٠٠٢

5.3K 588 140
                                    

الفصل الثّاني


كانت لهُ أرجوحةٌ في الباحةِ الخلفيّةِ لمنزل جايهي.

حينما أصرّت ذاته صاحبةُ الثّمانِ سنواتٍ على والده لاِقتنائها، لم يكنُ هناك متسعٌ كافٍ في باحةِ منزل عائلةِ كيم، ما اِضطرهم إلى وضعها في الباحة المقابلة.

اِستذكر غضبه وعتابه الصّامت لوالديه.. لقد كانت أرجوحته، فلمَ تمّ وضعها في باحةِ منزل طفلٍ آخر؟

كان غاضبًا، لكنّ خوفه قد تغلّب عليه.. ماذا إن لم تسمح له تلك الفتاة المدلّلة باِستخدامها، متحجّجةً أنّها قابعةٌ في نطاقِها الخاصّ، ماذا إن اِبتزّته مقابل السّماح له بالتّأرجح، ماذا إن كانت باللّؤم الكافي لتحرمه كليًا من أرجوحته؟

لكنّ الفتاة المدلّلة كانت جايهي، وقد كانت جايهي ألطف فتاةٍ قابلها.

"أتذكرين حينما كنتِ تختبئين خلف تلك الشّجرةِ، وتراقبينني أتأرجح في باحة منزلكِ؟"
كان من المخيفِ سماع صوته فجأةً، صوته العميق المتحشرج..
قالت مغلقةً الباب، وعلى عكسِ اللّيلةِ الماضيةِ، كانت قد تلحّفت بوشاحٍ صوفيٍّ دافئٍ يحجب برد الخريفِ عنها: "ما الذي تفعله هنا باكرًا؟"

"اِستيقظتُ ولم أستطع العودة إلى النّوم."
رفع بصره عن عشبِ الأرض الرّطب نحوها، سائلاً إيّاها بصمتٍ عن وجهتها.
"لديّ قائمةُ أدويةٍ عليّ اِبتياعها من أجلِ يونهيونغ، إنّه مصابٌ بالزّكام."

شعر برغبةٍ في العودةِ إلى المنزل الدّافئ حينما سمع حديثها عن الزّكام، لكنّ رغبته في مرافقتها كانت أقوى، وما كان منه سوى الإستقامةِ من مقعد الأرجوحةِ الصّغير والتوجّه نحوها بخطًى مترنّحةٍ.
"سأرافقكِ."

"لا يبدو أنّك قد أخذتَ قسطًا كافيًا من النّوم."
"لم تجيبي على سؤالي."
دحرجت عينيها والسّخريةُ باديةٌ على ملامحها: "بالطّبع أتذكّر، لقد كنتُ أخشى من ألا تسمح لي بمشاركتك اللّعب، ولولا إصرار والدتي لما كنتُ قد وطأت أرض الباحة قطّ حينما كنتَ حاضرًا."

"أكنتُ مخيفًا؟"
تراجع بضع خطواتٍ نحو الخلف متسائلاً بصدمةٍ مزيّفةٍ.
كانت عيناها على وشك اِتخاذ الهلال شكلاً حينما كانت على مشارف الإبتسام، لكن شعرها المستسلم للرّيح سلبه الفرصة في رؤيتها.

"كنتَ طفلاً هادئًا، وقد كان ذلك غريبًا في نظري." أطلقت ضحكةً مكتومةً مردفةً: "لم أكن أعلم أنّك ستتحوّل إلى أصخب شخصٍ أعرفه."

"ليس ذنبي كون دائرة معارفكِ تتمحور حول المقدّسين للصّمت والهدوء!"
كانا يقتربان من الصيدليّة مع كل عبارةٍ تفرّ من شفاههما، لكن لم يبدُ عليه الإنتباه لقطعهما مسافةً العشر دقائق متبادلينِ أحاديث فارغةً.

كانت أحاديثهما ممتعةً ومهمّةً بقدر سخفها وفراغها.
تمنّى ألاّ يكون الوحيد الذي يفكّر على هذا النّحو.

"لقد كنتَ فتاي الصّاخب المميّز، لذا لا أعتقد أنّه يعتبر ذنبًا."
نبست بهمسٍ حينما دخلا الصّيدليّة.

نهاية الفصل الثّاني

cringeworthy yikes

جايتوبيا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن