§§
وش أقـــــــــــول ... دام لي قلب خجول !!
احترق مليــــــــون مرة ... و ضاعت إنصاف الحلول
وش أقــــــــــــول .. دمـــــعتي تسكن بعيني تنتظر وقت الـــــــــنزول
وش أقـــــــــــــول ... و ابتعادي عنك يسبب جنون
وش أقـــول غير أحـــــــــبك ثم أحبــــك ثم أحبــــك
لو مسافـــــاتك تطوووووووووول
§§
ياسر
كان الأمس يشكل نوع أخر من الضغط ...
أبن عمها بنظرات الحسد المطلة من عينيه ..
و طلب عناد بدخول و السلام على والدتها .. لم تكن والدتها تشبه أبنتها أبدا .. بوجه دائري و عيون صغيرة فيها دهاء لأنثى باردة
بابتسامة مضيئة سألتني اسأله لتعارف سريعة قبل أن يقطعنا دخول لشاب عرفتني عليه .. أم فدوى : مشاري ولدي .. و أخو زوجتك
تقدم ليسلم على فدوى لكن لفت انتباهي بأنهما لم يتماسا .. فلم يصافحها أو غيرة من السلام المعتاد بين الأخوة .. واضح بأنهم كانوا غرباء حتى اليوم .. لكن فدوى كانت سعيدة بأخيها الأصغر
أظهر إعجابه الكبير بسيارتي .. كنت على وشك الخروج عندما أمسك بي أمامها قائلا : فادية .. من يدفــــنها بهم ادفنه بتراب
كنت اعتقد" لا يوجد خلف فدوى من يفتقدها حتى لو قتلت ".. لكن إلى الآن كان هنالك شخصان جاهزان لشرب دمي ساخنا أو باردا .. أحدهم عاشق متيم و الأخر أخ أصغر
بعد عودتي للمجلس طلب أحد الرجال قصيدة من "سالم " بما أنه شاعر
انطلق سالم " عسى ربي ما يسلم فيه عظمة " قصيدة أشعلت بقلبي جمر .. و لتجلجل نار الغيرة بصدري .. كنت متأكد بأنه كتب هذه القصيدة بــ فدوى .. كان يتكلم ببطء لتحفر كلمات قصيدته بقلبي و لا تنسى .. لم أرفع عيني عن الأرض .. متأكدا بأني لو رفعتها لسقطت على "سالم " و عندها !!!
رفضت دعوة لعزيمة عمها .. و خرجنا و أنا أشعر بغضب عارم ...
*.........*--------*.........*--------*.........*
فادية
خرجنا من منزل ابتسام و عقلي يغلي غضبا من ياسر .. فهو لم يخبرني بعزيمة "زوج أبتسام" لنا إلا عندما صحوت من نومي .. فبعد أن صليت المغرب و بسبب بكائي نمت و لم يوقظني و عذره "لم يكن يرد إزعاجي " ..
و أضاف رفضه لعزيمة عمي " أبو فهد " ..
سألته بغضب بمجرد إغلاقي لباب السيارة : ليه رديت عمي .. !!
كان الظلام يسود السيارة .. أدار رأسه ببطء .. و بصوت حاقد .. أوقف شعر جسمي و أطبقت السيارة على صدري حتى ضاق اتساع الكون و أنفاسي أخرست :
ناديت لك صوت من الحب مجروح...
ومـاحد سمعني غير نبضي والأشواق...
"أبكي الغياب ودمعتي ترفض البوح"...
لكن يرد القلب حب بالأعماق...
لا..لا تخليني مع الهم وتروح...
تظلم علي دنياي وتضيق الأفاق...
أسهر طوال الليل أبكيك وأنوح...
وأكتب بك أشعار على بيض الأوراق...
"والله أحبك وأعشقك ياهوى الروح"...
وفراقك "أتعبني" ولا عاد ينطاق...
مالي بغيرك مع هل الحب مصلوح...
أنت "الوحيد" اللي لك القلب خفاق...
بصبر و لو قلبي حزين و مجروح...
بصبر ما دام القلب لك "حيل مشتاااااق"...
ليه مصدومة و مهزوزة لان القصيدة كانت
كانت لسالم
ولد عمي
و كانت مكتوبة لي
و ياسر يقولها رد و كأنها سبب لرفضه... معقول يعرف أو عنده خبر...سألته : وش تقصد !!!
سأل بوضوح وصراحة : طلبوا ولد عمك يقول قصيدة من قصيده .... كان يتمناك .. يوم ملكتنا دخل و تهجم على أبوك و واضح كان خاطبك .. و أنا ... بصريح العبارة أغــــــــــار ..
جاوبت بقوة : و ليه تغار .. أنت زوجي و هو كـــــان .. خطيبي لكن ما كنت براضية .. لو كنت راضية تتوقع كنت معك الحين ..
سأل بتسلط و فضول : ليه ما كنتي راضية !.. وش عيبه و خلاك رافضته
سؤال غريب لكن كان دايم يطرح علي وجوابه "أحساس الخوف و عدم الثقة كنت خائفة يتزوجني ثم يمل مني و ينتهي الحب و العشق .. كنت خائفة ينساني من بعد ما كان يدعي ربه يشوف زولي .. كنت خائفة يكرهني و يضربني .. كنت متوقعة أحاسيسه متقلبة و مؤقتة .. كنت و مازلت أعرف بأنة غير مناسب لي .. سالم معطاء بطبعه و يستاهل وحدة أحسن مني ... كنت اكرهه و لا أبادله مشاعره .. لكن بعد زاوجي و معرفتي لوعة الحب الحقيقي و تذوق حلوه ومره عذرته : العيب يا ياسر ما كان بولد عمي ...
سأل بغضب: أجل ليه رافضتيه !!
جاوبته بأبسط تفسير و أقرب للحقيقة : الأرواح جنودا مجندة ..
هز راسه بأسى كذاب : مسكين سالم .. يعني قصيدة مجرد "تذكار من مجنونك "
*.........*--------*.........*--------*.........*
ليلى
رجع من شغله و هو تعبان حده .. بمجرد دخوله طلبني بطريقه مثيرة لشفقة : ممكن تأجلي مشوارك لبكرة
كنت أنا بعد مريضة .. و أعراض الأنفلونزا بدأت تظهر .. فوافقته على التأجيل
خلال العصر اشتقت لفنجال قهوة و تمر .. انتهيت منها .. على وصوله من المسجد .. فجلس معي بالصالة .. صبيت له فنجال قهوة و ناولته .. تأمله و بشجن : تسلم يدك .. الله يا زين ريحه الهيل .. الله يخليك لي يا أحلا ليلى ..
ركز نظره علي و كأنة يتأمل تحفة فنية : عيونك حلوين اليوم .. و
همست بخجل : أصب فنجال ثاني
لكن مناف كان مصر : لا .. اليوم أنتي محلوه بزيادة .. كل هذا عشاني
كنت فعلا متكحلة و متعطرة و لابسة .. قطعته بقهر : كلمه زيادة و تحصل الدله لاصقة بجبهتك
أخذ تمرة و هو يمانع نفسه عن الضحك سألته : أنت وعدتني !! تقول قصة الجازي !
سأل : أنتي وش تعرفين عنها !
جاوبته : الحكاية بكل بساطه لبنت مزيونه وصغيره أبوها شيخ معروف له هيبته وسمعته وأمها بنت شيخ و أخوانها رجال يضرب لهم ألف حساب .. كان من زينها وطيب أهلها الكل يخطبها من بين خواتها و يبيها ويتمناها ويتسابق لرضاها منهم ألشيبه ومنهم الشباب منهم المتزوج ومنهم العازب لكن كلهم عيال حمايل ويضرب فيهم الأمثال.. وكل واحد فيهم ما يرد ... حتى عيال عمها تفرقوا بسببها وكانوا على وشك يتذابحوا لجلها ... وفي الأخير تزوجت رجال .. معروفه أمه و غير معروف أبوه !!... ولد حرام .. كان عندهم يشتغل أجير ...كثر الكلام و محد يعرف الحق من الباطل ... الخلاصة أنها تزوجته وجابت له ولد ثم توفي بعد فتره قصيرة وترملت ... ورجعت لبيت أهلها ... ومره ثانيه كثروا خطابها مثل أول و زود ... ومن ضمنهم أبوي ... رفضت الكل وساندها أبوها رغم ضغط إخوانها ... حجت مع أبوها في نفس العام المتوفى فيه زوجها ورجعت من الحج مريضه ثم توفت ...
هز رأسه بضيق و امتعاض و غادرت وجهه ألابتسامه : قصتك كذبه .. هي من تبلا عليه .. كانت تحبه .. تقدم لها واحد ما لقت به عيب عشان ترفضه كالمعتاد .. و غصبوها إخوانها عليه .. و قبل العرس بيوم و أهل المعرس عندهم .. رمت نفسها بوسط المجلس و هي تنادي باسمه .. انسحب المعرس ظنها مجنونة أو فيها مس .. إخوانها عرفوا بأنها حيله عشان ما تتزوج .. ضربوها و حبسوها .. و هي ما ذاقت الزاد .. و من بعد اللي سوته ماحدن تقدم .. فرحم أبوها حالها فزوجها له ..
كانت صدمة سألته : صدقني كان ساحرها
رد ببسمة مريرة : كان حب .. الله يكفينا شره
تذكرت السالفة الثانية : من كانت خطيبتك !!
ضبط شماغه : أنسي!!
سألته : ليه!
وقف على بالي بــ يخرج لكنه جلس جنبي : صدق بتخطبينها لي !
صرت أتلعثم : أحاول !
قال بصوته المبحوح : متوسطة الطول ...
مسك طرف شعري و صار يلف الخصلة حول أصبعه : شعرها أسود طويل نااااعم
ركز عينه بعيني : عيونها واسعة بنية غامقة و من بعيد كأنها سودا
مسك يدي و صار يقلبها بكفه : قمحية ..
هذا فتنة متنقلة .. و عذاب لخلق الله .. حرااااام يطلق في الشوارع يفتن بنات المسلمين .. ابتسمت و أنا إداري دمعتي : تشبه .. مواصفات الخبز المسمومة
قطعني و هو يثبت أصبعه السبابة فوق شفافي : أنتي مو خبزة أنتي كيك .. مشيها ليلى .. مثل ما جرحتيني .. جرحتك .. ولا فيه خطيبة و لا غيرة .. أنتي أول وحدة بحياتي
أنا أول وحدة بحياته .. أحساس السعادة تغلغل حتى ارتجفت إطرافي سأل من جديد : تخطبينها لي !!
شلت صينية القهوة و أنا أغطي خجلي
على بعد المغرب .. خرج مناف يصلي المغرب و لا رجع .. واضح طلع مشوار .. زادت الحمى .. و للأسف جسدي فيه المناعة ضد الإمراض ضعيفة جدا و في حال مرضي بالأنفلونزا .. أعاني و كأني احتضر
فتحت عيني لأجد مناف يحاول إيقاظي : أخوانك هنا .. ألبسي و تعالي على المجلس
و خرج .. يمكن عبدالعزيز قرر بأنه لم يكتفي من ضربي و يريد ذبحي ..غيرت ملابسي بجلابية مغربية بلون نيلي كانت لــ فادية .. دخلت المجلس لأجد عبدالله و عبدالعزيز..
سلمت و بعد أسئلة المجاملة و كأن ما فعلوه بي لم يحدث
تشدق عبدالعزيز : خذي عباتك و خلينا نمشي
أكمل عبدالله و هو يفسر : فايزة مشتاقة لك .. و أمي بعد
أذن ظهرت براءتي .. سألت باستخفاف : ليه ؟
عبدالعزيز بجلافة : يعني ما قال لك رجلك ؟
هززت راسي "بلا "
عبدالله بهدوء : مناف .. طلع بريء من السالفة .. و أهل "بندر " .. السالفة طويلة .. أمشي الحين و بعدين أقولك ..
دخل مناف .. جلس بجانبي و هو يرفع يده لجبهتي : مسخنة .. عديتك ..
اشتعلت العيون الملونة بعاطفة .. و اشتعلت عيون إخواني بصدمة
عبدالعزيز وقف : أمشي ليلى !
ركزت نظري على مناف .. لكنه صامت و لم يتدخل .. كان ردي : لا
زمجر عبدالعزيز : ليلى يا ...
قاطعه مناف و هو يكلمني بحمية : ليلى أمك نفسها تشوفك
صداع .. مع مشاعر الألم و أنا أتذكر رد فعل أخواني .. حنان مناف كانت النتيجة بكاء : ما بي يا مناف .. أنت شفت كيف ضربوني .. و رموني عليك .. كرهت حالي بسببهم .. هم هلي و عزوتي ..بس شوف كيف
غرقت في بكاء .. بينما اقترب عبدالعزيز : أمشى برضاك قبل ..
هنا تدخل الصوت المبحوح بغضب : لا تخليني أغلط عليك و أنت بمجلسي .. ما تطلع ليلى إلا برضاها
أجال عبدالعزيز نظرة .. و شكله يخوف .. وقفت وراء مناف و أنا امسك في ثوبه .." ما دري وش شاف عبدالعزيز و خلاه يغسل يده مني !! "
وخرج و معه عبدالله
بعد خروجهم سأل مناف : خطبتي البنية !
ابتسمت : أنا آسفة مناف .. بس رفضتك ..
ضرب كف بكف و هو يمثل القهر : قلتي لها ..أني شاريها .. و مدحتني بأخلاقي و ديني
ضحكت غصب : تقول .. لا
وقفت لكنه مسكني و أعطاني علبة جوال جديد .. و قال : عشان تكلمي صديقتك ..
كان يقصد فادية ..أخذته و دخلت غرفتي .. وصلتني مباشرة رسالة مسجلة باسم " مناف "
||"وش أقول
دام لي قلب خجول
احترق مليون مرة
و ضاعت إنصاف الحلول
وش أقول
و ابتعادي عنك يسبب جنون
وش أقول
غير أحبك ثم أحبك ثم أحبك
لو مسافاتك تطوووووووووول"||
ارتبكت .. أبو "قلب خجول " و عيون ملونة مو هين
خرجت من الغرفة .. كان واقف بصالة و جواله بيده ..
قال ببسمة خفيفة : وصلتك رسايل !
احراااااج : فيه واحد أسمه مناف مزعج و قليل أدب ...
ضحك و رفع يده بحركة سريعة : دخيلك لا تبتسمين و لا تضحكين .. ترى ما أضمن نفسي
*.........*--------*.........*--------*.........*
فادية
رغم تأخر ياسر على شغله إلا أني أصريت نسافر لجدة .. لازم يتسامح مع أمه ..
سافرنا من الرياض إلى جدة جو .. و فور وصولنا جدة استأجر سيارة .. ولبيت أهلة..
بأرقى أحياء جدة قصر كبير مطل على شارعين بأسوار عالية و بوابات ضخمة .. كان يدور ياسر حول الأسوار و بالأخير وقف على جنب و قال : خل نعقد أتفاق .. لا تصدقين أي شي تسمعينه
قلت : طيب
وقفنا أمام ألبوابه .. رفع جواله و أتصل في أحدهم و بعدها بدقائق فتحت ألبوابه على مصراعيها .. كان قصر من ثلاث طوابق فخمة
*.........*--------*.........*--------*.........*
ياسر
سفرنا لجدة كان تلبية لرغبة فدوى
لم تعد تبتسم أو تحتقر أو حتى تتكلم .. صامته و مكتئبة جدا.. و لأنها مشتاقة لتقابل والدتي .. و لصراحة أنا أيضا كنت مشتاق
لكن متوجس من استقبالها لي .. فهي قد طلبت أن أطلق فدوى .. رغم تأكدي بأنها سوف تحبها لو قابلتها
قبل الدخول طلبت من فدوى أن لا تصدق .. لأني أكيد بأن جميع أسراري سوف تنثر أمامها .. و كدت أأمرها أن تغلق أذنيها عندما تغضب والدتي .. لكن كان أملي كبير أن تتحدث بطريقتها الحجازية السريعة و عندها لن تستوعب فدوى ..
دخلنا للفناء الداخلي كانت خالية إلا من سيارة وحيدة
دخلنا أنا و فدوى .. و كالعادة كان المنزل خالي إلا من الخدم يسرحون و يمرحون .. أحد الخادمات أخبرتنا أن والدتي بالرياض و بصحبتها أم راكان .. و كعادة أم راكان تركت أبنائها خلفها .. لكن الجميع سوف يرجع اليوم
تركت فدوى بصالة و بحثت عن ريما .. كانت بغرفتها جالسة .. فزت بمجرد لمحتني .. قلت لها : أنزلي لصالة .. سلمي على عمتك فدوى .. وين إخوانك !
ردت بخوف : راكان مع أصحابه .. و رابح بالنادي .. و من عمتي فدوى
قبل يخرج : زوجتي ... و عمك سامي وين !!
أجابت بسرعة و بدهشة : بجناحه ..
دامه مو في ملحق الخدم خله يأخذ راحته ..نزلت .. كانت فدوى محتلة المكان ممدة لقدميها فوق ألكنبه و أمامها عدة أكواب لعصائر .. لم أغيب كثير لكن يبدو أنها استغلت الوقت خير استغلال .. سألت : من يسكن هنا غير .. أمك و أبوك !
