3

16.9K 614 154
                                    

.
.

يوم الأثنين أخيراً..
دخلت الجامعه الساعه ٩ .. قابلتني خلود ، من اللحظة اللي عرفت اننا بنفس الجامعة وهي لاصقه فيني كل يوم..
قالت : وش جابك؟ مو اليوم أوف!
: فيه مؤتمر بحضره ..
ضحكت : من جدك! احضري محاضراتك بالاول..
تجاهلتها ومشيت ، لحقتني ومشت معي..
: مؤتمر عن ايش؟
: مدري
وأنا فعلاً ما ادري ، كل اللي اعرفه انه مؤتمر لنوره..
عطتني نظرات خلتني ابتسم
قلت : ماعندك شي انتي؟ روحي كلاساتك ليه لاحقتني!
قالت وناظرت ساعتها : الساعه ١١ عندي، بحضر مؤتمرك معك..
مارديت ، وقفت عند الآله اشتري مويه .. لكنه تعلق فيها وماطاح..
كنت بتركه واروح ، لكن خلود عطت الاله رفسه استغربت كيف طلعت منها..
طاح ، وعطتني اياه ..
: شكراً ، سوبرمان..
رزت صدرها بفخر مع ابتسامه غبيه
مشينا و كنت مُنصت صبور لكلامها الكثير ..

لما وصلنا المسرح كان مليان تقريباً ، لكن المقاعد الاماميه والاخيره فاضيه..
كنت متجهه بجلس بأخر مكان ، وابعد مكان عن عيون نوره ..
لكن خلود سحبتني ، وجلستني معها قدام بالقوه..
انزعجت من هالشي ، وما فك عقدة حواجبي الا دخول نوره للمسرح..
القت السلام بابتسامه ، اخذت نظره على الحاظرين..
شافتني ، ابتسمت لي .. رديت لها الابتسامه بدون شعور..
ضربت خلود ذراعي : تعرفينها؟
هزيت راسي بايه بدون ما اناظرها ، مابي أفوت لحظه ماشوف فيها نوره..
قالت : تقرب لك؟
: لا
: اجل ايش؟ صديقتك!
قلت وابي اتخلص من اسئلتها الكثيره : دكتورتي..
: وش يعني!
بملل : يعني دكتورتي..
مسكت دقني ولفت وجهي لها : هي دكتوره نفسيه!
عبست باستياء : مو نفسيه ، نفسانيه!
: نفس الشي!
بعدت يدها عن دقني ورجعت اناظر نوره : لا ، يختلف
قامت و وقفت قدام كرسيي ..
قالت : سبأ ، ايش فيك!
تنرفزت منها : وخري! خل نسمع..
تكتفت : ماراح اتحرك لين تعلميني ليه هي دكتورتك!
قلت بقل صبر : بعلمك كل شي وعد ، بس لما يخلص المؤتمر..
رفعت اصبعها السبابه بوجهي : ترى قلتي وعد!
تاففت : ايه خلاص بعدي!
بعدت و جلست بكرسيها ، صارت هاديه بشكل غريب.. لكن ما اهتميت ، كل تركيزي كان على الكائن اللطيف الي قاعد يتكلم عن مرض التوحد..

انتظرت المسرح يفضى ، بعد ما انتهت نوره ..
ولما لقيت الفرصه سحبت خلود و صعدنا لنوره فوق المسرح..
سلمت عليها .. بادلتني السلام بابتسامه .. كانت تنتظرني اعرفها على خلود ، لكني ظليت اناظرها بغباء
بالاخير قالت و سألتني : مين الجميله؟
: خلود ، قريبتي..
سلمت على خلود ، ومازالت ابتسامتها على وجهها
: انا نوره ، صديقة سبأ

اخذ مني ثانيتين عشان أستوعب كلمة "صديقه" ..
كانت تفرِّح ، لانها تشوفني أكثر من مجرد مراجعه من مراجعينها
وكانت تحزن ، لاني أشوفها أكثر من مجرد صديقه..

اظن ان المحزن اكثر انها كانت مجرد كلمه قالتها بدون ماتتعمق في معانيها ، أنا الشخص الوحيد هنا اللي ياخذ كل كلمة بمحمل جدي أكثر مما تستحقه..

سبأ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن