي..
يمكن تكون مشاعري لها مؤقته ، لانها جت بوقت أحتجت احد فيه..

نورة الاصل ، وأول حب ..حتى لو ظليت أحبها لحالي ..
كنت أحس بالعتب على نفسي لما خليت أحد يقتسم معها مشاعري لها ..

وهذا ابدا ما يعني اني ما املك مشاعر لخلود ، لكن لازم أقتل مشاعري هذي..

بعد اسبوع ..

رجعت اداوم ، خلال هالاسبوع ما سمعت اي خبر عن عبدالعزيز الا من نورة .. اللي قالت انه رجع لالمانيا عند أمها ..
الشي اللي خلا خلود تذكرني بانه لعب علي عند كل فرصة تلقاها ..

شفت أمي مرتين ، وبكل مره كانت تحاول ما تتكلم معي
يكفيني منها هذا الشي ، ما ابي اكثر من سكوتها..

فجر يوم الاثنين ، أرسلت لنورة رسالة .. كنت أسألها اذا جلساتي بتستمر او لا!
اتصلت علي ..
رديت ، سالتني عن حالي .. ثم قالت بتردد
: بخصوص جلساتك ، معاد بيكون فيه جلسات..
كنت باتكلم .. لكنها كملت كلامها
: بسافر لالمانيا عند أمي..
تأخرت ما رديت ، حسيت بالحزن بدا يتسلل لداخلي ..
قلت : متى بترجعين ؟
: بنتقل هناك لين ينتهي علاج امي
كانت وكأنها تقول ماراح أرجع ، بس بطريقة غير مباشرة .. امها من سنين تتعالج من السرطان هناك ..
كان شبه مستحيل رجوعهم ..
بالاصل نورة هنا عشاني ، الحين عرفت كل شي ..
معاد فيه سبب تجلس عشانه
قلت : نورة ، ليه ما رحتي لها من البدايه ؟
قالت : شغلي هنا ..
: بس شغلك ما انتهى! عندك مرضى..
سكتت .. تمنيت تقول اي شي ، سكوتها يوجعني..
قلت : كان شفقه؟ لما أصريتي على امي تجيبني لك!
: لا! كيف تفكرين كذا؟
: علميني طيب ، ليه خليتيها تجيبني لك؟
سكتت مره ثانيه .. سكوت خلاني أكتم بكاي..
قلت : كنت شغل صح؟ والحين انتهى وبتروحين..
استمر صمتها ، ماقدرت أكتم شهقتي اللي طلعت غصب عني..
قالت : سبأ تبكين؟
هالمره انا اللي مارديت ، سكرت المكالمه و انهرت..
استمرت اتصالاتها .. وظليت اتجاهل..

ما أذكر اني بكيت زي كذا ، حتى لما عرفت عن موضوع امي وعبدالعزيز مابكيت زي الحين..

كنت أحس بوجع بأطرافي وصدري ، شي بداخلي يرفض إنها تروح ..
كان الوجع الأكبر اني ما أقدر اصرح لها بهالشي..

إنتهى

سبأ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن