٠٠٩

2.3K 349 107
                                    

الفصل التّاسع

كان يوم أحدٍ، وقد وجدت نفسها محدّقةً بالسّقف، مستلقيةً على المساحة الشّاغرةِ من سريرها، بعيدًا عن كتبها.

لم ترَ تايهيونغ منذ ما يقارب الثلاثة أيامٍ، بقرارٍ كلّيٍّ منها.

بالرّغم من عدم رغبتها في الإعتراف، لكن كلمات شقيقها قد حفرت نفسها عميقًا، عميقًا، داخل عقلها.

ولم تستطع منع ذهنها من التجوّل بين صفحاتِ الماضي، وقد وجدت تايهيونغ في كلّ جزئيّةٍ وصفحةٍ، بل ويكاد يستحوذ على كلّ سطرٍ.

سُعِدت بالأمر، لكنّها لم تكن متأكّدةً ما إذا كان ذاتُ الشّعور يراوده.

كانت، وبقدر رغبتها في الإنكار، تكبّل تايهيونغ، تقنيًا حسب منظورها، عن فعل أيّ شي عدا تتبّعها.
كانت، وبطريقةٍ ما، تحجب العالم عنه، وتسلبه حريّته، التي لم يجرأ على المطالبة بها، لسببٍ جهلته.

ما أكدّ وجهةَ نظرها هو عدم معاودته الإتصال منذ ليلة الجمعة، حينما سألها عن سبب إختفائها عن الأنظار ليومٍ كاملٍ، قبل أن تجيبه بكذبةٍ بيضاء.
"لقد كنتُ في منزلِ سومين!"

وبالرّغم من إرساله رسالةً كلّ ليلةٍ، يتمنّى فيها ليلةً سعيدةً من أجلها، لم تغيّر من رأيها.

تساءلت متى كانت آخر مرّةٍ قد تسكّع رفقةَ أصدقائه.
لتعود باستنتاجٍ أخيرٍ مؤكّدٍ؛ جايهي كانت كالسّياج الفاصل بين تايهيونغ والحياة الفعلية.

وقد خطّطت لإنتشال ذلك السّياج.

مستلّةً نفسًا ملأ رئتيها، اِستقامت جاذبةً حاسوبها النّقال نحو حضنها.
كانت جاهزةً لقضاء إجازتها بين إعلانات الأفلام وقصص المراهقين إن كان ذلك في صالح حياة تايهيونغ الإجتماعية.

وقد كان أوّل خيارٍ صدح صداه في ذهنها؛ زوتوبيا!

نهاية الفصل التّاسع

جايتوبيا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن