الفصل الثّاني عشر"لقد كنتُ معجبةً بجونغكوك."
"أتمزحين؟"كان رحيلُ تايهيونغ محزنًا، تغيّرًا مأساويًا، جذريًا.. لم يكن بإمكان جايهي إنكار ذلك.
لكن في ظلّ وحدتها بدونه، كان بإستطاعتها إيجاد جزءٍ إيجابيٍّ ضئيلٍ.كانا قد عادا لإتّصالاتهما اللّيليّة الطّويلة، والتي أمست أطول، وأهمّ لكليهما.
"لقد كان ذلك قبل أن أعرف عمره، كنتُ أعتقد أنّه أكبر منّا.. كما تعلم، لقد كان ناضجًا نوعًا ما."
"لكنّ هذا لا يُعتبر عذرًا! أنتِ، حرفيًا، قد أعجبتِ بطفلٍ!" جاءها صوت تايهيونغ الهامسِ، والحامل لحماسٍ مريبٍ في آنٍ.
كانت تعلم مسبقًا أنّ جدّته لا تحتملّ الأصوات العالية، وحقيقة أنّ جدران منزلها رقيقة، كما أخبرها، جعلها تتفهّم صراخه الذي يتحوّل إلى همسٍ متحمّسٍ فجأةً، وإن كانت السّاعة لم تتجاوز الثّامنة مساءً."إنّ هذا الطّفل أنضجُ منك بعقودٍ، ثمّ لقد كنتُ طفلةً كذلك! لا يفصلنا سوى عامان!"
"لا تحاولي التّبرير، لقد خاب ظنّي بكِ."
وقد كانت ممتنّةً، ممتنّةً للغاية، لأنّه بالرّغم من الفراغ الذي يلتهمها نهارًا بطوله، كانت محادثاته تملأ قلبها بما قد فقده، ولو كان حيزًا بسيطًا.
على الأقلّ كان صوته، رغم حرصه على عدم رفعه، يظهر اِرتياحًا عميقًا.. كانت ممتنّةً من أجل ذلك كذلك."أخبريني عن الصفّ بدوني."
"إنّه رائعٌ."
"لا تقلقي، ستجدين تايهيونغ آخر يؤنسكِ."
"إيّاكَ وإيجاد جايهي أخرى، سألاحقكَ في كوابيسك!"
"سأفعل، وسأخبرها أنّها أولّ جايهي في حياتي."تمثّل ردّها في ضحكةٍ عاليةٍ، ولم يرِد تايهيونغ الإعتراف بأنّه قد اِشتاق لرؤيةِ الخطوط التي تظهر عادةً على وجهها حين تضحك، الخطوط التي لطالما أصرّت أنّها غمّازات، وإن لم تكُن كذلك.
فحينها، سيكون عليه الإعتراف بحنينه للحيّ، حنينه للباحة والأرجوحة، وحنينه للمنزل."لم أخبركَ من قبل، لكنّ محادثتكَ عبر الهاتف أفضل، إنّها مريحة."
"كيف؟"
"بإمكاني إخباركَ بأمورٍ محرجةٍ، غبيّةٍ، صادمةٍ ربمّا؟ دون رؤيةِ ردّة فعلك، وهذا أمرٌ رائع!"
"كقصّةِ جونغكوك؟" مبتسمًا قال، متعمّدًا إطالةِ نطق إسم صديقه.
"إخرس! من الجيّد أنّك قد اِنتقلت، لا أدري كيف سأقابلك بعد هذا الإحراج!"لقد اِنتقل، ذكّر نفسه مجددًا.
لم يكن الإنتقال سهلاً، ولا التّأقلم قد يكون.. لكنّه قد أيقن، أنّه وكما تأقلم مع تقلّبات والده المفاجأة، سيتأقلم مع حياته الجديدة، وتذمّرات جدّته."ألن تعود.. قطّ؟"
"بلى، سأزور جيمين وجونغكوك." أجاب، مداعبًا لحاف السّرير الزّهري.
كان أصغر من سريره القديم، ولم يكُن ثابتًا، يصدر صوتًا كلّما حطّ ثقلٌ عليه.. لكنّ تايهيونغ لم يبالِ، لعلّه قد يصلحه في اليوم الموالي، ويغيّر لحاف جدّته بخاصّته، فقط كي يشعر أنّه سريره حقًا."همم؟"
"وبقيّةِ الرّفاق كذلك، لابدّ أنّني سأشتاق إليهم بعد يومين."
"أنتَ أحمق."
"لمَ؟ عليكِ إخباري أنّكِ تشتاقين إليّ فحسب، وحينها سأنصب خيمةً بجانب منزلكِ! ليست بالكلمةِ الصّعبة!"
"ليلةً سعيدةً!"لم يصدّق تايهيونغ أنّها قد أغلقت الخطّ بالفعل، لكنّ ملامحه المتفاجئة قد استُبدلت بأخرى، أقلّ تعبيرًا، أعظم راحةً، مع اِبتسامةٍ صغيرةٍ، حين قرأ رسالتها.
لن أشتاقَ لكَ قطّ! إنّ سيؤول أفضل بكثيرٍ بدونك، إبقَ في دايغو ولا تزُر سوى أصدقاءك!
في النّهاية، خمّن أنّها لطيفةٌ، لطيفةٌ بشكلٍ عدوانيٍّ قليلاً.
نهاية الفصل الثّاني عشر
أنت تقرأ
جايتوبيا
Fiksi Penggemarحين يتعيّن على كيم تايهيونغ تحمّل أفعالِ سونغ جايهي السّخيفة بسبب فيلمٍ كرتونيّ خياليّ.