34

8.7K 165 6
                                    


  ‏.°°•.•
أفففف يــــ
الـــقــلــب الـــحـــزيــن
كـــل هـــبـــہ تـــجـــرحـــہ !
•.•..




أمــــــــاني

ببدايات رمضان تحسنت صحة فيصل كثير .. رجع يتكلم و يأكل .. بمجرد تحسن صحته منع زيارة أخوة طارق .. و زاد كراهية له .. فأخذ يردد علي : لا تطيح أملاكي في يد طارق يا أماني .. فيه دين .. بس ما فيه دليل على أني مديون له .... لكن لا تعطيه أي شي كان لي ..

بنيت أحلام .. و شعور الفرح رجع سكني .. و ألأمل في حياة أفضل مستقرة كان كل مطلبي
حتى عيدي غير عن عيد بقية الناس .. الناس فرحانة و أنا !!!
بيوم العيد طلب فيصل مقابلة طارق و والده على انفراد .. خوفني طلبه ..

و بعدها مباشرة انتكست حالته ..

لم يمضي سوا شهر على وفاة والدي و أراه جثة هامدة .. لأفجع بجثة أخرى ..

وبكلمات الدكتور الباردة : البقية بحياتك

يومها كانت فاديه و مشاري من حضر معي للمستشفى .. لكني دخلت وحيدة لغرفة فيصل

لن انسي اليد الرجولية التي ضغطت على كتفي حتى أجلستني على الأرض .. و بصوته الرجولي الخشن طارق المتهدج : بسرعة نيرس .. الحرمة حامل و تعرضت لصدمة ..

اذكر بأني سألته : صدق فيصل مات

لم يرد وقف بينما مازال جالسة فصرخت فيه : فيصــــــــل ما مات .. مستحيل يخليني لحالي .. أبوي مات .... أنا مالي أحد .. مالي أحد ... الله يخليك قول له لا يتــــــــركني !! لا يتــــــــركني

كان جوابه الدموع اللامعة بين أهدابه السود الكثيفة و همسة : أصبري أماني .. عشان ولدك أو بنتك على الأقل ..

انتشلني جسد فاديه و هي تحتضني و تتكلم معه بلهجة باكية : أماني ما هيب حامل ...

طارق باستغراب : متى سقطت ؟!

لم تجبه لأن الممرضة حضرت ... و كانت هذه أخر مقابلة مع طارق .. من أذى و أهــان و كــان السبب كثير من المــاسي في حياة فيــصل ..



‏.°°°•.°°°°•.°°°°•.°°°•°•.°•.°•.°•.


فايـــزة
كنت خائفة فقد تركني "كريم" هنا اليوم لأنام مع أهلي وسوف يأتي غدا ليأخذني لكني لا أريد العودة إليه

طلبت أمي و بدأت ابكي و ارجوها بأن لا تتركني أعود لزوجي
فسألتني عن السبب و أخبرتها عن كل ما حدث في رحلة شهر " الهم و الغم "
في اليوم التالي .. استدعت أمي عمي فهو كبير في السن و حكيم .. بينما لو أخبرت اخوي ربما تطور الموضوع ..

حضر عمي و جلست معه بكيت بصدق : طلبتك يا عم .. لا ترجعني له .. ما بيه .. عافه الخاطر ...


سألني عمي بلهجة أبوية : ليه يا بـــوك !!

فايزة : لا تسألني يا عم .. لكن أسأله هو .. لا تجبرني ارجع ..

دخل عمي المجلس و كان فيه يجلس كريم .. تبادل الحديث و ارتفعت الأصوات .. و تدخل إطراف خارجية .. لكن كلمات كريم الغاضبة شرحت صدري : بنتكم .. طالق .. طالق .. طالق

ثم خرج من حياتي


‏.°°°•.°°°°•.°°°°•.°°°•°
•.°•.°•.°•.




بعـــــــد مـــــــرور سنـــــــة

أماني

توالت الأحداث المأساوية ..
طلاق أبتسام بطريقة شنيعة ..
ثم عودت فاديه مع مشاري .. أخبرنا مشاري عما حدث مع فادية في أبها و سبب عودتها و عما فعلت فادية المجنونة و العنيدة "بيعها لأثاث زوجها " .. فعلا شر البلية ما يضحك ..

فوجئت برد فعل أمي فقد صفعت فادية " و أتبعتها بكلمات غاضبه : ما تبين الرجال .. أتركية و خلي أهلك يأخذون حقك .. ماهوب توطين نفسك لأثاث بيته .. أنتي وين متربية بوسط غابه ... قلتي ما وراي أحد أقدر أسوي اللي براسي .. لا .. حطي براسك .. أنتي و أخواتك .. أبوكن مات .. لكني حية

ثبتت فادية بوقفتها و ردت : متأخرة .. ما ربيتني صغيرة .. فلا تحاولين الحين .. بوقت متأخر

بعدها توفي فيصل بيوم العيد


خلال شهرين .. شهرين فقط ..
تزوجنا ..
و سجن والدنا ثم توفي ..
و بعدها اجتمعنا من جديد أحدنا مطـلقة و حــامل .. و أوسطنا "أنا " أرمــله و مديــنة لأحدهم .. و أصغرنا تحــاول خــلع زوجها و لا أحد يعرف ما تخفيه ..

بدأنا من جديد .. من الصفر .. حياة جديدة

بعد وفاة فيصل كان طارق كريم و متسامح معي فوضع الدين" الغريب " و الذي "أنكر فيصل وجود دليل يثبت وجودة " على شكل أقساط أسدد في كل شهر قسط معين

تركنا منزلنا القديم ... لنستأجر شقة جميلة حديثه بجانب الجامعة .. لأننا جميعا سجلنا لدراسة و قبلنا .. و مشاري بعد أذن والده ترك الشرقية و جاء ليعيش معنا في الرياض و يدرس ..

أبتسام كانت ولادتها منذ ثلاث أشهر .. ولادة طبيعية و لله الحمد و المنة .. كنا في يوم ولادتها في زيارة لمنزل عمي "أبو فهد " و كان من أخذها للمستشفى هو سعيد أبن عمي برفقة أمي "أم فهد " ..
و قد ولد الطفل جزئيا بسيارة سعيد "لا تزال خجله أبتسام لأنها أغرقت سيارته بدم و الصراخ "
كان ولد أبتسام نسخة من والدته و قد سمي" خالد "

طوال حمل أبتسام كان زوجها أقصد "زوجها سابقا و طليقها حاليا عناد" يحضر أسبوعيا تموين للمنزل و مصروف شهري يضعه في يد مشاري "و الله و فيه الخير ".. توسط و حاول لإعادة أبتسام لكنها رفضت تماما .. لم يتزوج أبنت عمه إلى الآن .. كان يحاول أن يكلم أبتسام لكنها قطعت جميع طرق العودة .. و بعد ولادتها أصبح بشكل شبه يومي في مجلسنا .. و العذر " يريد أن يرى ولده " .. و قد ظهر على الساحة منافس أخر له .. سعيد أبن عمي فقد تعلق بشكل كبير ب"خالد " الصغير ..و قد خطب أبتسام ..

سعيد قبل سنة كان خاطب و الآن هو متزوج .. و في حال قبول أبتسام ستكون زوجة ثانية .. و الرد بالرفض أو القبول بيد أبتسام فقط ...!!


سهيل و سالم قد تزوجا من عبير و عالية أخوات عناد "طليق أبتسام " لم نحضر الزواج فقد كنت في الحداد ..
لكن الأجواء غير مستقرة .. ف"سهيل " سكن في نفس منزل والدية .. و لصراحة أمي "أم فهد " متسلطة جدا ..فعندما يخرجون لمطعم ترافقهم .. و عندما يذهبون لتسوق .. تتسوق معهم .. حتى السفر تسافر معهم فيما ينتقل زوجها "عمي أبو فهد" مع ابنة الأكبر "فهد " حتى يعودوا !!

أما سالم و عاليه ف"سمن و عسل " .. ف"سالم " قد اغرق عالية بحبه و هي حامل الآن ... لكن هل تصدقون لم أرى سالم ... ف"سالم " من المستحيل أن يتواجد في مكان نتواجد نحن فيه .. أو بشكل أصح مستحيل أن يتواجد في مكان تتواجد به فادية .. و زوجته تحاول تلافي مقابلتنا أو الاحتكاك بنا .. و إذا حصل و تقابلنا تصر على ذكر كم هي سعيدة مع سالم و محظوظة و المشكلة أن حديثها أصبح ملفت لنظر بشكل ملحوظ !!

مشاري .. و ما إدراك ما "مشاري"؟؟
يعتبرني جهاز صراف و الشقة فندق لنوم فقط .. لم نعد نراه

إلا وقت السحب .. فمصروفه اليومي الشيء الفلاني .. و يريد تغيير جو و السفر لجدة أو الشرقية مع أصدقائه و يطلب مني المبلغ الفلاني .. يريد أن يعزم أصدقائه في الاستراحة بشيء الفلاني .. فواتير هاتفه و مخالفاته المرورية بشيء الفلاني ... و تعديل السيارة بشيء الفلاني .. و .. و


أما فاديه فلغز مستحيل الحل .. لا أعرف سبب رعبها كلما شاهدت سيارة سوداء .. و لا أعرف سر الحقائب الثلاث الضخمة المغلقة الموجودة بزاوية غرفتها .. و لا أعرف سر استبدالها المشرط بسكين تفتح و تغلق .. و لا أعرف سر الخاتم الأحمر الضخم الموجود بيدها اليسار .. لا أعرف سر حبها لرائحة الدخان .. و لا سر الحرق الشنيع الموجود بوسط كفها اليمين و الذي تتلمسه في حال القلق !!
و أكبر لغز هو قضية خلعها من زوجها فهي عندما حضرت سألتني : عندك مية ألف أماني !!

كانت إجابتي حاضرة : عندي و لو تحبي ميتين
أجابت : لا تكفي مية ..

لكنها لم تكن كافية لخلع زوجها .. فقضية الخلع امتدت لأكثر من عام .. فزوجها رافض يقبل بالخلع .. و قد ماطل في القضية حتى وصلت لعام .. لكن صدور الحكم النهائي سوف يكون في وقت قريب بإذن الله .. و تتحر فادية من رعبها تماما ..


‏.°°°•.°°°°•.°°°°•.°°°•°
•.°•.°•.°•.
!
بسام

قبل سنة و قبل شهر رمضان حضر ياسر إلى المنزل كان الجميع وقتها في حالة استنفار " ياسر موجود "
كانت العبارة السابقة كافية للإعلان عن كارثة
ياسر دلوع الماما .. و نقطة ضعف البابا
ياسر المتفرد بكونه مهما يفعل فا فعاله مبررة .. والدي من النوع الرسمي حتى مع أبناءة لكن مع ياسر تتغير معاييره .. ربما يتظاهر باللامبالاة تجاه ياسر .. لكن في الحقيقة مهتم جدا .. دائم السؤال عنه و تتبع إخباره .. أما والدتي و رغم كونها هي من زوجة من أرملة أخي الأكبر .. ألا أنها كانت تسرف في تدليله


لم يكن متواجد بصالة فيما علمت بأنه احضر معه فتاة يقال بأنها زوجته و قد صعد معها لغرفته .. همس راكان ولد أخوي : أتوقع مصرية .. تعرفون ما ياكل من المطاعم .. و المصريات ماهرات بطبخ و حلووووات


رد عليه سامي : تركية .. و حبها لأنها ما تتكلم عربي .. و بالتالي ما تفهمه إذا شتمها


قطعنا أخوي سامر و هو يتذاكى : ملاحظين ... ترك الشرقية و الغربية و الرياض .. و توجه للجنوب

كلنا حاولنا نركز بس ما فهمنا !!! فقال بحسم : البنت يا أغبياء جنوبية ... سحبته من هنا إلى هناك .. لأنها ما تقدر تفارق أهلها و جبال عسير

قطعنا حديثنا عن جنسية زوجة ياسر الثانية وصول الوالدة و الوالد .. و بعدها مباشرة حضر ياسر

في أحوال أخرى لم تكن أمي لتمسخر صغيرها أمامنا أبدا لكنها كانت غاضبه جدا .. و السبب مجهول !!

سلم على والدي و عندما حاول الإمساك بيد أمي ليقبلها سحبتها بغضب : وش تسوي هنا !!

رد بثقة : اشتقت لك ..

سألته و هي تعرف الإجابة : جاي لحالك ... أو معك أحد !!

أجاب :معي زوجتي

أعطته نظرة غاضبه حارقة : اطلع برا .. و خلها تنفعك

فوجئت بغضبه : و ليه ما تقابليها ! ... ليه أطلقها !! ليه !!

أجابت و هي تجلس : طلقها أو الباب يفوت جمل !! أنت اخترت تحمل اختيارك !


ببرود و هو يتحرك أمامها بغضب متجاهل لوجود الجميع ما عداها هي : اختياري !!.. ليه لأول مرة رافضة اختياري .. مو أنتي قايلة لي خذ الشي حتى لو نيتك كسره

صرخت فيه : أسحب كلامي .. قلتها على بالي أكلم إنسان عاقل .. تركتك على راحتك و شوف وين وصلت .. سكير .. ضايع .. كافر .. و الحين جايب مصيبة جديدة .. من وين متعرف عليها !!.. من استراحة شباب .. أو كانت تكلمك جوال أو مسن !!.. أكيد إنسانة منحطة


قطعها بأدب غريب كأنة يكبح موجة غضب : فدوى أنظف من كل توقعاتك


وقفت .. و دفاعه عن زوجته زاد نرفزتها : أنت متزوج من إنسانة تفداك بروحها .. أم راكان أعطتك الغالي و النفيس .. وفية و صبورة .. لكن أكيد تدور على وحدة تشحططك..


استهزاء بسخط : امدحي أم راكان بكلمة زيادة و أنا أطلقها الحين ..


وقفت و هي تتأمل البرج الساخط الواقف و رافض لتراجع ..تداخل أخيرا "أبو ياسر ": أسمع ياسر .. ما يهمني من وين زوجتك .. و لا كيف تزوجتها .. لكن إذا أنت مرتاح لها فهذا أهم شي .. بيت أبوك مفتوح لك .. و أمك مصيرها ترضى

قطعته أم ياسر : حمد تشجعه

ياسر رد بدلا عنه : ما أبي أكون سبب مشاكل بينكم .. راح أخذها .. لأن لو أحد غلط علي زوجتي ماني بساكت


وقفت أمه متجمدة و هي تتمتم : تهدد ياسر .. حتى لو كنت أنا ..

لم يرد وقتها ياسر .. صعد في نفس اللحظة ثم في نفس ألليله غادر جدة

يوم عيد الفطر رجع بدون زوجته ..
إذا كان في السابق فاسق منحل متكبر فهو الآن .. عندما يتكلم يكاد ينفث اللهب من فمه من غضبه الدائم و عبوسه المستمر



‏.°°°•.°°°°•.°°°°•.°°°•°
•.°•.°•.°•.
‏ ‏

•.فايزة•.

بعد طلاقي و الذي تم قبل سنة .. كريم و عائلته نشروا حولي الشائعات غير اللائقة .. فأصبحت سمعتي في الحضيض ..

بينما كريم تزوج بأخرى ..

جميع صديقاتي تزوجن أو خطبن أو أكملن دراستهن .. ما عداي فأنا أقف في نفس النقطة منذ سنة .. لم أكمل دراستي " بسبب إحباطي "

سندس لم تتزوج بــ مهنا "البدوي المنحوس سابقا " فقد طلقها .. تساؤل يطرح نفسه "إذا ماذا كان يفعل في إندونيسيا إذا لم يكن يقضي شهر العسل !!"


أما الزواج .. تقدم لخطبتي "حزام " سبق و خطب ليلى لكنها رفضت " لديه أولاد و هو في أوساط الأربعين " ... لكن ... لكن ... قبل ألملكه بعدة أيام توفي إلى رحمة الله في حادث سيارة ..

علقت بعدها والدتي بحسرة : خيرة ما تزوجتية ثم ترملي...

حضر اليوم عبدالله ليخبرني عن متقدم جديد لزواج .. لم أهتم لأسأل عن التفاصيل.. فهو أكيد كبير بالسن .. متزوج أو مطلق .. ربما لدية جيش من الأبناء و ربما عقيم .. و من يهتم ف"حظي ألردي " لن يجلب شيء يستحق الإطلاع عليه مبكرا ..




‏.°°°•.°°°°•.°°°°•.°°°•°
•.°•.°•.°•.
‏ ‏

•.ليلى•.

اكتشفت في الآونة الأخيرة أن حياتي السابقة قبل زواجي كانت دون طعم ..
كيف سيكون طعم الصباح إذا لم أرى وجهه و اسمع كلماته بصوته المبحوح : صباح الخير يا عمري

و كيف يكون الظهيرة إذا لم يتذوق ما اطبخه له و يعلق بتقدير : تسلم يديك

وكيف يكون العصر إذا لم يجلس بجانبي و هو يتحدث و يرتشف القهوة


و لا أتخيل أن تغرب الشمس دون أن يكون موجود لينير المكان .. لكن هل تعرفون أين المشكلة !!..

المشكلة "أنــا أحــبه أكثــر ممــا يحبــني بكــثير"

فاشتاق له بمجرد خروجه .. و أغار رغما عني من أصدقائه من أخته من بنات خالته .. و غيرتي لها أسباب فبنات خالته جميلات فيما أنا متوسطة الجمال .. ناعمات دلوعات فيما أنا لا اعرف حتى تصنع الدلع ..


قطع تفكيري وصوله .. كان يمشي بسرعة بعد أن راني ..


سألني بغضب : وش قايله لخالتي !!

كان مناف داخل مشروع منذ عام أخذ كل ما يملك حتى اضطره لأخذ سلفه من البنك بضمان ممتلكاته و كانت خالته تطلب منه دائما غير مراعية لظروفه المادية .. رديت : قلت لها .. أنت مفلس حاليا و ما عندك .. تصدق مدخلة بنتها معهد تمريض أهلي و تبغاك تدفع التكاليف ليه وين زوجها وين ولدها !!.. ما عندها فلوس خلاص لا تدخلها ..

قطعني بغضب : و من طلب منك تدخلين !! .. من شكا لك الحال !! أنا مرتاح كذا ...؟؟

بصراحة أنا ما يهموني عائلة خالته لكن قبل فترة خبرني عن تعاملهم البشع معه و هو صغير .. و بذات موقف ثبت بخيالي " كان خاله زوج خالته يأخذ ولده من المدرسة بسيارة و يترك مناف يرجع على رجله ...لو تركه يركب مع ولده ما خسر شي لكن قسوة قلوب البشر .... طفل بالمرحلة المتوسطة .. و مو أي طفل كان" مناف " .. تخيلته و هو صغير منبوذ يترك يمشي مسافة طويلة بشمس الظهيرة .. يحترق قلبي ..
و غصب عني أحتقر خالته
ليلي : بكرة لو لا سمح الله فلست والله ما يردون عليك السلام .. و كأن الله ما خلقك ..

حاول يفهمني وجه نظرة : الفلوس وسخ دنيا ... تجي و تروح .. ما هوب عيب إذا ساعدتي من يحتاج مساعدة

فهمته كيف تمشي الدنيا : إذا أكرمت الكريم ملكته .. و إذا أكرمت اللئيم تمرد .. و خالتك و عيالها من الصنف الثاني ..

علق بسخرية : ما يهمني هم من أي صنف .. أنا ارضي ضميري .. و المهم أنتي جنبي دايم ..

جرحني و هو يستهزئ بحبي المجنون .. كبريائي صرخ .. أنقذي كرامتك ..ليلي : صدقني في حال فلست .. أنا أول من يتركك .. وش حاجتي برجال جيبه فاضي و أنا أصرف عليه ..

ضحك بمتعه وعلق : صدق تتركيني !!.. بس أكيد ترجعين .. و بعد فترة قصيرة بعد ..

أنكرت من دون تفكير : لا تراهن على حظك كثير ..

تغير تعبير وجهة و سألني بتجهم : كل حياتي رهان على حبك يا ليلى .. أنا متأكد .. أنتي تموتين علي ..
و أضاف ببسمة مغرورة و هو يتأمل ملابسي : و تلبسين لإعجابي

كنت ارتدي توب أحمر و تنوره سوداء قصيرة من الأمام طويلة من الخلف ... قمة الذل .. أحسست بأني مكشوفة و مفضوحة المشاعر .. لشخص يتسلى بي .. صرحت بغضب : من يحبك !!... أنا .. لا .. لا .. صحح مفاهيمك أنا ما أحبك

أقترب بثقة لكني تراجعت .... مد يده يحاول الإمساك بي لكني تلافيتها .. و عندها سقط .. كان خلفي و أنا أتراجع درجتين مرتفعة .. و بسببها سقط .. و بهذا اكتمل مشهد الإذلال .. بدوت كغبية معوقة مثار لشفقه .. بكيت غضبا و حنقا على نفسي ..

فيما انحنى هو .. و بضحكة هشمت ما بقي من كبريائي : بسم الله عليك ... سلامات .. سلامات .. هذا الواحد إذا كان يكذب لازم يصير له شي ..


‏.°°°•.°°°°•.°°°°•.°°°•°
•.°•.°•.°•.
‏ ‏

قـــــالوا : ترى مالك أمل في قـــربها لو يوم
أبعد و جـــنب دربها ... هذا هو الـمــــقسوم

قلت : اتركوني و اسكتوا .. خلوا العتب و اللوم
قدني غرقت في بحرهـا.. ولا عاد يفيد العوم

قالوا : ترى في حبها ويل .. و أسى .. و هموم
قلت : إن قتــلني حبها حسبي .. تقول مرحوم

قالوا : أنســــــى ذكرها .. منتب بها مــــلزوم
قلت : أبشــروا يا عذلين .. بنسى لذيــــذ النوم

قالوا : بتــــلقى غيرها .. و اتـرك هواها اليوم
قلت : العفو ياحاسدين.. ما أبدل القمر بنجوم

قالوا : لغيــرك حبها .. قلت : الجواب مفهوم
دام أنها مــتـهــنـيــة .. وشلون أصير محروم ؟

بقــــضي الليالي أنتظر صابر على المقسوم
متعلـــــق بطرف الأمل .. يمكن يجيــني نوم

قالوا : ترى مــــــالك أمل في حبــهـا لو يوم
ابعد و جنب دربها .. و هذا هو المقســـــــوم



هي مجرد عادة قديمة .. و من الصعب الإقلاع عن العادات القديمة ..
عادة قديمة سماع الأغاني الحزينة و تطبيقها على الذات
عادة قديمة تخيل وجه من تحب
عادة قديمة عندما يذكر أسمها يفز قلبي
عادة قديمة الضحك على أفعالها و أقوالها مهما كانت
عادة قديمة استراق النظر لها حتى لو كانت مغطاة بسواد
عادة قديمة تتبع أخبارها
عادة قديمة الشعور براحة إذا كانت سعيدة
عادة قديمة حسد من حولها لأنها تختلط بهم
عادة قديمة البكاء على إطلالها

عندما تدمن على القهوة ثم تتركها .. ثم بعد فترة طويلة تشم رائحتها .. من الطبيعي أن تشتهيها .. حتى لو كنت متخم بالأكل .. أو قد تذوقت ما هو ألذ منها .. تشتاق مرغم ..

هذا هو شعوري مع فادية "عادة قديمة " و " قهوة" .. ليس حب .. دعوني أبرر لنفسي .. فكل من راني توقع بأني قد تخلصت من "لعنة عشق فادية " .. فأنا قد تزوجت بفتاة جميلة عذبه .. طيبه .. مرحة .. عيبها الوحيد "ليست فادية "

حاولت بكل ما أوتيت من قوة إلا أشعرها بأي نقص .. تصنعت من أجلها الرومانسية .. أغرقتها اهتمام و عطف و حنان ..

لكن القلب مسكون و ممتلئ بامرأة تربعت فيه رافضة للمغادرة ..
و بما اني لا أستطيع اقتلاع حبها من جذوره ..يمكنني إخفائه على الأقل .. و ذالك بأبعاد حبها إلى أقصى زوايا قلبي.. مدفون تحت الركام ..

طلبتني اليوم "عالية " أن تزور أختها " عبير " فوافقت .. بمجرد ركوبها السيارة و سماعها للأغنية .. علقت بجفاف : أقفل المسجل سالم ..

أغلقته قبل أن تثور عالية فمنذ حملت و هي مزاجية متعبة متذمرة .. و با مكاني سماع الأغنية بوقت لاحق فهي موجودة بجوالي أيضا .. بمجرد وصولنا قالت : خلاص نزلني و تقدر تروح ..

فعلا كنت أخطط لذهاب لكن لهجتها استفزتني .. فرديت : نازل معك .. أسلم على أمي و أبوي

حذرتني بغضب : بنات عمك هنا

إذا هذا سبب رغبتها في ذهابي .. كان من المستحيل أتواجد بنفس مكان تواجد فادية لسبب بسيط "خائف أن تفتح جروح قديمة " .. لكني نزلت ..


كانت والدتي جالسة بالصالة سلمت عليها و خرجت بسرعة ..

كنت على وشك الوصول للباب عندما شاهدت فتاتين يرتدين عباءات سوداء و متلثمات أحداهن بشال أبيض و الأخرى شال مخطط بعدة ألوان
تكلمت أحداهن فعرفتها " إحدى بنات فهد " دانه : شكلنا غلط و أحنا ننتظر العيال

رد الصوت الأخر و عرفتها أيضا .. كانت فاديـــــــــــــه : يكون شكلنا غلط أحسن من ياكلون أخوانك الأيس كريم حقنا ..

همست دانه : هذي سيارة عمي سالم .. إذا ما قعدت زوجته جدتي بتقول .. صلحوا بالبيت عشا .. و لو قعدت زوجته معنا نطلب منه يعشينا ..


ردت فادية باستهزاء : وعووووه .. سلوم ابخل الخلق يشتري عشا .. ما سمعتي زوجته .. تقول كل يومين يكتب فيها قصيدة .. ما هـــــان عليه يشتري لها هدية .. و هي شكلها نفسها بخاتم أو بوكية ورد أو ساعة أو ماكياج .. وش تسوي بقصيدة .. تبلها و تشرب مويتها يعني .. أو تعلقها برقبتها ..

سألتها دانه باستهزاء : و عشان كذا رفضتية !!!


°•.°°•.°°•.°°•.°°•.°

نهاية البارت  

أجمل غرورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن