6

14.2K 545 120
                                    

.
.

ثلاثة أيام على سفر جدي ، والازعاج اللي يصير بعد مايسافر في كل مره كان أسرع من ما توقعت..

تقلبت كثير بسريري بمحاولة أني انام .. لكن ازعاجهم اقوى مني..
قمت و ناظرتهم من الشباك ، كانوا بحديقة البيت ..
خالتي ريم و صديقاتها ، وبنات العايله موجودين .. وناس كثير .. من ضمنهم صديقات خلود ، و خلود اللي ماكلمتها من بعد ماتهاوشنا..

ما أعرف اذا كانت تنتظرني أراضيها او لا ، لكن اللي اعرفه اني ما أعرف أراضي أحد
لذلك ، بتنتظر كثير لو كانت تنتظرني ابادر ..

سمعت صوت جوالي .. أخذ مني دقيقتين عشان أطلعه من تحت فوضى الغرفة ..
كانت رساله على الواتس اب .. من رقم غريب!
مكتوب فيها
:أهلا سبأ ، أنا مشاعل صديقة خلود .. عرفتيني؟
رديت : ايه
ماكنت حابتها أبد ، كنت أنتظر تقول وش تبي عشان أعطيها بلوك..
قالت : انا في بيتكم! ما ودك تطلعين من غرفتك نشوفك شوي؟
رجعت للشباك ، دورتها بينهم لكن مالقيتها .. أتوقع انها بداخل البيت ..
قلت : لا ما ودي
عيب؟ ماعرف لكن مايهم ..
قرأت وتأخرت ماردت ، لكن بالنهاية قالت
: طيب ..
حذفت المحادثة وحطيت الجوال بجيبي ، كنت أتأمل خلود من الشباك..
كانت جالسه مع صديقاتها ..بعد ثواني شفت وحده جت وجلست جنبها .. ماكان مبين وجهها ..
لكنها كانت قريبه لخلود بزياده .. خمنت انها مشاعل
وتاكدت لما قامت وجابت لخلود مشروب..
ولما رجعت كانت أقرب لها من قبل .. وهالشي حرك فيني اشياء..

سكرت الشباك ، ما أبي اشوف أكثر
أعرف هذا الشعور ، غيره .. جربته لما نوره لمحت لي انها تحب شخص..
لكن ليه أحسه تجاه خلود؟ .. أفكار كثير تجمعت براسي بثانيه وحده..
لكن اللي أحسه كان أكبر من اني اجلس و افكر بس!

لقيت نفسي قدام خلود ، و مشاعل اللي لافه يدها على خصر خلود..
قالت مشاعل : أوه سبأ! ، نزلـ..
قاطعتها و وجهت كلامي لخلود
: تعالي شوي ..
قالت : ايش؟
: ابيك شوي!
: وش تبين؟
خلود تعرف اني اتوتر من الاسئله ، ليه تجبرني اتكلم اكثر؟
كنت احاول اوصل لها هالفكره لما حطيت عيني بعينها .. بدون ما أتكلم..
لكنها أصرت : وش تبين سبأ ؟
وش ابي؟ استوعبت أني جد ما أعرف وش ابي ، أو وش بقول!
حطيت نفسي بموقف جداً بايخ..
همست : ولا شي ..
لفيت عنهم و رحت ، مازلت أحترق من داخل .. مازلت ابي اقتل مشاعل.. لكن وش نسوي؟

قبل أوصل الدرج وقفني صوت مشاعل لما قالت
: مضايقتك انا في شي؟
لفيت لها لكن ما رديت
أردفت : علميني وش سويت ! تعرفيني من قبل؟
هزيت راسي ب لا..
قالت : أجل ايش!
قلت ولفيت بصعد : ولا شي.. انا كذا نفسية
: دقيقه!
مسكت يدي .. وهذا كان اول احتكاك لي بانسان من ثلاث ايام ، هالشي كان مبرر كافي للرجفه الي سرت بجسمي..

سحبت يدي منها بقوه لا اراديه خلتها تناظرني باستغراب أكبر ..
لفيت و ركضت لفوق .. وهالمره ماوقفتني..

غسلت يدي للمره الثالثه ، كنت احس بيدها على يدي للحين ..
أحس بكُره لها .. بدون سبب واضح ..
أو فيه سبب .. لكني احاول اتجاهله قبل يكبر فيني..

طلعت جوالي من جيبي ، لقيت رسالة جديدة من مشاعل
مكتوب فيها
: ما أعرف سبب خوفك مني ، لكن احس بفضول عشان أعرف ..
كتبت : مو خوف أبد..
: ايش يسمى؟
مارديت ، عطيتها بلوك ورميت جوالي ..

..

كنت في مكتب نوره صباح اليوم اللي بعده ..
اليوم يوم الاثنين ، موعدي مع نوره .. اشتقت جداً ..
لكنها تركتني لوحدي بمكتبها ، وقالت انها شوي وتجي..

ضيعت وقتي بدفتر وقلم كنت ارسم فيهم .. ماحسيت فيها لما دخلت
قالت وابتسمت : رسمه حلوه!
فاجأني وجودها شوي ، لكني ابتسمت لها ومارديت .. اخذت الورقه و حطتها بجيبها..
قالت : كيف حالك سبأ؟
: الحمدلله
: كيف حالك كله؟
كنت أحتاج هذا السؤال ، حكيت لها كل شي صار معي هالفتره .. من لما شفت مشاعل بالجامعه الى ليلة أمس ..
حكيت لها عن كرهي لمشاعل ، واني ما اعرف سببه ..
عن سفر جدي ، عن جود و منار وعن أمي ، فصلت لها كل شي..

أخذت نفس بعد ربع ساعه كلام ، تكلمت كثير وهذا شي غريب بالنسبه لي..
لكن حسيت أني أخف .. وان صدري صار فيه مساحه فاضيه..
ظلت نوره تكتب بمذكرتها ، وماردت على قصة حياتي اللي حكيتها من شوي.. وهالشي وترني
لكنها قالت بعد فتره
: فيه شي ما أعرفه عنك ؟
فاجأني سؤالها ، فيه أشياء ماتعرفها عني .. مو شيء
لكن ما أقدر أقول لها ! .. ما أعرف وش راح تكون نظرتها لي لما أحكي لها عن ميولي ، وميولي لها بالاخص..
سببي اني ما اعلمها اني ارسم هو ان كل رسومي هي!
وطبعاً مو شي طبيعي لما شخص غرفته مليانه بلوحات لك!

مشكلتي كانت أني ما أعرف أكذب عليها ..
صعب جداً الكذب قدام نوره ، والاصعب اني أعلمها الصدق ..
كل هذا دار في بالي بثواني قبل أقول
: أيوه فيه
ابتسمت : أوكِ..
وقفت و جلست جنبي ، كعادتها لما تبي تتكلم..
كنت أتوقع منها تسأل ايش مخبيه ، أو تحاول تعرف حتى..
لكنها بدأت تتكلم عن حالتي .. و كيف أقدر أتحسن وأترك انطوائيتي ..
كانت تبذل جهد كبير عشان تقنعني إن الاختلاط بالناس مهم ..
ماكانت تعرف اني مو انطوائيه .. أنا أعتبر نفسي أختلطت مع ألف شخص بمجرد جلستي الحين معها..

ختمت كلامها بـ
: اتصلي علي سبأ بأي وقت تحتاجيني ، ماله داعي ننتظر ليوم الاثنين .. وضروري جداً أعرف اذا امك تعرضت لك مره ثانيه!
: طيب
وقفت : تقدرين تروحين الحين .. اذا ماعندك شي تبين تقولينه ..
قلت بعد تردد : ليه ما سألتي أيش مخبيه؟
: لأن لو بتحكينه ما خبيتيه! ، بس أكيد لك اسبابك..

مسكت نفسي كثير بهالجلسه اني ما اضمها .. لكن الحين وبدون شعور لقيت نفسي بأحضانها ..
قلت : أحبك نورة ..

قاطع شعور السلام بداخلي دخول أمي للمكتب ..
كانت السكرتيره تحاول تمنعها تدخل ، لكنها دخلت

شفتها معصبه كثير ، لكن لاول مره أشوفها معصبه هالكثر..

إنتهى

سبأ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن