"الحــــظ لـــو ضحـــــــــــــــك ..
للأســـــــــــــــف مـــا عــــمني ..
مـا عمني غير بعذابــي والنــحيب"
عودة لليلة السابقة
بشقة بدور السابع ..بعد منتصف الليل .. مازالت جالسة في نفس المكان وظهرها مسند إلى الباب .. شقت طريقها على خدها الأملس دمعة ساخنة نادرة مؤلمة بطعم مالح .. مسحتها بغضب و هي تنهر نفسها ..
"ولية تبكي ... قطيعة تقطعه .. وبــ طقاق إلي يطقة .. وش كبره وما يعرف مصلحته.... حتى ما فكر فيني .. و ين أروح من بعده لو صار له شي لا سمح الله ... وما فكر بنفسه يرمي نفسه من غير تفكير "
أصلا هذا حظي .. أمي تخلت عنا وإحنا صغار وتزوجت .. وأبوي في البداية "حذفنا على عيال عمي ومن كثر ما مدح فيهم تخيلتهم ملائكة على الأرض أو فرسان مضيعين مضاربهم أو أسود شجعان "
ثم غير راية ¤ويا كثر ما يغير رأيه ¤ و من كثر ما ذمهم " ظنيتهم شياطين على الأرض أو حرامي وقطاع طرق أو ضباع جبانة ".. وقرر يحذفنا من جديد لكن بطريقة أكثر تهور و طيش ورعونة ..
وزوجي الموقر قرر يتخلى عني هو بعد .. هذا هو حظي قاعد و اغبر و أهبل و معفن ...
ما بكيت أو ترجيت ياسر .. لاني أتوقعه مثل أبوي بسوي إلي برأسه و يندم بعدين على قد شعر رأسه .. طبعا مو رجـــــــالــ ..
خلعت عباءتي و أخذت حمام دافئ وغيرت ملابسي .. أطفئت لأضاءه واستلقيت بين الأغطية .. لكن النوم هجرني .. تقلبت في كل زوايا السرير أنتظره ..
سمعت صوت الباب الخارجي لشقة و هو يفتح ثم صوت خطوات .. وقفت إمام باب الغرفة ثم صوت انزلاق معدني من تحت الباب .. وقفت في الظلام ابحث عن ماهية هذا الشيء .. كان مفتاح !! ..
*أمسكته وعادت لسرير و أرهفت السمع لكل ما يدور في الخارج .. خلال نصف ساعة ارتفع صوته بهذيان سكران .. اقتربت من الباب و هي تسمع صدى صوته يردد بنبرة متعبه و كسيرة مرهقة : أنا ضــ ــــــ ــايق .. و بالــــي ضـــــــــــايق .. وجـــــــــــوي ضايق .. ضيـــــــــــقا كـــــ ــــــايد ...نــــــ ـــــفسي ملتـــــ .. وعينـــ ـي هلتــــــ .. ض ..ا ..ي .. ق
بهذي اللحظة تحرك شي داخل صدري .. وحاسني كلي لدرجة حسيته ملموس بحيث لو وضعت يدي فوق قلبي راح يبللها قطرات الدم و نتوء الجرح .. وش صار عشان يقول عن نفسه ضـــــــــــايـــــــــــق .. !!
استمر الصوت واستمر قلبي يتهاوى .. ثم وقف الصوت .. افترضت معقول خرج من الشقة .. أو نام .. أو أغمي علية .. أو انتحر .. أو ...
انحدرت افتراضاتي للأسوأ .. بعجلة وسرعة مسكت شماغ كان له في الشنطة المشتركة بيننا و تلطمت " أف كانت رائحته دخان وعطر رجالي "
جلابيتي كانت سوداء مطرزة بفضي لامع .. يا رب تنطلي علية الحيلة و يصدق بأني صاحبه هذاك .. أظن اسمه "طارق "
وبنفس المفتاح المنزلق .. فتحت الباب وكأن خلفه وحش كاسر مستعد للانقضاض علي والتهامي..
كان مستلقي في الصالة وشكله مبهذل .. وممسك بمشروبه.. خليط السم .. كم شرب معقول كثير ثم مات .. اقتربت أجس النبض .. وضعت إصبعي إمام انفه متلمسة أنفاسه الدافئة .. الحمد لله .. أكيد نام .. نام 'نوم الظالم عبادة' .. وفي ثواني قبل ابتعد تحرك .. استقرت عينه على عيني بكسل .. سأل بسكر ونفخة غضب وعيونه حمر وكأنة كان يبكي و الضيق راسم معالم وجهه المحتدة : وش .. تسوى .. هنا !!
بما إني تطمنت عليه حاولت انسحب متراجعة للخلف .. لكنه كان أسرع وقف بطوله الفارع وقدم رجل قاطع لمسافة طويلة ووصلني .. انقبضت يده علي معصمي وجرني فسقطت أنا و هو على ألكنبه .. ما مداني اركض أو أفكر أو غيرة .. كتفي ملتصق بكتفه... رائحة مشروبه العفنة مخترقة لأنفي وفمي وكأني شربته ..
يسألني و هو غير قادر على رفع رأسه لفترة طويلة حتى يعود للخلف : أنت .. طارق !!
وامتدت يده في محاولة لفك لثمتي .. لكني منعته وأنا أفخم صوتي أجابه غبية لإنسان صاحي لكن مخمور كانت نموذجية : أنا هو .. قصدي طارق
هبطت يده وأعطاني نظرة عتب و غضب و هو يقرب مشروبه من فمه : اليوم كان ... نفسي أدوسك .. وقفت معهم .. تقول لي أنا تخسا ..
هل من المفترض أجاوبه !..ابتعدت عن ملامسة جسمه والتصقت في أخر ألكنبه .. وقلت من قلب فيه غبنه على حالة المايل : تستاهل !
بسكر وتلعثم ولسان ثقيل : استأهل .. أية استأهل .. لاني فكيتك منها .. يمكن أنا أناني .. لكني لا خاين ولا غدار .. أنت تستأهل وحدة تحفظك .. مو هي .. مو هي
سألته بفضول : وليه !
الظاهر ما سمعني وظل يشرب .. وأنا أراقبه .. رمى رأسه للخلف وقطرات الشراب مبللة وتلمع على إطراف فمه و هو يقول بلسان ثقيل : النسا .. شر .. لابد منه لكن .. خذ .. خذ .. حاجتك .. ثم .. تخلص منها .. قبل .. وأنت كنت راح تتزوج .. صديقة مساعد .. خويته الحميمة .. أستاذة في الضياع .. حذرتك .. لكن ما نفع .. فــ اضطربت أتصرف .. وأورط نفسي و... واخطب على خطبتك ..
ضحك معتز بذكائه : واختارتني .. ومن النذالة .. تركتك .. أنا جذاب في عيون .. هــ النوع .. دفعت لـ'مساعد' .. مقابل يفضحها ... لكنه قبل يسويها .. ودع غرقان .. كل حواء نفس العجينة ..
ما فهمت السالفة لكن جرحني و هو يعمم وبما انه سكران قررت أدافع : مو كلهم ..!
تراجع للخلف و هو يقول بسكر وحقد : إلا كلهم .. كلهم .. ما فيهم .. إلا هي !.. أما الباقي .. زوينة .. ابتهال .. مي .. خلود .. سهى ..
وكأن حمل ثقيل يربض فوق صدره ولابد من إزاحته : مي .. صاروخ أنثوي متحرك .. حلوة بس غبية .. تعرفت عليها في الطيارة وأنا راجع لجدة .. قالت .. اسمي مي .. و أنا مطلقة .. طلع اسمها منيرة .. و الأدهى متزوجة وعندها ثلاث عيال .. وزوجها واثق فيها .. سهى سالفة ثانية ..
سددت أذني عن سماع كلامه .. وتفاصيل مغامراته .. له ماضي مرصع بنساء .. نزف قلبي .. واشتعل و أصبح يتآكل .." ليه ما كنت أنا أول امرأة في حياته ؟؟؟" .. حفظت الأسماء رغم ذكرها مرة وحدة وكل وحدة بعلامة من جرح غائر في صدري .. حرق يدي يعورني و يمتد لقلبي .. رفعت يدي عن أذني لما شفته توقف .. أراح يده فوق صدره و هو يقول بألم وضيق : مناف ما يدري .. عن وجع روحي .. أنا موجوع .. شقي في دنيا شقية .. شقي ..
سكت بألم .. ورجع يرتشف من مشروبه ''
فيني فضول ..ليه كل هــ المرارة في صوته.. ولية يكره زوجته الأولى .. ومتصدرة قائمته السوداء .. و كان كافي أذكر اسمها : زوينة !
أعطاني نظرة قرف"لهدرجة يكرهها ليه !! .. لكن بما انه من محبي الجمال .. يمكن بشعة " .. تحرك فطاح على الأرض عند رجلي .. ثم تناول جرعة كبيرة من مشروبه وكأنة ينتقم منه : زوجت حسام .. أخــــوي .. أبــــوي .. قــــدوتي .. صــــاحبي .. كان معصوم عن الزلل .. كل شي تابع له رفيع المستوى .. إلا هي .. إلا هي
تــــاه في ذكريات موغلة في الألم .. : سوالفها كثير .. لكن .. العنها .. لما وصلت فيها ..تدخل غرفتي .. كانت تبكي .. ثم مسكت فيني وما رضت تتركني .. كان عمــــري 14 سنة مراهق .. وعمرها 29 سنة .. كان ممكن امرر لها الموضوع .. لأنها مو أول .. هبــــال لها .. وأجاريها لأنها خسرانه .. لكن .. ماما كانت حاضرة .. أفكر في الموضوع .. كانت محاولة .. اغتصاب وإغراء .. زوجة أخوي الناضجة .. وشاب مراهق جسمه أكبر من سنة .. كنت ..
قطع كلامه .. وشرب لدرجة خرج السائل من انفه .. وكح بألم لكنه رجع يتكلم : .. لثلاث أشهر .. لا ليلي ليل ولا نهاري .. تغير كل شي ..حتى حسام صار .. ابتعدت عن البيت .. عشان ابتعد عنها .. الضــــفــــدعة .. تناديني ياسر .. وتناديه يا هيه .. تغسل ملابسي وتعطرها .. و تخلي الشغالة تغسل ملابسه .. تضحك لي وأنا شاتمها .. ما تبتسم له .. حتى لو مسخر نفسه لجلها .. يحبها .. و هي تخونه ..أمي تقول مع الأيام تحبها ... وأنا مع الأيام .. أشتاق لعزرائيل ..
رفع رأسه و في عينة تساؤل : ليه ما مت أنا !! .. ليه الطيب ما يدوم .. والفاسد يدوم ..
أغلقت أذني للمرة الثانية .."خلاص ما أبي أعرف .. كافي .. أقشعر جسمي من كلامه واعترافاته .. هذي مجنونة أكيد مريضة .. مريضة بحبه" ...
لكن بعد كل هذا .. ابتداء و مازال قطعة اللحم "قلبي" مابين إضلاعي ينبض مردد حروف اسمه "ياسر " ..بلهفة وشوق وحزن .. بعد شهر من المعاناة .. وبعد كل ما سوى فيني .. أحبه وأعشقه .. مو أقول حظي مايل .. هذا الإنسان الضائع .. الشقي .. عشقه قلبي الشقي .. وبعد كل اعترافاته الليلة من المفترض اكرهه .. زاد حبي له .. هو مذنب .. لكنة يتعذب بذنبه وذنب مو ذنبه ..
تحرك بعدم راحة وتمتم : أي شي .. المسه يفسد
ضحك من غير نفس بصوت مزعج : لمسة .. سحرية .. هدامة
سكت .. ثم تكلم و هو يحاول يركز : لكن مناف يقول .. إبداء من جديد .. شاب دكتور بتخصص جراحة .. من جامعة كامبريدج .. مطلوب .. حاول .. و ابعد عن جدة ..
رجع تكلم بتصميم : وأنا راح أبدء بداية جديدة .. تزوجت .. وصرفت على نفسي .. بس هي .. هي .. مو راضية ..!
نقز قلبي .. وابتسم ثغري .. فيه بصيص أمل "بداية جديدة " بس لحظة من قصده ب"هي"!! .. تلمس بيده ركبتي و هو يحاول يوقف .. وكمل .: خلاص طارق .. قررت اعقل .. و ارمي كل شي وراء ظهري ..
رفع يده عن ركبتي .. وخلع جاكيته وفتح أزرار قميصه فظهر سلساله .. وتجشاء بأناقة !.. سكران جنتل .. تحركت بسرعة .. دفعته للأمان ثم فتحت السلسال من الخلف و سحبته من رقبته بقوة أحتك برقبته وأكيد علم .. رجع لنفس الوضعية الأولي و هو يتلمس رقبته وكأنة فقد شي و يمكن أذاه سحبي بقوة .. سوري يويو لمصلحتك ..
رجع تكلم بحزن وخوف : لي سنة تزورني في أحلامي .. كابوس يومي
لا مقدر .. كل شوي يزيد وحدة .. و يزيد طعون قلبي .. سألته بغضب : من بعد ! ..
أعطاني نظرة غضب واستغراب : اسأل .. عدي .. الحيوان .. مو كان معها .. في شريط الفيديو
سألي و هو يلف رأسه باتجاهي حتى كاد يلوي رقبته :ما قال لك .. نقمة .. قصدي نعمة .. تشبه .. ال .. الموز .. لا .. لا .. رأسها يشبه .. ال .. يشبه .. الكمثرى .. صح الكمثرى .... كانت متملكة .. لــ معاذ .. ثم .. طلقها .. وحب ينتقم .. وساعدته .. لكن ما نفع كانت ذكية .. للمعلومة .. أحب الذكية .. و بعدين أنا دافعت عنها ..
وباحتقار وقرف و هو يفك سوسته البنطلون الواضح ضاق علية من كثر ما شرب : مو عشانها لكن كان ناوي .. يكفر فيها معاذ .. و يفضحنا .. دعت علينا .. كله منها ومن عدي ..كان مهتم فيها .. لكن هو بذات استبعدته .. هو حتى أجمل منها .. برتبه محترمه في ... كان متخبي ومتنكر .. لأنه .. يتصيد المعلومات .. توقعهم مهربين أسلحة .. وأنا ساعدته ..
راسي مصدع وعلى وشك ينفجر .. حرام .. حرام .. كل هــ المصايب عارفها .. ومشارك فيها .. ومن الرؤوس المدبرة لها ..!!
قطع تفكيري و هو ينثر الملح فوق جروحي زيادة : كل مصيبة .. ورآها مرة .. حتى طردتي من البيت .. الشغالة حامل من !! .... الشغالة .. قالت ياسر .. إذن الشغالة صادقة .. و ياسر كذاب .. دوم ياسر كذاب .. زوينة ذبحت الشغالة ضرب .. وأنا انطردت ... بسببها ..
مو قادرة أتنفس .. ولا أفكر .. كثير .. والله كثير .. مصايب و بلاوي كبيرة .. هذا ما ترك شي يعتب عليه .. جسمي يهتز .. ومع ذالك أحبه .. هذا العاصي .. الضائع .. الشقي .. أحبه في حين غيرة بذل الغالي والنفيس .. لجل ينول رضاي ما قدر .. و هذا بعد ما عرفت مصايبه .. زاد تمسكي فيه
تمتم وصار لسانه أثقل من أول : طردتني .. تركت جدة .. سافرة لأبها .. تزوجت من الرياض .. وحدة تقول صل
رمى رأسه للخلف فضرب في طرف الكنبه .. رجع سحبه وضربه من ثاني .. وتكلم بألم : هي .. هي فوق و أنا تحت .. أنا ما اعرف أصلي !! .. أخر مرة صليت كنت في الابتدائي ..شرطها أصلي .. أششش .. لا تسمعني .. وش أقول لها .. ما عرف !!.. علميني ..
ظل ساكت ثم أضاف بوقار سكران : لكن عندي .. كتيب صغير .. كيفية الصلاة .. موجود في .. الغالية .. بس تصدق .. حرام .. واحد مثلي يصلي ..
حرك رأسه يمين وشمال وكأن الفكرة مو راضية تدخل دماغه وضحك : يضحك .. أنا بكل خبرتي .. وسواد إعمالي .. و هي طاهرة ..و يضحك أكثر .. أبيها .. من كل قلبي أبيها .. بس مو فارض نفسي .. لاني أعرف .. طعم أحد يفرض .. نفسه عليك ..
تغيير المسميات من صفاته .. اسمي عنده فدوى واسمي الحقيقي فادية .. حاقد على أرملة أخوة ومسميها زوينة .. يشبه اسم الشريرة في مسلسل جواهر .. بينما اسمها' زينة' .. أظن ' الغالية ' يعني سيارته
أكمل بتفكير مخمور : تصدق في الهند .. كان فيه عادة .. حميدة بعد .. وفاة الزوج .. تحرق الزوجة معه .. دليل على الإخلاص .. هة باليتها بعد عندنا ..
رجع شرب و شرب .. و يتمتم بلسان ثقيل كلام غير مفهوم ... نزعت أسورته من يده وجريت على الغرفة وفي شنطتي خبيتها .. ورجعت له استفرغ كل ما أكله من العشاء على السجادة ثم وكأنه طفل صغير ... سفيه ... أو مجنون ... صار يلعب فيه يضربه بيده و يحركه يمين وشمال ... وصل التقزز والقرف عندي للقمه ... ثارت نفسي ... هذا الإنسان محتاج شي يهزه و يصحيه ... أنا استهزاء فيني وذلني لاني أكلت نعمة نظيفة من السفره ... اجل لو يعرف عن نفسه ... لازم يشوف نفسه !!... ولمعت ألفكره ... تناولت جواله المرمي جنبه بــ إهمال وفتحته لكنه كان مقفل بكلمة سر ... أو رقم سري ... جربت اسم "مناف" ثم "طارق" ثم "زوينه" ثم " ماما " حتى "فدوى " لكن ما فتح ... و لسبب مجهول كمحاوله أخيره يائسة ... جربت اسمه وفتح !!!! .... يلعن الغرور يا شيخ ... فتحت الكاميرا وصورته ... و ما علقت رغم كان نفسي أقول : هذا الدكتور ياسر بن حمد ال#### .... يلعب في قذارته و هو في حالة سكر شديدة ...
في هذي أللحظه انحني بوجهه نازل لها ... ما طاوعني قلبي أشوفه في هذا المنظر المخزي ... قفلت الجوال بسرعة ... ودفعته عنها ... ناظرني بضياع ورجع شرب من قارورة السم ... أحسست قلبي أنعصر .. إذا كان ضعيف فأنا قويه ... ومستحيل أخليه يسكر للموت في حضرتي ... مو متحملة ذنبه ... و أنا ما أقبل له هــ الوضع .. سحبتها من يده وأنا واقفة قلت بقوه : خلاص ارحم نفسك
وقف بتمايل و هو غاضب أخذت حلاوته الغالية قال بثقل : هات
رديت بحزم وأنا ابتعد عنه : لا
تحرك باتجاهي و هو يتعثر بالهواء !! و صار مثل حيوان هايج و هو يتخبط بعدم اتزان : اعطني
بحركة سريعة سكبت كل ما في القارورة على الأرض وانسكب بعض منها على جلابيتي ... وكأني اقترفت اكبر خطاء ... اسود وجهه وتحرك بخفه ... و فاجئني
مسكني من معصمي الأيسر فوق ساعتي وجرني منها فجرح إطار الساعة معصمي قبل ينقطع تماما .. حسبته يقطع جلدي ثم رماني على الأرض حاولت أوقف لكنه جثم فوقي كسر عظامي ما قدرت أتحرك غرزت أظافري في ذراعه ثم جريتها لدرجة أظافري انكسرت و تنزف ... لكنه ما تحرك ... و لا اهتز ... ضربته بركبتي بقوه في بطنه تأوه وابتعد عني و هو يتلوى ... سحبت نفسي وأنا ازحف لباب الغرفة وأنا أتنفس بضيق ... لكنه انتبه و مسك رجلي وسحبني .. كورت يدي وضربته فوق عينه بقوه ... ما نفع .. جثم فوقي للمرة الثانية وثبتني أمعائي إنعصرت من ثقله
صرخت بضعف : وخر ... تكفى ... لا ... لا
ثبت يده في رقبتي و بدا يخنق و هو يتمتم بسكر : ليه !!! ... تكبه
كنت أحاول أحرك جسمي وأفكر في مهرب أو منفذ حاولت ارفع يده عن رقبتي .. من كثر حركتي ارتفعت جلابيتي ووصلت وسطي وأنا أحاول ادفعه عني.. لكن قوته اكبر من قوتي ... قوه يغذيها الحقد !! .... و كأنها حبل مشنقه محكم ... غير منفذ ولا لذرة هواء وساعده الشماغ واللي التف حول رقبتي ... جسمي ضعف وقوتي انهارت ... ضاق نفسي ... وتحشرج صوتي ... و غامت الرؤيا .. اقتربت من حافة الموت ... لكن بشرف لاني حاربت بقدر استطاعتي ..لكن هذا قدري ... تخيلت وجه أبوي وهو يستلم خبر وفاتي ... على يد زوجي السكران واللي ما كنت راضيه عنه .. أنـــــــا دلوعته فراولته .. كان نفسي ما يدري عن وفاتي ... ما بيه يبكيني ... لا حد يقوله مت مخنوقة ... يحمل نفسه المسؤولية .. أنا المسئولة !! ...
و وجه ابتسام ألرقيقه ... لا تبكي ابتسام ما تعذبت كثير ... بس وجع طلعت الروح !!! ...
أماني وصدمتها لكن راح تفوق بسرعة ... اعرفها قويه ... يمكن تفكر تنتقم لي فكرها إجرامي مثلي ...
أمي يمكن ما تذكر حتى وجهي!! .. مو مشكله ... نفسي أقول لها لا تحضرين عــــــــــزاي ... لا تضيعي وقتك الغالي ...
انتفضت للمرة الأخيرة ... مثل الذبيحة قبل موتها .. الروح غالية ... لكني استنفذت طاقتي ... ما فيه أكسجين ... وجهه المعذب والحاقد أخر ما شفته ... أجـــــمـــــل وجـــــه و صاحب أجـــــمـــــل وأحـــــلى غـــــرور .. حلو تموت على يـــــد حبيبك و الأحلى يكون أخر وجه تغمض عينك عليه .. و هو ما يدري .. والله كنت اقصد مصلحتك ... يمكن تتوب بعد موتي ... اذكرني بالخير ... لو تبت فأنا مو أسفه على مغامرتي ... ادع لي برحمه ...
لو قاومت أكثر تعذبت أكثر ... استسلم أفضل ... خمد جسمي عن المقاومة ... تشهد داخل قلبي وقلت بهمس ما ظن سمعه : لا ...يـــــــ..ا..ســـــــ..ر... لـــــــاـــــــ
و مددت يدي أحاول أوصل وجهه لكن ما وصلت .. او إني وصلت ما دري !... سقطت يدي بجانبي بضعف ..
غطى الظلام بصري ... وخف الألم ... ثم اختفى تماما ... وغـــــــــرقت بضعف ... في بئر لا قاع له .... أكيد هذا
المــــــــــــوتـــــــ
• °.×$×.°•• °.×$×.°•• °.×$×.°•• °.×$×.°•
نهـــــايـــــة البـــــارتـــــ