الحلقة ١٩

6.8K 160 10
                                    

"عشقت أرملة"
ممنوع النقل نهائيا 🚫
تأليف جولين
الصورة تصميم الادمن ساشيش ثانكس ياار😘😘
الحلقة التاسعة عشر
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
*انصعقت عند سماع اسم ارجيت ... ارجيت هذا نفسه الشخص .... انه انه .. محامي العائلة .... لقد كان يعرف و هي لا تعلم .... زوجته السابقة كانت تجاهد كثييرا كي لا تتذكره و تتذكر كل لحظة جميلة عاشتها معه .... هي لم تكن تحبه بالمعنى الحقيقي و لكنها كانت تكن له مشاعر الاحترام .... تنكر انها ابدت اعجابها به فهو مهما كان زوجها السابق الذي كانت تعتقد بأنه مات ... و لكن اتضح الان انه على قيد الحياة و امامها ايضا ... الم يدرك مدى صعوبة ان تكون المراة هي عمود البيت .... كل المسؤوليات عليها ... الم يدرك كم عانت و هي تنظر لابنتها التي تحمل بعض ملامحه الجميلة ؟ ... الم يدرك انها في كل مرة تنظر الى كل انش في بيتها الذي كان يحمل ضحكاته قبلاته كلماته التي كانت ترمي في داخلها الحياة ... كانت تتمزق مليون مرة في الثانية .... لا هو بالتأكيد لم يهتم .... لقد وقع على اوراق الطلاق دون حتى ان يخبرها ... و سافر باعتقادهم انه مات الى الابد ..... ربما سافر ليلتقي بفتاة اخرى .... ربما لم يكن يحبها من الاساس .... فبالتأكيد لن يكن هناك مبرر قوي لقوله بأنه مات سوى انه لا يريد مواجهتها .... هل حقا نسي ابنته و لم يفكر بها ... يا له من انسان !!! لا تعرف مشاعرها بالضبط اتجاهه حتى الان هي تريد تهشيم كل عضلة بجسمه حتى و ان لم تكن تحبه ... و لكنه اب ابنتها .... و ابنتها تربت على ان اباها مات .... ماذا ان علمت الحقيقة ؟ ماذا سيحدث للفتاة الصغيرة ....( ممم في الحقيقة ...!) همس ارجون بصوت خافت مرتجف يتجهز للبوح بالحقيقة... زفرت سنايا بصوت شرس عنيف و دموعها على باب مقلتيها دون حتى ان تدرك ان بارون كان ينظر لها برعب شديد من التنهيدة الحارقة التي خرجت من رئتيها ....و لكنه توتر و خاف... هل مازالت تحب اخاه ام ماذا ؟؟ هذا هو السؤال الوحيد الذي كان يخشى ان يكون صحيحا .... شدت سنايا على قبضة بارون التي تكورت بغضب من الفكرة... و نظرت له مطمئنة اياه و كأنها فهمت بماذا يفكر.... فابتسم بخفة و هو يعود بالنظر الى اخيه الذي بدأ بقوله ( نعم ارجيت كان يعلم.... في الحقيقة.... هناك شخص اسمه فرانك فرناندو ... اتوقع انكم سمعتم باسمه) قوست سنايا حاجبيها و كأن الاسم مألوف و كأن احدا ذكره امامها... همس بارون لسنايا بصوت منخفض(اليس هذا الذي اكتشفت الشرطة انه حرق منزلك؟؟) فتحت سنايا عيونها بانصعاق... و ادركت اين سمعته.... تذكرت ان ارجيت اخبرها بان هذا هو الذي كان يطلب المال من اجل تسديد ديون ارجون... و هو الذي قام بحرق منزلها... شهقة قوية كتمتها بوضع يديها على فمها... اذن ارجون فعلا يوجد له علاقة بينه و بين هذا فرانك... يا الهي ما قصة الديون هذه... رفعت عيونها المتسعة لارجون الذي اكمل مخفض رأسه( هذا الرجل.. كنت شريكه ... شاركته بماله لنشتري شركة ملابس) قاطعه روهان و هو يهدر بغضب و اندهاش(كيف اشتركت بهذا الشيء و انت لم يكن معك سوى القليل من المال لتعيل عائلتك!!) زم ارجون شفتيه ليكمل بحنق( نعم أبي... لم يكن معي المال... اشتركت معه على اساس ان اعيد له ماله في حال اصبح وضعي افضل...