2

21.7K 697 294
                                    

.
.

كنت تراجعت عن فكرة "استحالة وجود شخص كامل بالحياة" ، لما عرفت نوره ..
ظنيت ان نوره شي كامل ، متكامل وخالي من العيوب ..

لكن أعتقد اني الحين أخضع لهالفكره .. وبقوه .
نوره مو كامله ، نوره شخص مليان عيوب ..
عرفت هالشي لما عرفتها فعلياً ..

لكن عيوبها امتداد لجمالها .. مثل لوحه مو مكتمله .

او مثل نفسها لما تلبس الساعه باليمين ، لما تربط شعرها بعشوائيه بدون اي نظره للمرايه..
أو حتى لما تكون فيروز مغنيتها المفضلة..
نوره مو كامله..

او لما تصر على وجود مشكله بحياتي واني افكر في هالمشكله باستمرار ، بسبب سرحاني الطويل..
ماتعرف ان اللوم بالكامل عليها ، وعلى عطرها..

زي الحين مثلاً ، ظليت اتاملها وماحسيت بتعرق يديني من شد ضغطي عليها ..
ماحسيت الا لما قالت : وين وصلتي؟
حاولت اجمع نفسي لما قلت : معك
ابتسمت وسكرت مذكرتها : واضح جداً !
ابتسمت بوهقه وانا ما أعرف وش بقول حرفياً ..
: يلا سبأ علميني ، وش كنتي تفكرين فيه؟
حاولت أقول أي شي ، لكن الكلام تقريباً مستحيل يطلع ونوره معلقه عيونها بعيوني..

قامت من كرسيها الي كان بمقابلي ، وجلست جنبي..
فخذي تجمد لما حطت يدها عليه .. كنت أحس بالدم يمشي بعروقي لما حسيت ببرودة يدها تلامس فخذي من فوق ملابسي الخفيفه..

قالت بكل جهل عن تاثيرها علي : شفيك ترجفين؟
مالاحظت رجفة يدي الا من سؤالها ، ناظرتها وتمنيت انها ماتصر اجاوب .. لاني لو تكلمت بهاللحظه بينفضح كل شي..

مسحت على شعري ، وقالت بحنانها الي احبه
: شش ، مافي شي تخافين منه!
كان في بالي اقول ماخفت ، لكن راح اخسر لمسات يدها المتكرره على شعري..
استمر صمتي وسط حيرتها ..
لكن حسمت الامر لما وقفت وقالت : نحتاج نغير بعض الاشياء..
تعلقت عيوني على ظهرها لما اتجهت لمكتبها .. ايش التغيير الي تقصده؟
انشغلت بالاوراق الكثيره على مكتبها .. تتبعت يديها اللي تتحرك كثير ، وبالاخص اسوارتها .. اللي ما أعرف ايش تعني لها
كل اللي أعرفه انه محفورعليها تاريخ ، وما أعرف ايش قدسيته بالنسبه لها..

قالت بعد فتره : موعدك الجاي بعد اسبوعين .. مو الاثنين الجاي ، الي بعده..
وقفت وتقدمت لها
قلت بعد ماعقدت حواجبي بانزعاج : بس موعدي الاثنين الجاي!
قالت وعيونها باقي على اوراقها : أدري..
انها ماتبرر سبب تاجل الموعد كان سبب كافي انه يخلق بعقلي شوشره كبيره ، والف فكره و فكره ..
والاهم ، حيرتي بين السؤال او عدمه..
لكن تحاشياً لاسبوعين بيعذبني فيهم التفكير لو ماعرفت السبب قلت : ليه طيب؟
ابتسمت و ناظرتني أخيراً : تو أعرف ان مواعيدك تهمك لهالدرجه
تجاهلت رغبتي بشرح اهمية هالمواعيد عندي وقلت
: ابي اعرف ..
: عندي مؤتمر، راح اكون مشغولة..
هزيت راسي بالموافقه ، و داخلي يرفض هالشي تماماً..
تابعت كلامها : المؤتمر في جامعتك ، ياليت تحضرينه..
سمحت لنفسي ابتسم بفرح لما بعدت عيونها عني..
قلت بهدوء مناقض تماماً للحفله الي بداخلي
: طيب
فتحت لي باب المكتب ، طلعت منه وانا احس كل شي بالمكان يبتسم لي ، حتى الجمادات ..

سبأ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن