الفصل الثّامن عشر
لمحَ المبنى من بعيدٍ. وبالرّغم من الأضواء التي ضايقت عينيهِ، ندحَهما وحدج ما تعبّد أمامه من جادّةٍ.
لم يكُن بالبعدِ المُنفِر، فقرّر التريّض نحوه.ردمَ يديه في جيبيّ سترته، ونفث نفّسًا دافئًا داخل ياقتها، على البشرة، ما بين صدره ومَرادهِ.
لم يكُن يشعر بالبرد حينما كان في منزل مين، برفقة الجدّة، عكسَ حاله الآن.. وقد دلَّ ذلكَ على الكثيرِ، بيد أنّه قد حاول عدمَ الإنصاتِ."عذرًا، سيّدي!"
كان صوت شابٍ الذي ناداه، ويد شابٍ التي حطّت على كتفه، لكنّه عندما اِلتفت رأى ثنائيًا.
لعلّه، حينها، أدرك جزءًا من وحدته، ولم يستطِع إنكار الأمر."أعتذر إن أزعجتك، أنا وشقيقتي نتجوّل في المدينةِ لأوّل مرّةٍ، وسنكون شاكرَين إن اِلتقطتَ صورةً من أجلنا أمام الجسر."
حماس نبرته كادَ يصيبُ تايهيونغ بالصّداعِ، لكنّه قد أدفأ قلبه في آنٍ.لذا، حينما تموضع الشّابان بجانب حافّةِ الجسرِ، بعيدًا عن السّيارات، مبتسِمين، اِفترَّ هو الآخر عن اِبتسامةٍ.
لابدّ أنّ اِمتلاكَ شقيقٍ أمرٌ لطيفٌ. خمّن وهو يناول الشّاب هاتفه، ويمرّ في حال سبيله.
اِعتاد اِعتبارَ أصدقاءه الثّلاثة أشقاءً له، لكنّ الأمر قد اِختلف بالنّسبةِ لجايهي.
كانت مشاعره في أغلب الأحيانِ غريبةً اِتجاهها، مشوّشةً، وصعبَ اِستيعابها.. لعلّه، ذات مرّةٍ، قد رأى فيها أكثر ممّا يرى في الصّديق.. لكنّه قد اِكتفى بذلك.
كان سعيدًا بما قد عاشه معها، ولم ينوِ تغيير شيءٍ."في أغلبِ الأحيان، عندما تتمنّى أمرًا، يحدث ما يخالفه.. لكنّني، حقًا، أتمنّى أن نظلّ أصدقاءً إلى الأبد، أو على الأقلّ إلى حين تتوفّى."
قالت جايهي المبتسمة، الضّاحكة، المسرورة، في اليوم الذي يسبق عيد ميلادها.
كانت تعلم بأمر هديته، التي حاول إبقاءها سرًّا، وكانت تعلم، أيضًا، أنّه سيموت قبلها، ومتأكّدةً من ذلك.
أنت تقرأ
جايتوبيا
Fanfictionحين يتعيّن على كيم تايهيونغ تحمّل أفعالِ سونغ جايهي السّخيفة بسبب فيلمٍ كرتونيّ خياليّ.