جاوبتها : أم راكان و عيالها .. و سامي و زوجته
تنهدت ورمقته بنظره بائسة وصوت ضعيف : بس ما فيه أحد كأنة بيت موحش !!
نزلت ريما و هي تمشي ببطء .. جاوبت فدوى : أمي و أبوي و أم راكان برياض و راجعين اليوم ..
و باستهزاء : سامي و زوجته أكيد يفكرون كيف يسيطرون على العالم !!.. خلينا منهم .. أعرفك على ريما .. بنت أخوي حسام ..
تقدمت ريما و حبة راس فدوى و يدها .. كانت فدوى متجمدة لفترة ثم .. أخفضت رأسها و هي تقول بمزح : مرة ثانية .. أول مرة أحد يبوس راسي ..
أبعدت ريما و أنا اعرض مساعدتي : أفـــا عليك أنا في الخدمة
أعطتني نظرة مغتاظة : ياسر .. أو أقول أشرب لك عصير ..
*.........*--------*.........*--------*.........*
فادية
كنت متعبة من السفر و ما زاد هو هذا البيت الأشبه بمحلات بيع الأثاث .. و الخدم الكثير يبعث على الحيرة .. عرضت على الخادمة قائمة بالعصائر فاخترتها جميعا .. أنا أكل و أشرب و أبكي و أضحك لكن والدي لن يتمكن من الضحك بعد الآن لأنه توفي كادت الدموع تطفر من عيني .. جلس ياسر على كنبة مفردة و قلب على القنوات و أخيرا ثبت على قناة .. و "يا ليته ما ثبت!!" .. كانت قناة فيها هيفاء وهبي ترقص بطول و العرض بشاشة .. همست له: غير القناة
لكن الحبيب فتح عينه على ألأخر مستمتع .. و "ريما" مو قادرة ترفع رأسها عن حضنها من الإحراج .. بدون أشعر كبيت الكمية القليلة من المويه المتبقية بالكوب في وجهه .. التفت و كأنه مصدوم : وشو !!
مسكينة ريما شهقت و تراجعت بأخر ألكنبه خوفا من انفجار عمها..قلت بهدوء : غير القناة ..
سأل باستهبال و هو يمسح المويا : ليه !!
بدون أوضح السبب رفعت الكوب للأعلى في تهديد صريح .. غير القناة و هو يتذمر : يا شين بعض الناس إذا غاروا ...
بعدها بفترة ياسر : تعالي نامي بغرفتي ..
أعطيته نظرة بمعني و "ريما" .. فكلم ريما و كأنها لعبه يحركها كيفما يشاء : ريما ارجعي غرفتك و يا ليت لو تكلمين ماما و تعرفين إذا وصلت لمطار جدة
و فعلا وقفت و رفعت جهاز جوال كان معلق برقبتها و هي تطقطقه وقفت بوسط طريقها و قالت : عمة فدوى .. عن أذنك
ليه تناديني عمه أنا متزوجة عمها لكن الأفضل لو تناديني فادية !!... ردد هو : راح يتأخرون ... تعالي نامي بغرفتي ..
اشتعلت بقلبي غيرة " أنام بنفس غرفته هو و زينة " قلت : ما أبي .. يمكن تزعل "أم راكان "
بحيرة رد : وش دخلها
بغضب فادية : غرفتها هي بعد .. عادي أنام على نفس سريرها !!
فسر بضحكة : لا أنا عندي جناح غير جناح أم راكان ..
انبسطت ملامحي اكتشاف جديد ياسر مو ميت مشاعر تماما .. كان جناحه بالطابق الثاني عبارة عن غرفة نوم و صالة مفتوحة و حمام كل شي فيها بألوان كئيبة أسود بني كحلي .. قال أول دخولنا بعد أن وضعت رأسي على الوسادة : نامي و ارتاحي أنا هنا جنبك لا تخافين
برد تلقائي : أنا لما أكون معك ما خاف
رد بغموض : مفروض تخافين و أنا المفروض أخاف .. دقات قلبي تزيد كم دقة .. و افقد عقلي .. أنتي إدمان بس من نوع ثاني
قبل أنام اقترحت عليه : غير لون الغرفة .. إلى أي لون .. مثلا ليموني أو ذهبي أو
نمت لساعات و صحيت .. لكن الوضع تغير .. ياسر كان جالس و غاضب وجهه مقلوب .. سألته : ياسر .. صار شي !!
جاوب و هو يحاول يكبح غضبه : خلينا نمشي ..
سألته : راح ننتظر أمك ..
قطعني : جت .. و تفاهمت معها و ما نفع ..
قلت : خلني أكلمها .. هي زعلانة منك بس مو مني .. أكيد بتسمع لي ..
رد بسرعة : لا .. بسرعة خل نمشي
كررت بإصرار : ليه ...
هنا انفجر و هو يرجع لي : نفسك تعرفين ليه !!.. لأنها أخيرا سامحتني ... على شي أنا ما سويته أصلا .. لكن عندها طلب صغيرون .. أطلقك
توقفت الكرة الأرضية عن الدوران .. و تجمدت عقارب الساعة .. حتى قلبي وقف .. همست بنفس مقطوع : لا تطلقني
مادري إذا أنا وصلته أو هو جاني كل شي صار بسرعة .. و أصبحت في دقائق معدودة بحضنه .. كان يتكلم بوسط أذني : هو أنا مجنون عشان أطلقك .. مو عشانك .. عشاني .. أنتي حياتي .. و أنا شخص أناني .. كيف اترك حياتي ... أنا خايف يغلطون عليك .. و أمي إذا زعلت تشتم بكل لغات العالم .. و شخصيا ما عرف أسكت .. أنتي غالية بس هي أغلا ..
تقبلت كلامه و خرجنا من الفيلا بنصف الليل .. ياسر كان رافض أن أقابل والده أو والدته .. سافرنا من جدة إلى أبها
*.........*--------*.........*--------*.........*
فايزة
زوج ليلى "مناف " حضر و معه أهل المتسبب في المشكلة للاعتذار ..
"حنان " كان أسم البنت بمساعدة من أخيها "بندر " ... لكن الفاجعة كانت بكون بندر و حنان أخوان لزوجي "كريم "
كانت والدته و أخته يعتذرن من والدتي بالمجلس و بما أن والدتي غاضبه جدا فقد كانت تعاملهم بجفاف ...
عبدالعزيز ضرب الولد المراهق أمام والده ...
لم أعد أريد الزواج من" كريم "فعائلته سببت الكثير من الألم و الحزن لأسرتي
لم تحضر ليلى .. برغم أن عبدالله و عبدالعزيز ذهبا لإحضارها .. توقعت رد فعلها .. فهي عندما تغضب من الصعب أن تسامح
في مساء اليوم الثاني .. حضر كريم مع مجموعة من الرجال كوسطاء .. مطالبا أخذ عروسه ... رفضت .. لكن لم تأخذ رغبتي بعين الاعتبار
أقنعتني والدتي قائلة : عيب نرده و هو متوسط بالرجال .. و إذا رفضتي وش عذرك .. و قبلك أختك تزوجت كذا .. وش يقولون الناس عنك .. ملك عليها يومين ثم طلقها .. أكيد لاقي فيها شي يسود الوجه .. والله ما ودي يكون هذا نصيبك .. بس وش أسوي .. اصبري يا أمي .. والله يوفقك و يسترك
*.........*--------*.........*--------*.........*
أماني
سفرنا لشرقية .. مشاري أخي الأصغر مثل الإسفنج في أمصاصة للمال مني
مصروفة اليومي مابين 200 إلى 500 ريال .. أصبح لا يكف عن طلب المال مني .. هذا ليس الاسوء فالا سوء في عدم قدرتي على بيع أي عقار .. إلا بموافقة خطية من شريكي في الاستثمار
و الشريك "طارق " رفض أن أبيع إلا له .. إلى هنا كانت الأمور بخير .. لكن الصدمة كانت عندما اخبرني فهد بأن أحد الشركات التي أمتلكها .. كان عليها قرض باسم مالكها و هو أنا عبارة عن مبلغ خيالي ... فأنا عندما وقعت على امتلاك رأس المال و الربح و الخسارة كان من ضمنها تسديد القرض .. و ألمشكله العويصة كانت في شخصية الدائن .. نعم .. كان طارق
اليوم وردني اتصال من "أم طارق " تخبرني بأن حالة فيصل ساءت جدا .. وضروري حضوري .. و بما أن زوج أمي مرتبط بعملة فقد تبرع مشاري أن يرافقني .. شرط أن ادفع له ثمن المشوار .. و يسأل إذا كان زوجي قد ترك سيارته باسمي !!!
*.........*--------*.........*--------*.........*
أبتسام
بدون تفكير و بدموع : لاني أكرهك .. أكرهك
اقترب
و اقترب
و اقترب
أراح جبينه فوق جبيني و بكل ثقة : قصدك لأنك تحبيني ...
توقعته يقول "من طلب حبك " أو " و أنا أكرهك " أو يضربني مثل سلوى
كررت : أكرهك ..
و كرر و هو يضحك : قصدك "أحبك "
مضى الليل على ها الحال و من بعدها صار رمز بيننا
أكرهك --- يعني أحبك
ما فقدتك --- يعني فقدتك
جاي بدري --- يعني ليه متأخر
و هكذا
خرج اليوم .. ودعته لكنه زودها و المكان مكشوف
همست له : وخر عيب أخواتك ممكن يشوفونا ..
زاد وقاحة : أكرهك
رديت بضحكة : و أنا بعد
ثم خرج من البيت
البنات تغير تعاملهم معي تماما .. من أجلس هم يتركون المكان .. و من كلام عناد وافقوا على سهيل و سالم و ألملكه بعد العيد ..اليوم جلست معهم غصب و سألتهم عن سبب تغيرهم .. و انفجرت فيني عاليه : عرفتي بأن أولاد عمك .. بيخطبون عندنا .. قلتي ليه ما أخرب عليهم .. و احكي لهم قصة خرافية .. تدرين أنا أكره شي عندي بالحياة .. الكذابين ..
كانت نهاية النقاش لأنها بعد أن أنهت كلامها خرجت من الغرفة
بعد صلاة المغرب اتصلت أماني .. زوجها حالته سيئة و هي في طريقها لرياض مع أخوي مشاري .. و نفسها أكون معها لان حالتها النفسية بالحضيض.. اتصلت في عناد أخبره لكن جواله مغلق فأرسلت له رسالة في حال فتح جواله .. و كنت على وشك اخرج لما قابلتني عمتي أم عناد بصالة و بناتها معها .. و من محاضرة لمحاضرة "كيف تطلعين و زوجك غايب و مع من .. و الى متى بتقعدين ! ..."
في الأخير مشيت و تركتها تكلم حالها لكن سمعتها تقول : ملعــــونة الوالــــدين
كل عرق من عروقي جف .. و كل قطرة من دمي صار يغلي .. لو هي أصغر كان ضربتها .. انفجرت فيها : إلــــاــــ أبوي .. إلا أبوي الله يغفر له و يرحمه .. حدك عاد ... تلعنين أبوي .. وش سوا لك .. ميت .. بقبره .. و دمعي ما جف عليه .. تدرين اللعنة ترجع لوالديك .. يعني أنتي لعنتي والديك ..
مسكت نفسي .. و توقفت رغم أن غضبي مازال يغلي .. تركتها جالسة و لا أهتز لها شعره
كان زوج أماني بين الحياة و الموت .. أصرت أماني أرجع بيتي و نتقابل بكرة عطيتها مفتاح بيتنا .. وصلني مشاري و فاجئني بكرتون جالكسي ..
نزلت البيت كان فاضي تماما اتصلت بعناد نفسي اعرف وش السالفة لكنة مازال مغلق .. غيرت ملابسي و توضيت و صليت .. و خلصت مسكت المصحف ..
أصوات صراخ و بكاء جذبتني بصالة .. نزلت بــ شرشف الصلاة كانوا البنات يبكون .. و عناد واقف ببدله العمل و أبوه يمسكه ..
وأول وقوع عينه علي هاج .. وصار أبوه يمسكه و مو قادر فيه ... كان يصرخ : تلعنين أمي .. تعالي هنا و فهميني .. فكني خلني أربيها ..
سمعت أبوه يقول : أمك و قامت بالسلامة .. ارتفاع بسيط بالضغط ..
هدا عناد بس ملامحه و وقفته كانت تشبه لقاتل مستعد لارتكاب جريمة : اطلــــعي من بيتي .. أنتي طــــالق .. و ولــــدك ما بيه ربيه لحالك .. أو تدرين و الله لأخذه منك و أخليك تبكين بدل الدموع دم ..
رمى بعدها عدة كلمات .. لكني بدأت أقترب من الباب و خرجت
*.........*--------*.........*--------*.........*
نهاية البارت