٠٠٧

2.3K 348 116
                                    

الفصل السّابع

كان عمرُ تايهيونغ سبع سنواتٍ حين علم بوجود قبوٍ في المنزل، حينما كان عليه اِتخاذُ أرضه فراشًا.

كان عمرُ تايهيونغ إثنا عشرة سنةً حين تحتّم عليه اِرتداء قميصٍ ذي كمّين طويلين، في فصل الصّيف، لإخفاء الكدمات.

كان عمرُ تايهيونغ أربع عشرة سنةً حين علم، وتأكّد، أنّ والدته لن تستطيع حمايته، طالما أنّها لا تستطيع حماية نفسها، في المقام الأوّل.

كان عمرُ تايهيونغ ستّ عشرة سنةً حين لاحظ نظرات جايهي الدّائمة على الأوشحة التي يرتديها، وإن كان الجوّ دافئًا، حينما أدرك أنّها تعلم.

"سأحميكِ."
قال ونكث بوعده. وما اِنفكّت سنواته السّبعة عشر تحاسبه بحروفه المنكوثة.
كان جبانًا، ولم يستطع تغيير شيءٍ حيال تلك الحقيقة.

اِهتزّ نفَسه، محكمًا إغلاق الحقيبة.
مهما جال نظره حول الغرفةِ فلا عاطفةً تجذبه نحو جدرانها، والمِثل بالنّسبة للمنزل ككلٍ.
كان يشعر بالفراغ، وكأنّما قلبه قد صنع هوّةً داخل جوفه، تجري الرّيح فيها كيفما شاءت.

خُيّل له أنّ صفيرًا يصدر من الهُوّة، صفيرٌ ينبئه بعدد الأيّام التي تبقّت له وهو ينعم بالقدرة على الشّعور.
بدا له أنّه مع كلّ يومٍ يطوي نفسه بعيدًا، مشاعره هي الأخرى تندثر وتضمحلّ، تاركةً الفراغ الذي لا يلبث أن يتضخّم ويتضخّم، حتّى يلتهم حياته.

كان من المفترض أن يكون برفقة جايهي، وهما يتمرّغان في الطّين محاولين اِتبّاع الأوامر الصّادرة، مرتديًا كلٌّ منهما الزيّ الموحّد الأزرق.

لكنّه قد كان في غرفته، وهي، غالبًا، في غرفتها.
بعدما سرّحته شفقتها عليه من البرنامج اليوميّ المرهق.

كان محرجًا من نفسه، لكنّ الغضب قد اِستولى على الجزء الأعظم من تفكيره.
غضب لأنّه لم يدافع عن نفسه ليلتها، لأنّه لم يخفي الكدمات جيدًا، لأنّه لم يستطع منع تأوّهات ألمه.

"ما من داعٍ لتجبر نفسك على شيءٍ مالم يرِحك، من أجلي."
قالت، ولابدّ أنّها قد شعرت بالرّاحة لأنّها قد أزاحت حِمل القلق عليه عن كتفيها، لينتقل الحمل إلى كتفيه عوضًا عن ذلك.

كان قد خيّب آمال والدته أوّلاً، والآن قد خيّب آمال جايهي.
خمّن يتهكّمٍ إن كان جيمين هو التّالي، أم جونغكوك.

أراد الشّعور بالغضب من والده كما كان يشعر بالغضب من نفسه، ولو لمرّةٍ.

نهاية الفصل السّابع

جايتوبيا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن