٠٠٥

3.3K 425 133
                                    




الفصل الخامس

"أنا في حاجةٍ ماسّةٍ إلى أمنيةٍ واحدةٍ." اِستلّت نفَسًا عميقًا، محيطةً على عجلةٍ صفحاتِ الكتاب ببصرها: "لأُحقّق ما تبقّى من أمنياتي!"

اِفترّ تايهيونغ بتوتّر حادجًا أعيُن النّاس الفضوليّة بنظره. كان من النّادرِ رؤيتها في صورتها المتحمّسةِ الصّاخبة البعيدةِ عن ذاتها الهادئة الخامدة، على الأقلّ في الأماكن العامة، وقد كان من الغريب كونها، هي؛ سونغ جايهي، محطّ الأنظار، لا هو؛ كيم تايهيونغ.
"مع الأسف، إنّ العالم ليس مصنعًا لتحقيقٍ الأمنيات."

راقب بإبتسامةٍ تقطيبها لحاجبيها وتردّدها في ضربِ كتفه بالكتاب القابع بين يديها، قبل أن تبادله ذات الإبتسامةِ منبرةً: "أنت، لا تستخدم كلمات غاس ضدّي! لم تخبرني أنّك قد شرعت في قراءة الكتاب!"

أحاط غلاف الكتاب بأصابعه محررًا إيّاه من قبضتها، حارصا على إعادته إلى مكانه الأصليّ. قبل أن يدفعها بخفّةٍ حاثًا إيّاها على التقدّم نحو باب المخرج: "هيّا، علينا الذّهاب.. وأجل، لقد شرعتُ في قراءته حتّى أنّني موشكٌ على إنهائه."

"تمهّل، أودّ اِقتناء هذا الكتاب!"
"سوف أحرص على إقتنائه من أجلكِ في عيد ميلادكِ، هيّا بنا الآن."
أطلقت جايهي زفيرًا ممتعضًا ما إن لامست رقائق الثّلج بشرة وجهها الدّافئة، بعد دفعةٍ أخيرةٍ من تايهيونغ جعلتها خارج متجر الكُتب.. لعلّها قد أحبّت الثّلج، لكنّها حتمًا لم تخطط للإصابة بنزلةِ بردٍ.

"أتمنّى ألاّ يكون هذا عذرًا لحظيًا." لمحت يده وهو يشير إليها برفع الوشاح وحمايةِ وجهها، لكنّها قد رفعت حاجبها مدّعيةً التساؤل، منتظرةً إيّاه ليقوم بذلك من أجلها.
لم يكن هناك ما هو أفضل من الإهتمام النّابع من تايهيونغ.

"ما الأمر المهمّ، الرّائع، الأسطوري الذي طلبتِ رؤيتي من أجله؟" مربّتًا على رأسها سأل، بينما لم يبالِ بتعديلِ وضع وشاحه الخاص.
"من الجيّد أنّك قد تذكّرت، فلتخمّن!"

"بحقّكِ، جايهي.." تمتم متخذًا الأرض البيضاء مضجعًا لبصره، مخمّنًا في كلّ ما توصل إليه عقله من اِحتمالاتٍ.
"هل اِكتشفتِ أخيرًا أن وهمَ الشرطيةِ جودي هو في الحقيقة.. وهم!"

"يا لك من أخرقٍ تايهيونغ.. وكلاً، بل العكس تمامًا، لقد بدأت أرى خطواتي الأولى نحو حلمي." نبست حاثّةً خُطاها بين السّيارات، مستشعرةً دفء جسده خلفها.
"من فضلكِ، حاولي تسهيل الأمر عليّ، لديّ العديد من الأعمال التي تنتظرني في المنزل!"

كانت تحبّ صوت تايهيونغ المتذمّر.
لم يكن قطّ كأيّ صوتٍ سمعته من قبل.. متأرجحًا بين العمق المظلم والطّفوليّة المشرقة، كالثّلج تحت خطواتها والشمس فوق دربها.
ولعلّها إن لم تلحظ بعض الجدّية في حديثه لكانت قد تابعت ممطالتها.

"حسنًا، لقد قمتُ بالتّسجيلِ في نادٍ للشّرطة." اِلتفتت مقابلةً إيّاه مجيبةً على تساؤلات ملامحه: "إنّه كالأكاديمية، لكنّه ليس أكاديمية! أعني.. إنّه شرعيٌّ ويقبل بمن هم دون الثّامنة عشرة.. إنّه كأكاديميّةٍ مصغّرةٍ بسيطة، علينا الذّهاب كل صباحٍ ومساءٍ فحسب!"

"هذا.. رائعٌ كما أعتقد، لكن.. علينا؟"
"لقد.. قمتُ بتسجيلك معي."

نهاية الفصل الخامس

لمن لم يفهم؛ عبارة تاي هي إقتباس لشخصية أغسطس\غاس من كتاب العيب في نجومنا\ما تخبئه لنا النجوم 💫

جايتوبيا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن