.
.خيم الجزع على قلب نورة.. بعد ما شافت سبأ تنتحر قدامها.. راميه نفسها للهاويه ، تاركه لها الأسواره و بؤس ما راح ينتهي أبداً ..
أقامت مأتم من هول الموقف ، بالقوه قدرت تمسك روحها ما تطلع و تلحق سبأ..
وقفت على رجولها بصعوبه كبيره ، ترنحت و تخبطت..
خُطفت منها روح ، و حياة و سبأ..تقدمت بخطوات ثقيله .. كانت تشيل فوق أكتافها دنيا كئيبه موحشه .. تركتها لها سبأ و راحت..
وصلت للشباك ، ناظرت للأسفل بعد ما جاهدت نفسها..
كانت ضربة الحياة القاضيه على كل بقايا قوتها .. اللي خلتها تفقد الوعي ، بعد ما شافت سبأ متمدده بالأرض.. حول رأسها بقعة دم كبيره ..
و كم شخص متجمعين عليها....
إستعادت وعيها بعد أقل من نص ساعه.. فتحت عيونها و لقت نفسها في كرسي داخل الغرفه اللي شهدت على فاجعتها..
قدامها ممرضه ، و شرطيين و مسعفين يشيلون جثة عبدالعزيز بعد ما تم تخطيط المكان.. على اعتبار انها جريمة قتل ، و الشاهد أو المتهم الوحيد نورة!فزت من مكانها بعد ما صحت بالكامل ، و تذكرت اللي صار.. ركضت للشباك ، على أمل انها تشوف سبأ واقفه و تلوح لها .. و ان كل اللي صار كابوس مزعج..
حطت يدها على فمها ، و رجعت لها نوبة البكاء..
بعد ما شافت سبأ اللي تم تغطيتها بقطعة قماش بُنيه ..
وكأنها تشوف هذا المنظر لأول مره..* تمت تبرئة نورة من الشكوك اللي دارت حولها بتهمة قتل عبدالعزيز ، تقفلت القضيه بعد وجود بصمات سبأ على السكين المستخدم بقتل عبدالعزيز.. تسجلت قتل وانتحار.. و كان الشاهد الوحيد نورة..
استعادت القدره على الكلام بعد شهرين من الحادثه .. ولكن ماقدرت تستعيد قدرتها على الحياة ، ماقدرت تتخطى اللي صار أبداً .. عاشت حياة بيضاء ، بلون الموت.. ما كان السواد ابداً لون الحزن.. كان البياض الصامت..
..
بوقت متأخر من نفس الليلة المشؤومه ، استقبل الجد اتصال ..
عزاه المتصل بموت سبأ بعد ما شرح له اللي صار..
ما جزع ، و ما هلع .. صَبَر صَبْر كبار السن..
و بكى بكاء الاطفال..
أنت تقرأ
سبأ
Spiritualلم تكن تتحدث فقط، كانت تشع وكل تلك الكلمات التي قالتها حينها أحسستها فوق جلدي دافئة ومضيئة .