٠٠٦

2.8K 389 160
                                    

الفصل السّادس

اِرتأى تايهيونغ أنّ اِرتداء قميصٍ أبيضَ تحت المعطفِ هو أنسبُ خيارٍ، على الأقلّ إلى حينِ يتسلّم لباسَ النّادي الموحّد.

لكن في نهايةِ اليوم، كان قميصه قد اِتخذ من الطّين والعشب لونًا، بعدما علم أنّه عليهما قضاء أوّل أسبوعٍ وهما يمارسان نشاطاتِ النّادي بما تيسّر لهما من ثيابٍ لن يباليا بتمرّغها في الأرض.

"لا أصدّق، جايهي.. لا أصدّق أنّني أقوم بهذا."

كان الطّريق مظلمًا، في ليلةٍ باردةٍ كحلاء، كاللّيلةِ التي قضتها جايهي باحثةً عن أكاديميّة..
غير منتبهٍ لردّها، أخذ ينهر نفسه بصمتٍ لإقتراح مشاهدتها للفيلم السّخيف الذي قد كان نقطة بدايةٍ لكلّ ما يحدث، وإنتقل حديثه الأخرس من توبيخٍ ذاتيٍّ إلى تمنّي عدم إنتاج الفيلم في المقام الأوّل.

"لقد كان هذا رائعًا! لم أعِش في حياتي حماسًا مشابهًا! أعني.. بحقّك تاي، إنّ هذا أفضل ما قد حدث لي بعد رحلةِ جيجو."

وقد كان السبب في عدمِ مقدرتهِ على رفضٍ أيٍ كان ما قد تتفوّه به؛ جايهي لم تكن من النّوع المغامر، ولا المُخاطر، ولم ترُقه فكرةُ أنّه سيقابلها بالرّفض حينما تتجرّأ وتطلب منه أمرًا.. فقد كان صديقها، ولهذا وُجد الأصدقاء.

هزّ تايهيونغ رأسه بشكلٍ متقطّعٍ مُشوّشٍ حينما شعر بقطرةٍ باردةٍ تحطّ على جسر أنفه.
محدّقًا بالسّماء، لمح أخيرًا الغيوم الدّاكنةَ، المُتمردة على جزءٍ من القمرِ. تبعت القطرةَ أُخرى، وغيرها العديد، ليشيح بنظره نحو جايهي..

كانت لا تزالُ تتحدّث، بالرّغم من اِبتلاعها لبعض القطرات.

كانت ترتدي معطفًا أسودًا ثقيلاً ليحميها من البرد، لكنّ رأسها كان عرضةً لمياه الأمطار، لاسيّما بعد ملاحظةِ تايهيونغ لعدم وجودِ قلنسوّةٍ متصلةٍ به.
حاول منع نفسه من التنهّد موجّهًا يده نحو رأسه، خالعًا القبّعة التي حافظت على جفاف شعره متمتمًا: "الأمور التي عليّ فعلها من أجلكِ.."

"لا عليك، لقد شارفنا على الوصول!"
قالت جايهي حينما رأت القبّعة على يده عوض رأسه، لكنّ قطرات المطر التي قد أخذت تجري على طولِ خطّ رقبتها وصولاً إلى عظام ترقوتها أنبأت بعكسِ ذلك.

اِبتسم تايهيونغ فيما بدا كخطٍّ رفيعٍ قبل أن يتولّى وضع القبّعة الصّوفية على رأسها: "أنتِ تقولين هذا الآن، لكن حينما تصابين بالزّكام سوف تلومينني، صدّقيني."

"ثمّ ألا تلاحظين، لقد اِعتدتِ على الكسل والإهمال، لن أكون متواجدًا بجانبكِ دومًا كي أقدّم قبعتي لكِ وأُلبسكِ إيّاها."

همهمت موافقةً حارصةً على تعديل وضعيةِ القبعة: "صحيح، لكنّني ألقي اللّوم عليك في هذا الأمر."

اِفترّت شفتاه عن اِبتسامةٍ متهكّمةٍ، مفضّلاً إفساح المجال للصّمت، على الأقلّ إلى حين يبلغا منزل جايهي، عندما صدح صوتٌ ما في رأسه، مُذكّرًا إيّاه بما وجب عليه التأكدّ منه منذ الصّباح.

"هل أخبرتِ والدتكِ بأمر الأكاديمية، أو النّادي أو أيًا كان؟"
"كلاّ، لقد أخبرتها أنّني سأرافقك إلى المكتبة لنذاكر حتّى السّاعة السّابعة."
"لكنّها الثّامنة.."

"أعتقد أنّها تنتظرنا أمام باب المنزل الآن، عليك تحضير عذرٍ جيّدٍ."
وأراد كره اِبتسامتها المستمعةِ بتعبيره الفارغ، لكنّه لم يستطع.

نهاية الفصل السّادس

شعوركم وأنتم تقرأون فصل طول وعرض لا محل له من الاعراب؟

جايتوبيا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن