جزء من الماضي

94 2 0
                                    

الساعة 12 بعد منتصف الليل :

تخلل ضوء القمر الهافت لينير عتمة سماء لندن مدينة الأحلام  وتلك النجوم كألماسات صغيرة متناثرة علئ سجادة سوداء كثيفة

علئ سطح منزل هاري يجلس هاري ونينا بين الأغطية البيضاء باعشوائية  تضع رأسها علئ صدره لتستمع لموسيقئ دقات قلبه كا ألحان شجية تخترق مسامعها

مدينة لندن أجمع تظهر من هنا تلك الأضواء تلمع بالأسفل أن لمنظر جذاب حقا كالوحة فنية أنقرض راسمها منذ عصور

أمسكت يده بين يداها لتستشعر بانعومة أصابعه الطويلة تمسح علئ الخاتم الموجود في أصبعة الأوسط ثم تذكرت الصور الذي رأتها لهاري في جميعها يرتدي هذا الخاتم ولا ينزعه أبدا

رفعت أنظارها بعد أن كانت شارذة في الخاتم لتنظر لنجوم المبعثرة في السماء وأضافت 

"هاري هذا الخاتم أنك لا تخلعه ابدا منذ سنوات ف كل الصور التي رأيتك بها تضعه لماذا "

"لا أعلم انه يجلب لي الحظ ربما ولأنني كثير التعلق به ولا يمكنني خلعه "

"رائع أنا مثلك "

"لم افهمك حبيبتي "
أضاف بانبرة متسائلة

رفعت رأسها من صدره لتستقر عيناها علئ عيناه وتهمس

"أنت ايضا مثل هذا الخاتم بانسبة لي جلبت لي الحظ وتعلقت بك كثيرا ولايمكنني خلعك من قلبي مهما يحدث  "

همست بابتسامة واسعة وعينان تترقب تلك الخضراء أمامها أحاط خصرها بيداه وأحتضنها باقوة وأرجع رأسها علئ حضنه وهوا ينظر لسماء كان يود أن يخبرها أنه حتئ وأن كان قريب لها كل هذا القرب لا يزال شيئا مستحيلا كا الوصول  لتلك النجمة اللامعة في السماء

"نينا لما حلمك آن تصبحي طبيبة أعني لما قد تخليتي عن كل شي لتصبحي طبيبة ؟''

قال بعد دقائق من الصمت وسلسلة من التفكير لتبعد رأسها عن حضنه وتنظر لعيناه لدقيقة قبل أن تأخد نفس عميق محاولة آبتلاع غصة الماضي وجرحه العميق ولكن دون فائدة وكأنه بسؤاله هذا زحفت للماضي مرة أخرئ

أبتلعت باصعوبة وكأن قلبها توقف في حنجرتها لتضيف باصوت مرتجف

" عندما كنت طفلة كان والداي دوما يتشجاران بسبب أو بدون لم يمر يوم دون صراخ او ألم لم أعش يوما هادئا من قبل لم أكن كأي فتاة في سني لم أعش طفولتي ولا مراهقتي كانو دوما يفرضون علي تلك القيود الذي تشعرني بالأختناق
أحبس نفسي باغرفتي وأهلك نفسي بادراسة فحسب أنجح بأعلئ الدراجات لتظهرني أمي أمام الجميع علئ أني الفتاة المثالية التي لم تخطئ يوما
لم أمتلك الكثير من الأصدقاء سواء صديق واحد أعرفه منذ أن كنت با عمر السادسة 'سامي'  كان مخبئ وملجائي أهرب له عند حزني كان أخ لم تنجبه أمي لي .... عندما وصلت لسن الرابعة عشر منع أخي علئ رؤيته با حجة أنه لقد اصبح شاب بالسادسة عشر ولم نعد أطفالا لنلعب سويا ...كنت أستمد منه قوتي وأملي .....عندما منعوني من رؤيته حبست نفسي باغرفتي لأاني أعلم أنه لا أجد غيره سيصدقني ويقف بجانبي دائما  ثم بعد شهران وصلني خبر وفاته 
بامرض السل لم يستطيعو عائلته معالجته لأنهم كانو فقراء جدا و العلاج باهض الثمن كما أن الدولة بها خلل أمني ولم يستطيعو فعل شي لأنقاذ حياته ولم أستطع أيضا مساعدته ولكنني أقسمت حينها أأنني لن أجعل شيء يقف في طريقي لأصبح طبيبة وأساعد الكثيرين دون مقابل للحفاظ علئ حياتهم  "  تنفست باثقل وأضافت

" عندما هربت من المنزل وقفزت من نافذة غرفتي في تلك الليلة المظلمة والصاخبة أيضا  ..توسعت السماء في عيني وأمتلئت بالنجوم الساطعة لتنير لي الطريق  ... طريقي با خطئ اختارتها قدماي لأعيش وأسعئ خلف حلم قد يكون عقيم "

سردت له قصتها المؤلمة لتنزلق دمعتان من عيناه وتسرع لمسحهما بأناملها

" لم يعد الأمر محزن هاري انه فقط جزء من الماضي   لطالما علمت أن القدر يخبئ عني السعادة رافضا أعطائي أياها ولكنني عندما أحببتك علمت أن القدر أبتسم لي أخير  " أبتسمت أبتسامة حنونة ولطيفة جدا ليبتسم لها بالمقابل ويجذبها لحضنه

"أتعلمين أنك اقواء فتاة قد أقابلها يوما  "

" أعلم " قالت باغرور ليقهقه باخفة ويبداء باسرد حكاياته الظريفة ويراقب تعابير وجهها التي تتغير مع كل موقف وموضوع مختلف

ثم أحتد الأمر قليلا ليتشاجرو  باطفولية علئ بعض الفنانين

"ماذا تقول أيها الأجعد صحيح أنني لم أكن مهتمة باهذه الأمور ولا أعرفها حق المعرفة ولكنني أقسم أن تايلور سويفت هيا الأفضل "

قالت باعبوس لينظر لها ويعيد خصلات شعره للخلف باغضب

" لا ليست الأفضل أنما أديل هيا الأفضل "

"اللعنة " تذمرت باغضب ليبتسم ويقبل وجناتها ويسحبها لحضنه ليستلقيا علئ الأرض أغمضت عيناها براحة وأبتسامة مطمئنة ليدخلو الأثنان في سبات عميق بعد الساعة الخامسة والنصف صباحا

الساعة ال8 صباحا ..

أنبعثت خيوط الشمس البرتقالية علئ وجه نينا لتزعجها وتغلق عيناها باقوة وتغرس رأسها في صدر هاري وتمتمت بأنزعاج دقائق حتئ فتحت عيناها باكسل لتقابل وجهه الغير مبتسم !!

أنها المرة الأولئ التي لا تستيقظ بها علئ أبتسامته العذبة لمعت عيناها أسفل أشعة الشمس ليقترب وجهه من وجهها أكثر وضل يحدق داخل عيناها لتواني حتئ أصيبت بارعشة في أطراف جسدها...

" ما..ب.بك ؟" قالتها باثلعثم تحت نظراته التي تخترق عيناها الذهبية
كان يتأمل في لون عيناها العسلي رافت أهدابه وكأنه يود الأحتفاظ با هذا اللون داخل مخيلته وكأنه المرة الأخيرة التي سيراه بها عن قرب 

"صباح الخير هيا أنهضي لنفطر سويا " قال بعد أن وقف ليمد يده لها وتضع يدها داخل يده لتساعدها علئ الوقوف نهضت بتثاقل وكسل كا قطة صغيرة وهي تفرك عيناه باكسل وتمشي بجانبه با خطئ بطيئة

"اليوم هوا الحفل ستذهبين معي حسناا " قال دون أن ينظر لها وكانه يود الهروب من نظراتها الذي كان يخترقها قبل قليل

"حسنا "
.
.
.
.

وقال القلب أهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن