٠٠٨

2.6K 351 171
                                    

الفصل الثّامن

كانت المدينة على مشارف التّرحيب بفصل الرّبيع، لحسن حظ تايهيونغ، ولسوء حظّ جايهي.

أصرّت جايهي على تخصيص يوم الإثنين، الذي بدا وكأنّه آخر أيّام الثّلج، لتمجيد الشّتاء، لا مع أحدٍ غير تايهيونغ.

بعد عودتهما من المدرسة، أجبرته على اِرتداء إحدى كنزاتها الصّوفية كبيرة الحجم، ذات لونٍ أزرق صارخ، والمكوث على مقربةٍ خطيرةٍ من المدفأةِ، مع كأسٍ مُلئ حتّى بكرة أبيه بشراب الكاكاو الدّافئ.

"بما أنّ اليوم هو آخر يومٍ للثّلج، كما قد قلتِ، لمَ لا نخرج عوض البقاء هنا كالدّجاج؟"
سأل وقد لطّخ الشّراب ما فوق شفته العلويّة من بشرةٍ.
لم يبدُ عليه الإنتباه، ما جعل جايهي تتولّى الأمر بإبهامها قائلةً: "لا أريد الخروج."

"أمركِ غريبٌ." اِرتشف مجددًا من كأسه، وأردف: "بالمناسبة، لقد أنهيتُ ذلك الكتاب، كتاب غاس وهايزل."
"يا إلهي! كيف كان شعورك حين أنهيته؟ كم من ساعةٍ بكيتَ بعد إنهائه؟!"
"صفر."
"من غير الممكن أنّك جادٌّ!"

اِفترّ تايهيونغ عن اِبتسامةٍ متهكّمةٍ حادجًا ملامحها المكفهرّة بنظره، لم تكن تصدقّه، فهي من قد أوصته بقراءةِ الكتاب ودموعها عليه لم تجفّ بعد.

"بحقّك، ألم تبكي مع هايزل؟"
"كلاّ، لقد تأثّرت لكنّني لم أبكِ." رافعًا كأسه في نصرٍ قال، آملاً ألاّ يصل إحباط جايهي إلى رمي كأسها الخاصّ عليه. لم يكن ذلك مستحيلاً.

"يالقساوةِ قلوبكم أنتم الفتيان."
"لا علاقة للأمر بجنسي، كلّ ما في الأمر أنّ الرّواية لم تؤثّر فيّ بما يكفي لأذرف دموعي عليها." بنبرةٍ جادةٍ قال، في خلافٍ تامٍ لملامحه المرحة.

لم تُرد جايهي إخباره أنّها قد اِشتاقت لملامحه تلك.

"كفاكَ حديثًا عنها، لا أريدك أن تغيّر نظرتي نحوها."
تساءل تايهيونغ عن اِحتمال تغيّر نظرة جايهي اِتجاه أمرٍ ما، بمجرّد إبداء رأيٍ مخالفٍ فيما يخصّه.
ووجد أن الإحتمال ضئيلٌ.

كانت فتاةً متشبّثةً بآرائها حق التّشبّث، حدّ اِعتراف تايهيونغ بذلك والإعجاب به.
لكنّ تعلّقها بما تراه صائبًا كان يصل في بعض الأحيان إلى العناد، ولم ينكر تايهيونغ أنّه قد ينزعج بسببه.

كانت جايهي مشكالاً ممّا يحبّه ويكرهه، ومحبّتها ككلٍ أجبرته على حبّ ما يكرهه.
كان ذلك منطقيًا، حسبما خمّن.

"هيونغ، أنت هنا!"
جاء صوتٌ فتيٌّ من خلفهما، لم يحتاجا للإلتفات لمعرفة صاحبه.

"كيف حال فتاي الصّغير؟" هتفَ تايهيونغ للذي قد تخلّى عن جهازه اللّوحي قاذفًا إيّاه على الأريكة، ومقتربًا من الثّنائي، متربّعًا بينهما.

"بخير! لم أركَ منذ مدّةٍ، أين كنت؟ لابدّ أنّك قد اِرتحت من وجه جايهي المزعج!"
لم تكن عبارة يونهيونغ مهينةً بقدر ما كانت لطيفة، لتسارع جايهي بوضع كأسها على الأرض وقرص وجنتيه بقوةٍ كافيةٍ لتخليف علاماتٍ محمرّةٍ.

تخلّلت ضحكة تايهيونغ حروفه حينما قال، مبعثرًا شعر الأصغر جاذبًا إيّاه نحوه: "لديّ بعض الأعمال في المنزل، وأجل، معك حقٌ.. أشعر بأنّه عليّ أخذ نقاهةٍ أطول بعيدًا عن شقيقتك!"

"إذًا، كيف حال جونغكوك هيونغ؟"
"إنّه بخيرٍ، لابدّ أنّه مشغولٌ بالدراسة، إنّها سنته الأولى في الثانوية كما تعلم."

همهم يونهيونغ مداعبًا أصابعه، مسهبًا نظره في العدم.
في حين راحت جايهي تحدّق بتايهيونغ في شكٍّ: "أحقًا ما قلته توًا؟ أتريد الإبتعاد عن أفضل صديقةٍ بالإمكان الحصول عليها؟"

واِكتفى تايهيونغ بالإبتسام.

نهاية الفصل الثّامن

أنا مو أنا إذا ما ذكرت جونغكوك ☻💛.

لتوضيح إلتباس الفصل السابق، تايهيونغ يتعرض للتعنيف من قبل والده السكّير.

جايتوبيا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن