°•.•°
تـدري .. إن الجـــرح للمجــــروح ديـــن ،،
و أنـــت جـــارحنـــي وحقــك اجـــرح'ـك،،
ويــن تبـــعد ؟ و أنـت في نفسك سجـين،،
ويــن تنـــسى ؟ و أنـت ناسيــني مع'ـــك،،
كيــف تـــفرح ؟ و أنـت تــاركني حـــزين،،
جـــرحـــك مــثـــل ظــلـــك يتـــبـع'ــك،،
°•.•°
تجمدت و كأن ارجلي مثبته بالإسفلت
كان ياسر ينتظر بسيارته و لحظة لمحني خرج من السيارة ,,, مشى بسرعة و امسك يدي و بدا يجرني خلفه فتح الباب و رماني .. دار حول السيارة ووصل لبابه .. و عندما أستقر التفت له .. أحسست بشيء صلب قوي ضرب خدي .. كـــــان كــــــــــــــف ..
أصاب أذني طنين و عيني كادت تدخل عميقا برأسي و يبدو أن فك أسناني قد خلع !!
كنت خائفة أن يشاهد سالم فــ يتشاد معه .. و لكن سالم لم يخرج ..
و عندها اندلع غضبي فحاولت الفرار لكن كان قد أغلق جميع الأبواب و النوافذ بتحكم منه و تحركت السيارة بسرعة مصدرة لصرير قوي .. و فشلت محاولتي الغبية للفرار
كنت طوال الطريق صامته .. أشعر بأني مخدرة .. فماذا افعل في سيارة ياسر .. كيف سمحت له بإرجاعي .. وصفعته لازالت تنبض بالألم بخدي لتذكرني ..
قطعني صوته : وصلنا ..
كانت عمارة طويلة .. استدار ليفتح بابي من يراه يظنه احترام .. بينما هو تدبير وقائي كي لا أهرب .. أمسك بيدي و كأني طفلة و سحبني خلفه .. أما أنا فكنت أفكر كيف أرد الصفعة ..
كانت شقة بطابق الثالث .. أثاثها و أضاءتها و ديكورها يجمع بين العصري و الكلاسيكي المترف .. و بكل تأكيد كانت غالية
جلس بأريحية فوق أحد الكنبات ..
و اخرج علبه السجــاير ببطء ..
و أشعلها بتمهــل متعــــمـــد ..
و نفخ الدخان برضـــا ظاهر ...
باستهتار واضح قال : افسخي عباتك .. و تعالي اجلسي .. اعتبري نفسك ببيتك .. أو أجي أفسخها لك فدوى
خلعت عباءتي بثقة زائفة و أطرافي ترتعد .. و كم تمنيت لو غيرت فستاني .. صفر باستهزاء : همممممم حلو
كنت متوقعة أن يقطعني ياسر أن وقعت بيديه و هذا ما قد يحصل لكن على الأقل كنت قد أخذت حقي .. سابقا ..
علق باستهزاء : شعرك كأنه شجره غير مقلمه .. فيه من رفع فيها شكوى للبلدية
شعري يسدل بنعومة حول كتفي ..قطعت سيل سخريته .. : نفسي أغير ملابسي
بضحكة قصيرة مستهترة بتر عبارتي : بس أنا عاجبني لبسك .. ماله داعي
تحدثت من جديد و أنا أحاول عدم الانفجار : رجعني عشان أخذ ملابس
هز رأسه العنيد برفض : لا يا حلوة .. قبل سنة أخذتي حتى ملابسي معك .. و لا فكرتي فيني ..
ابتسمت بوقاحة : لأنك تستاهل ... هذا جزا الخاين
رد الابتسامة بعبوس وعنف : أستأهل !! .. و الله لأخليك تتمنين الموت .. و ادوس عزة نفسك هذي.. و اخليك تطلبين عفوي
و أنا أتحسس سكيني .. هذا مو ياسر اللي أعرفه هذا وحـــش : كيف بضرب !.. مثل قبل شوي بسيارة .. ما تأثر فيني .. تشتم !.. عادي .. كيف راح تخليني أتمنى الموت ! .. تتزوج علي .. أرقص لك بزواجك .. كيف ها .. أنت بكبرك ما تهمني .. و لا شي تسويه يهز فيني شعرة .. اطلب عفوك بــ أحلامك الوردية
وقف بلا مبالاة : أنتي بديتي و البادي أظلم .. ما عاد يهمني السبب .. لكن مثل ما شفتي وجهي السمح لأوريك وجهي ال ...
من حسن الحظ كانت سكيني بيدي مشى لحدي و سحب حقيبتي الصغيرة و أخذ هاتفي ثم رماها .. خرج و أقفل الباب ..
أخرجت مطاط تزينة كريستالة بلون فستاني و جمعت شعري في أعلى رأسي .. في حال كان بيني أنا و ياسر معركة لا أريد أعاقة من شعري .. دخلت للحمام و غسلت وجهي لأمسح الماكياج..
كانت الشقة بها غرفة نوم واحدة متصل بها حمام و صالة جلوس و مطبخ مكشوف على الصالة .. كانت شقة صغيرة .. ضيقة لا مكان فيها للهرب .. و كانت جميع الأبواب منزوعة المفاتيح بما فيها باب الحمام .. مهيأة لتكون ساحة معركة طاحنة
وصل عائد من مشواره القصير .. تفوح منه رائحة ... سمك !
من مبين جميع المأكولات .. أختار السمك .. هو نعمة اللهم أحفظها من الزوال .. لكن أنا لا أحب المأكولات البحرية بشكل عام .. و عند شم رائحتها أكاد أتقياء .. و كان يعلم بذالك !!!
أمرني : حضري السفرة
لم أكن جائعة .. و لو رفضت تحضير السفرة سيأخذها حجة لمد يده .. فحضرت و أنا صامته .. و أحاول تحمل حالة الغثيان .. انتهيت و حاولت المغادرة .. لكن رفض بجمله واحدة : وين رايحة؟ .. اجلسي
جلست و أنا أدعوا أن تعلق أحد عظام السمكة ببلعومه و أحاول مقاومة الغثيان .. و حاولت بجد .. لكن جميع ما في معدتي أصبح في فمي .. فجريت للمغسلة .. و أستفرغت
وقف خلفي و هو يصرخ حتى كاد يضربني : وجع يوجعك يا قرف .. سديتي نفسي الله يسد نفسك ..
و أستمر في الصراخ .. أما أنا فقد خطر على بالي لو أني بوسط طريقي للمغسلة وقعت بحضنه و تقيأت على ملابسه و عندها قد يكون له سبب وجيه "للقرف " و " سد نفسه " .. حسنا لمجرد تخيل هذا الموقف "ابتســـمت "
أخيرا انتهى توبيخي و رفعت السفرة .. و جلست بالصالة أنتظر الخطوة التالية ... خرج .. ليحضر شيء من السيارة .. و عاد و جيبه منتفخ بشيء معدني لكني لم أعر الأمر انتباه .. وقف خلفي للحظة .. و امتدت يده لرأسي .. فجأة أصبح رأسي خفيف .. رمى أمامي شيء أسود تناثر بصالة كما لو كان ريش أسود .. كـــان
ش ..ع..ر..ي ..
ش،ــــع،ــــــري ..
شــــــــــــــعــــــــــــري
ألتفت للخلف ،، كان يمسك بالمطاط أللذي كان يرفع شعري و مقص للقماش طويل بمقبض أسود ،،، هو المخبئ بجيبه قبل قليل
كنت أنقل نظري من شعري المنثور بصالة و وجهه ياسر ،،، رفعت يدي لأتلمس شعري الطويل ،،، لكنه الآن لم يكن يغطي حتى رقبتي ،،
قص شعري ،، ببساطة و في لمح البصر هدم أحد حصوني و أذلني ،،و أنا أدفع عبرتي ،،،، لكن بيده و ببساطة و دون جهد كبير ،،، دفعني للخلف بخشونة ،،، انحنى فوقي بعد إن سقط على الكنب و هو يبتسم نصف ابتسامة و بفخر : و أخيرا تم تقليم الشجرة الشوكية
أبتعد لأعود للوقوف من جديد ،، متلافية النظر لشعري حتى لا أبكي ،،، تكلمت بهدوء يعاكس ما يجيش بصدري لكن صوتي فضح جزء من غضبي العارم : راح تدفع الثمن غالي
بهدوء مماثل رد : أنت مديونه بسنة من عمري فيها ندمت على شي ما سويته ..
بسخرية مريرة : مديونه بسنة ! .. لأني ما سلمت نفسي لسكير ..
قذف الكلام في وجهها بضراوة : لك دين قديم عند السكير لازم تأخذينه .. لان ما عاد لك بقلبه مكان
صرخت بانفعال : ما عاد لي مكان !.. ليه متى كان لي مكان !! تعرف ليه تركتك ... لأن
قطعني بسخرية : أعرف ليه تركتيني .. موضوع و انتهى ... بس أوعدك ما أقصر هــ المرة معك .. و بعدها تعرفين كيف تلعبين مع ياسر
كان يكرر بعضا من كلامي هذا الشرانــــــــي المجنون .. : ياسر أحسن لك تطلقني .. لان حياتنا مع بعض مستحيلة .. .. و أنا إنسانة لي حدود تحمل و بعدها انفجر
جلس بأريحية و رد بعذوبة : الحسي كوعك أول بعدها أطلقك ما هو حبا فيك لكن نذالة ... و بعدين أنتي مفروض تشكريني لأني على وشك تحقيق أمنيتك !! ..
صرخت و فلتت أعصابي : أنت وش لغتك !! أنا أتكلم عربي .. أنا أكرهك .. ما أطيقك .. بــ لغصب أعيش معك يعني .. أرجع لــ زوينة ما ظنها تردك
رد ببرود : على الأقل هي عينها مليانة .. و ما تتركني عشان فلوس أو ..
طعنة نجلاء وقعت في صميم قلبها لأول مرة كان يتكلم دون عبوس عن زينة .. هل كان يتمرغ بين أحضانها ! و أنا تركته من اجل المال أو ؟؟؟
أكمل : أنتي قلتي نفسك بطفل يناديك ماما .. و أنا ما عندي مانع ....
كنت على وشك ألضـــــحك .. لا .. لا .. كنت على وشك ألبــــــكاء .. لكني حبســـــتهما
أرتفع ذقنها و أرسلت من العيون السود نظرة احتقار صافية و سألته : وش تقصد ياسر ؟
وقف بقامته المديدة مربكا إياها بطوله و جاعــلا قلبها يخفق : بثبت لك ما ني بعاجز !
سعلت وقد شعرت بالاختناق فجأة
فصرخت فيه : لو تموت ياسر أحتفظ بمواهبك لغيري
رفع تلفونه بخفة : أنشر فضايحك عند زوج أختك ؟
كان يخنقني باستخدام كلماتي .. كلمته بهدوء : أختي لا تدخلها بيننا ..
رفع هاتفه و في خلال ثواني كان الصوت الخشن ل "طارق " معنا لان ياسر فتح السبيكر
طارق : لبيه
ياسر : لحظة طارق
علق المكالمة
سقط "مهدودة الحيل "و روحي المعنوية صفر .. و حزن غريب سكني .. أنا أكرة ياسر شي مؤكد ليس له بقلبي مكان" و الخفقات المجنونة هي خوف و رعب و إثارة و تحدي لا غير " و بعد اكتشافي حقيقته أصبح كل شي قد يبدر منه متوقع و غير مستبعد .. استسلمت : خلاص ياسر
أبتسم بشماتة : كلمة السر فدوى .. أنا حلفت
صرخت فيه : مستحيل يا حيوان
رفع تعليق المكالمة : طارق فيه شي ما تعرفه
ركضت له و حاولت أخذ الهاتف لكن رفع يده للأعلى و قال بصوت هامس : تنفذين !
أشرت براسي موافقة .. أغلق الخط و أبتسم نصف ابتسامة مغرورة و رمى الهاتف وبدء فتح أزرار قميصه و يتقدم بثقل و عينيه تكاد تلتهمني
أغمضت عيناي ...
عصف بي رعب كبير من حيث لا أعلم و كأني حيوان محاصر و هو في النزع الأخير فتحت سكيني بوسط كفي ... لم يعط احتجاجاتي أي تفكير عابر .. و نطقتها : "تـــ ... ـــعــ ..ـــا ..ل ... ياسر"
____________________________________________
تـدري .. ان الجـــرح للمجــــروح ديـــن ،،
و انـت جـــارحنـــي وحقــك اجـــرح'ـك،،
ويــن تبـــعد ؟ و انـت في نفسك سجـين،،
ويــن تنـــسى ؟ و انـت ناسيــني مع'ـــك،،
كيــف تـــفرح ؟ و انـت تــاركني حـــزين،،
جـــرحـــك مــثـــل ظــلـــك يتـــبـع'ــك،،[
¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤¤~¤¤~¤
سولفوا تكفون لا عاد تسكتون ..
.. قبل لا أهوجس وياتيني بلاي
السكات يزود طعوني طعون ..
.. وتنكسر لا جا على راسي عصاي
سولفوا لو ما بغيتوا اتسولفون ..
.. قبل لا اقعد في الحزن رايح .. وجاي
واضحكوا لو بالعماله تضحكون ..
.. وجاملوني لو يضايقكم حكاي
لي وليفٍ راح جعله ما يهون ..
.. هو دواي وداي .. أو داي ودواي
راح لكن طيف زوله في العيون ..
.. مرةٍ قدامي ومرة وراي
وإن سكتوا جا وهو طيفه يمون ..
.. رحت أهوجس له وأبين له ولاي
مكسب عيوني من الفرقا مزووون ..
.. تمطر لطاريه .. والبرق ؟ أصدقاي
كل ما طروه لو هم يمزحون ..
.. احرموني من غداي ومن عشاي
أدري إنه ما تناسى الود كون ..
.. تسمع إذنه في قفاي اللسن عداي
وكانهم قالوا نسيته يكذبون ..
.. وإلا أنا فيه أمتلك نظرة وراي
كان حبه لي على خبري مصون ..
.. والله ان كني بقدري .. وبغلاي
ذي بقايا الحب وأطلال الجنون ..
.. والله أعلم في ضميره وش بقاي
غير طيعوني ولا عاد تسكتون ..
.. ولا والله إن أسمعكم بكاااي
ليلى
"رديت دمعتي .. ااااه يا مناف خلاص حدي اليوم .. إذا ما جيتني أنا جيتك .."
أخواتي جميعا موجودات ماعدا فايزة ..كان مجلسنا مليء بالنساء ... بالإضافة إلى الجارات و مجموعة من الأقارب
كنت قد جلست مجبرة بزاوية المجلس بين يدي فنجال قهوة باااردة و مازلت أحركها في أرجاء فنجالي ... و اجتر الذكريات ..
إذا كان في ذكرياتي يبتسم ابتسمــت
و إذا عبس عبســت
و إذا قال قصيدة أو أحدى حركاته الرومانسية .. و رغم كونها ذكرى خجلــت ..
كيف استطعت بيوم من الأيام إن أدعو عليه بالموت "عسا ما ذوق حزنك يا مناف "
عندما سمعت صوت يردد أسم" مناف " كانت أمي
أم عبدالعزيز : بنتي ليلى طلبتني ... تقول ما عاد أبيه ... بس هو رافض يطلق
أنطلق صوت نسائي لرد : زوجي يقول كنت ادرس معه ... ما كان يملك إلا قمل ثيابه .. بس سافر لجدة بعد الثانوي و رجع و معه ملايين .. من كان يتوقع مناف بن يوسف يكون معه ملايين .. الله العالم من وين له فلوسه !! ... لكن الحرام ما يدوم و أنا سمعت بأنه فلس ذاحين ... أحسن خله يرجع لأصله ... و إن شاء الله يطلق بنتك .. و الله ما تستاهلون إلا كل خير ..
ردت أمي : الله لا يرده ...
مناف من يصلي و يصوم .. من يذكره الناس بالخير .. من يده ممدودة بالعطاء للجميع حتى في وقت ضيقه.. مناف من كون نفسه من العدم و لكن بطرق مستقيمة .. يقال عنه هذا الكلام .. و في حضوري .. في نفس المجلس الذي اجلس فيه يهان قلبي من حاسد عدو لنجاح ..
وقفت ببطء حتى وصلت للمرأة المتحدثة ... و بصوت واثق عالي : جعلك أنتي و رجلك نعـــــــــــال لمناف ...
قاومت سكب قهوتي الباردة بوجهها ... و خرجت من المجلس
و وصلت غرفتي .. عندها لحقت بي أمي و صرخت بانفعال : أنتي انهبلتي .. وش يقولون عنك الناس هــ الحين ... أنتي في عقلك
كان وقت أنا انفجر و أنا أتوسلها : لا ما عاد فيني عقل .. متى طلبتك تطلقيني من مناف !! متى !! .. أنا إذا جا مناف برجع له .. ما بيه يطلقني .. يمه أنا بموووووت لو طلقني مناف .. يمه خلوه يردني
خرجت أمي من الغرفة و هي تضرب يد بيد و تستغفر الله لأن أبنتها العاقلة "استخفت"
بينما كنت أردد
وينك عني يا مناف ؟
_______________________________________ ______
أحـــــســـــاس مـــــؤلـــــم
أن تجد بعد العناء من يحبك لكنـــــــك في النهاية عاجز عن الوصول إليه
¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤¤~¤¤~¤
أماني
عند دخولي للجناح الفندقي الفاخر و بعد خلع عباءتي .. كان ينظر لي بتقييم .. كما لو كان تاجر يقيم بضاعة كان قد أشتراها .. دون حتى أن يسلم أو حتى يدعوني للعشاء ..؟؟
كان يتحرك و كأني غير موجودة .. لكن أخيرا طلب مني الصلاة خلفه
ربما بعد هذه الليلة يطالب بتسديدي لدين و الطلاق .. فأي رجل قد ينظر لي ..
لكن يبدو بأن ظني قد خاب فقبل نهاية هذه ألليله كان قد فقد اهتمامه بي .. و جلس ليتابع مبارة.. دون أن يقول أي كلمة
دخلت للحمام و غسلت شعري و بكيت .. بكيت .. فصمته و تجاهله لي كما لو كنت قطعة أثاث كان مــــؤلم .. يا لغبائي ماذا كنت أتوقع ؟؟.. فهو قد أظهر احتقاره لي في كل مناسبة جمعتنا ..
حسنا كنت أتوقع حــــــرب .. فيها أنا ندا له ..
لكن يبدو أن طارق قرر إني لا أستحق حتى أن يهدر كلاماته معي .. و أنا من كان في نيتي أن أنكد عليه .. خطتي فشلت فقد نكدت على نفسي فقط
بعد خروجي من الحمام ... فتحت كيك صغيرة بالشوكولا كانت خبأتها أبتسام في حقيبتي في حال جعت بسبب حيائي من الأكل أمام عريسي .. لم تعلم بأن عريسي سيتعمد تجريحي و تجويعي
وضعت رأسي على وسادتي و قد قررت دفن إحزاني في الليل الحالك .. و الغرق في أحلامي و البحث من خلالها عن شخص يحبني و يحمل الهم عني و يدلني لطريقي .. و التجئ له عند الحاجة و
_____________________________________________
ابي قلـــب ... لا ضـاقت بي الـدنيا
التــجـــے لــــه
وابي فگـــر ... لا ضــاعت دروبي
يـــدلـــنـــــــے
و ابـــي روح ... يشعل شموع ذاتي
وانــــحـــنــــے لـــه
و ابي جـبـل ... لا گثرة أهل النمايم
يـــلـــمــنــــے
لكن بعد غفوة بسيطة فتحت عيني لأجد يد دافئة ترفع شعري و بؤبؤان يحيط بها لون فضة مذاب تكاد تضيء في النور الخافت.. رجل قريب مني .. فيصل .. أكيد فيصل فلا أحد يستطيع لمسي سواه .. الآن سوف يمزق ملابسي و يشك بأخلاقي و شرفي ..
فجأة وجدت قلبها يدق بعنف و دون انتظام
¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤¤~¤¤~¤
عناد
كانت جميلة .. بصحة جيدة .. أصبحت أجمل في الحقيقة
سألتها : وش نفسك فيه العشا !
ردت بصوتها الناعم و هي تحمل خالد : أنا متعشية .. بس أنت لو حبيت تتعشى أقوم أصلح لك
منذو وصولها لم تطلع على أرجاء المنزل ..
لم تحتج للكلمات لتفسير شعورها .. فهي سعيدة لوجود بيت مستقل
اجتاحت كيانه المشاعر الصادقة غاية في الكمال .. و هو يحاول منع نفسه عن التعبير عن شوقه لها
أبتسام
كانت مشيته الواثقة و ابتسامته العذبة
تترك بصماتها السحرية على قلبها و أللذي كاد يخرج من صدرها
سألني برقه : نام خالد
كنت أحس بأني لأول مرة أقابل عناد .. و أشعر بخجل كبير .. أجبته هامسة : ايوا .. نام بس راح يقوم بنصف الليل
أبتسم بثقة مزعجة ذكرتني بافعاله السابقة .. هذا من رماني دون أن يستمع لتبريري و هدد بأخذ ولدي .. جمدت جميع مشاعري ..
فليكن له مايريد .. سوف أقوم بجميع واجباتي .. لكن لا يتوقع الكثير
¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤¤~¤¤~¤
فايزة
توالت أفخاخ سفر .... لكني كنت أخذت احتياطي و ارتديت حذاء مضاد لأفخاخه
لكن طرقة كانت منوعة و شاملة فقد أغلق على بأحد الغرف و مرت المحنة على خير بعد أن فتحت لي أحد الخادمات
لكن مشكله وقعت بالأمس جعلتني أعرف حجم حقده و بغضه لي .. كان يتعارك مع أخيه الأصغر ماجد .. و بما أن مهنا لم يكن هنا تدخلت لفك المتحاربين و التقدم بمبادرة لسلام .. لكن سفر تسللت يده الصغيرة لشعري و أمسكني به .. كان يتعمد جر شعري .. تركني و خصلة من شعري بين أصابعه .. لم أبكي أمامه .. دخلت لغرفتي و بكيت فقد ألمني فعلا .. لم أخبر مهنا بهذه الحادثة ..
استيقظت منذ الصباح .. كنت معهم في المطبخ أجهز وجبة الإفطار .. سفر و ماجد ذاهبان للمدرسة .. أما محمد و ملاك ف نائمان .. كان سفر يبدو كما لو كان مواصل دون نوم أما ماجد فكاد ينام و هو واقف
كانت المدرسة قريبه للمنزل لكن أوصلهما مهنا ثم ذهب لعمله
كنت في المنزل ..فتفقد الغرف دخلت لغرفة ماجد و محمد كانت طفولية جدا الألعاب في كل مكان و الملابس مرتبه بتنظيم
أما غرفة سفر كان السرير و الخزائن من خشب قوي بلون بني غامق ... تبدو و كأنها غرفة لشاب أو رجل لا طفل صغير .. لا يوجد العاب أو ملابس مبعثرة أو كرات .. حتى الملابس المطوية كان معظمها ثياب أو بناطيل رياضة ..
جلست فوق السرير فغرقت في بركة من البلل ..
الخادمات المحتالات قد رتبن المفارش دون أن يغسلنها و هي تكاد تقطر من البلل .. رفعت المفارش عن مرتبه كانت في يوم من الأيام ذات لون أبيض .. لكن الآن كانت فيها دوائر كبيرة من البلل .. و كانت الرائحة بشعة للغاية .. ألهذا كان يرفض أن ينام في مكان أخر خوف أن يبلل فراشة ..
كدت افقد عقلي من شدة الغضب بسبب الخادمات .. استدعيتهن ليتخلصن من ألمرتبه تماما .. و يغسلن المفارش .. و استبدلتها بأخرى كانت لسرير أضافي بنفس الحجم كان بغرفة إضافية ..
فتحت النت لأبحث .. من الممكن أن يكون سبب هذة الحالة لدى الأطفال سببين أما نفسي أو عضوي .... و كان هناك نصائح بسيطة قد تساعد ..
بعد عودت الأطفال من المدرسة لاحظت بأن ماجد ملتصق بي كظلي .. لكن بعد التمعن و التمحيص اكتشفت .. لم يكن يلتصق بي إلا عندما أكون مع أخته ملاك ..
سألته و هو ممزق بين أن يجلس معي بالغرفة أو يشاهد التلفاز "توم و جيري " : هذا وقت الكرتون أللي تحبه
لكنه رفض بإصرار أن يذهب وحيدا : تعالي معي
حملت الصغيرة و جلست معه و سألته : ليه إذا جلست أنا و ملاك تجلس معنا
رفض الإجابة فأغريته : أصلح لك كيك بشوكولاة
رفع نظرة ثم أجاب ببطء : سفر .. سفر يقول يمكن تسوين فيها شي
أطفال "عصر السرعة" يخافون أن أكون زوجة أب شريرة .. أضرب و أحرق .. و بما أن خير دفاع هو الهجوم .. ضربوا أستباقيا و هاجموا و راقبوا .. قصة من الماضي زوجة أب شريرة في هذا العصر أبناء زوج أشرار :(
بعد الغداء كان وقت مهنا لأخذ قيلولة قبل العصر ... أما الأولاد فقد جلسوا ليتابعوا أنمي جميل أنا أيضا اجلس معهم لمتابعته ...
لم أخبر أحد عن غرفة سفر .. و لم أستطع أن أنصح "سفر" مباشرة و اخترت هذا الوقت لتحدث في الموضوع : تدرون و أنا صغيرة كنت أسويها بملابسي
نظروا لي جميعا باستغراب و عندها ظهر مهنا عند الباب و هو ينظر لي بشفقة ... خجلت حتى تمنيت أن أختفي .. لكني أكملت كلامي : بس عشان ما أسويها بفراشي .. قبل النوم بثلاث ساعات تقريبا ما أشرب سوائل و بنهار أحاول أشرب بكثرة عشان أعود المثانة تتسع لكثير سوائل .. و إذا شربت بالليل أحاول أدخل الحمام قبلها .. أو أقول لأحد يصحيني بنصف الليل ادخل الحمام ..
تابعوا التلفاز ماعدا سفر اختفى ثم ظهر من جديد و بيده كوب عصير ..
بعد الانتهاء تفرقوا .. فعلق مهنا باستهزاء : أهلك غشوني .. ما قالوا لي و هي صغيرة كانت ...
قطعته : توديني السوق اليوم ..
أشر على عيونه : من عيوني .. بس ممكن أعرف أي العيال هو اللي؟
أشرت بيدي رافضة ... بعد المغرب خرجنا لسوق .. اشتريت لــ العيال و لي
رجعنا و وزعنا الإغراض .. حضر "يتمـختر" ماجد ببنطلون جينز و قميص أبيض نصف كم يناسب الصيف .. أما محمد فالتصقت حذاء رياضي بقدمه و رفض خلعها حتى وقت النوم ..
"الأطفال يرضيهم أشياء بسيطة "
أما أكثرهم أهمية "سفر " رفض حتى تجريب الملابس أو قياسها ..
جلس مهنا معي و هو يتنهد : الله يصلحه .. زعلان ..
سألته : ليه ؟ ... ما عجبته الملابس أو مو على مقاسه ..
قال ببسمة : مهتمة فيهم و كأنك أمهم ..
صدمني تعليقه لكن هو أكمل يوضح : تزوجتها صغيره .. و أنا كنت بعد قليل خبرة و ما عرف شي بدنيا .. هي نار و أنا ثلج .... تشد و أنا أشد ... و لا أحد فينا تنازل .. كنت أحاول أتأخر أو ما ارجع للبيت ليلا منعا لاصطدامنا ببعض .. و هي رمتهم على الشغالات .. كانت مشاكلنا مكشوفة للعيال .. ليليا صراخ و بكاء و شتايم و بنهار ينتقلون من بيتي لبيت جدهم .. أو خالهم .. لولا وفاتها كنا انفصلنا ... الله يرحمها
خرجت من غرفتنا و أنا أفكر بأن مهنا ما ذكرها بشر .. الخلاف كان من الطرفين .. بس أنا أشوفه أب طيب و حنون و يمكن أمهم كانت طيبة و حنونة على طريقتها الخاصة ..
كان سفر يجلس بصالة "براطمه شبرين من الزعل"
سألته و لأول مرة أكلمه مباشرة : ليه زعلان سفر .. شفت ملابسك .. ما عجبتك !!نغيرها لك !!
أجابني ماجد بدلا منه : سفر نفسه بــ "سيكل" بس أبوي مو راضي
هذا طلب سفر دراجة "سيكل " وقفت و توجهت لغرفتنا و طلبت مهنا و أصررت حتى وافق إن يشتريها لهم جميعا
عدت سعيدة لعلني أنال رضا هذا الصغير ..أمسكت ب"سفر " : أبوك وافق يشتري لكم سياكل .. بس بشرط تلعبون فيها هنا بــ الحوش و ما تطلعون لشارع ..
و لأول مرة أبتسم سفر بوجهي ... شاكرا
¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤~¤¤~¤¤~¤
نهـــــــايـــــــة البـــــــارت