.
.يوم الأثنين أخيراً..
دخلت الجامعه الساعه ٩ .. قابلتني خلود ، من اللحظة اللي عرفت اننا بنفس الجامعة وهي لاصقه فيني كل يوم..
قالت : وش جابك؟ مو اليوم أوف!
: فيه مؤتمر بحضره ..
ضحكت : من جدك! احضري محاضراتك بالاول..
تجاهلتها ومشيت ، لحقتني ومشت معي..
: مؤتمر عن ايش؟
: مدري
وأنا فعلاً ما ادري ، كل اللي اعرفه انه مؤتمر لنوره..
عطتني نظرات خلتني ابتسم
قلت : ماعندك شي انتي؟ روحي كلاساتك ليه لاحقتني!
قالت وناظرت ساعتها : الساعه ١١ عندي، بحضر مؤتمرك معك..
مارديت ، وقفت عند الآله اشتري مويه .. لكنه تعلق فيها وماطاح..
كنت بتركه واروح ، لكن خلود عطت الاله رفسه استغربت كيف طلعت منها..
طاح ، وعطتني اياه ..
: شكراً ، سوبرمان..
رزت صدرها بفخر مع ابتسامه غبيه
مشينا و كنت مُنصت صبور لكلامها الكثير ..لما وصلنا المسرح كان مليان تقريباً ، لكن المقاعد الاماميه والاخيره فاضيه..
كنت متجهه بجلس بأخر مكان ، وابعد مكان عن عيون نوره ..
لكن خلود سحبتني ، وجلستني معها قدام بالقوه..
انزعجت من هالشي ، وما فك عقدة حواجبي الا دخول نوره للمسرح..
القت السلام بابتسامه ، اخذت نظره على الحاظرين..
شافتني ، ابتسمت لي .. رديت لها الابتسامه بدون شعور..
ضربت خلود ذراعي : تعرفينها؟
هزيت راسي بايه بدون ما اناظرها ، مابي أفوت لحظه ماشوف فيها نوره..
قالت : تقرب لك؟
: لا
: اجل ايش؟ صديقتك!
قلت وابي اتخلص من اسئلتها الكثيره : دكتورتي..
: وش يعني!
بملل : يعني دكتورتي..
مسكت دقني ولفت وجهي لها : هي دكتوره نفسيه!
عبست باستياء : مو نفسيه ، نفسانيه!
: نفس الشي!
بعدت يدها عن دقني ورجعت اناظر نوره : لا ، يختلف
قامت و وقفت قدام كرسيي ..
قالت : سبأ ، ايش فيك!
تنرفزت منها : وخري! خل نسمع..
تكتفت : ماراح اتحرك لين تعلميني ليه هي دكتورتك!
قلت بقل صبر : بعلمك كل شي وعد ، بس لما يخلص المؤتمر..
رفعت اصبعها السبابه بوجهي : ترى قلتي وعد!
تاففت : ايه خلاص بعدي!
بعدت و جلست بكرسيها ، صارت هاديه بشكل غريب.. لكن ما اهتميت ، كل تركيزي كان على الكائن اللطيف الي قاعد يتكلم عن مرض التوحد..انتظرت المسرح يفضى ، بعد ما انتهت نوره ..
ولما لقيت الفرصه سحبت خلود و صعدنا لنوره فوق المسرح..
سلمت عليها .. بادلتني السلام بابتسامه .. كانت تنتظرني اعرفها على خلود ، لكني ظليت اناظرها بغباء
بالاخير قالت و سألتني : مين الجميله؟
: خلود ، قريبتي..
سلمت على خلود ، ومازالت ابتسامتها على وجهها
: انا نوره ، صديقة سبأاخذ مني ثانيتين عشان أستوعب كلمة "صديقه" ..
كانت تفرِّح ، لانها تشوفني أكثر من مجرد مراجعه من مراجعينها
وكانت تحزن ، لاني أشوفها أكثر من مجرد صديقه..اظن ان المحزن اكثر انها كانت مجرد كلمه قالتها بدون ماتتعمق في معانيها ، أنا الشخص الوحيد هنا اللي ياخذ كل كلمة بمحمل جدي أكثر مما تستحقه..
أنت تقرأ
سبأ
Spiritualلم تكن تتحدث فقط، كانت تشع وكل تلك الكلمات التي قالتها حينها أحسستها فوق جلدي دافئة ومضيئة .