لكنني فشلت) صمت و هو يشعر بالغصة تقف وسط حنجرته.... يشعر بالعار و الخجل من نفسه... صرخت سميرة بهستيرية و هي تبكي( قلنا لك اكثر من مرة ان نعطيك المال... لكنك رفضت... انظر اين انت الان بسبب عنادك) كانت سنايا طامرة رأسها بين احضان بارون الذي تقطع ألماً كلما سمع صوت بكائها... هو مدرك ان ما كان يحدث صعبا... ارجون كان يكذب عليها و هي وثقت به... تورط بشيء اكبر منه و مع هذا لم يطلب منها المال للحفاظ على كرامته... لا يريد ان يجني المال من زوجته التي تعمل...قبل بارون رأسها و هو يربت على كتفها و كأنه يعدها بانه لن يتركها مهما حدث.... اما ارجون ما زال رأسه مقابل الارض.. خجلاً من النظر في عيونهم.... أمره روهان بعصبية و عيونه تحمر كالدم( اكمل .... اين اختك؟؟ لماذا كذبت بشأن موتك... تكلم اين كنت)اخذ ارجون نفس طويل متقطع ليردف زافرا الهواء(كنت في السجن) شهق الجميع محدقين به بانصعاق... يتساءلون ماذا كان يعمل هناك و لماذا؟؟ كل ما دار في رأس سنايا انه مجرم و قتل احدهم... ابتعدت عن بارون و عيونها تطلق شرارات الغضب و الحقد ضاربة أرجون الذي ينظر لها بعيون دامعة(مجرم... انت مجرم.... من قتلت؟؟) وقفت و هي تصرخ بهستيرية( من قتلت يا مجرم... تكلم تكلم... من قتلت حتى سجنت... يا ايها ال...) مسكها بارون ضاماً اياها لتهدئ و هي تردد شتائمها لأرجون الذي شعر بأن الحياة لفت حبال مشنقتها حول رقبته... و حتى لا يبتعد الكرسي من تحت رجليه و يختنق... وقف مدافعاً عن نفسه... مبرراً لها (لا سنايا... انا حاولت الدفاع عن نفسي... عندما رأيت فرانك يقتل اختي امام عيوني... اعتقدت انني التالي... لم اريد ان اموت... فقط من اجلك و من اجل ابنت....) و قبل ان يكمل... سقط كف يدها على باطن وجهه مرمياً رأسه للجهة الاخرى( اخرس... لا تنطق اسم ابنتي على لسانك... هي ابنتي انا... انا فقط.. و والدها مات من اربع سنوات... الان هي تحظى بأب أحن منك و محترم و ليس مجرم) وضعت سميرة يديها على اذنيها و هي تصرخ ب "كفى" و دموعها غزيرة على طول وجنتيها.... فانهارت مكانها و اغمى عليها... مسكها روهان و تلقاها بين ذراعيه و هو يصرخ ببارون متناسياً ابنه الصغير (بارون بني ارجون اطلب الاسعاف بسرعة) توتر بارون و لم يعرف ماذا يفعل... اعطته سنايا الهاتف بسرعة و هي تمسح دموعها بخوف... اما سومي اتجهت نحو المطبخ و احضرت الماء لترش وجه سميرة علها تستيقظ لكن لا فائدة... اتصل بارون بالاسعاف و ركض بعدها نحو سميرة و هو خائف يحاول حملها و تمديدها بمساعدة روهان و سومي اما سنايا التفتت حولها فلم تجد لارجون اثر... لقد اختفى... توترت سنايا و ركضت للخارج تبحث عنه كالمهووسة... دخلت للبيت... اقتحمت الغرف و هي تنظر هنا و هناك كالمجنانين علها تراه... لكن ما الفائدة هو اختفى....فركت وجهها ممررة يدها بين خصلات شعرها بنرفزة زافرة انفاسها الحارقة من بين شفتيها... دخل بارون عليها و هو يلهث فالتفتت له لتراه يتعرق و يتنفس بصعوبة و هو يستند على الباب.. ركضت نحوه بخوف متمتمة(ماذا هناك؟) رفع عيونه نحوها ماسكا وجهها بين كفيه... و انفاسه اللاهثة تضرب وجهها بشكل قشعر جسدها.... وضعت يديها على كفيه بقلق(تكلم بارون) فهمس بخفوت متقطع مع خروج انفاسه(لقد ارعبتني... بحثت عنك كثيرا بعد ان ذهبت سيارة الاسعاف... و لم اجدك... شعرت بشيء يخنقني) ابتسمت سنايا بخفة لتطمئنه و هي تربت على يديها بنعومة( لا تقلق انا كنت هنا... انا بخير) انقض عليها بقبلة شلت حركتها و خدرتها... قبلها بجنون و شوق و خوف.... بادلته هي كالمطيعة و لم تمنعه ....كانت سعيدة جدا لكونه يخاف عليها لهذه الدرجة.... عندما ترك شفتيها همس امامهم بتأنيب مخمر بالحب مع انفاسه الثقيلة( لا تكرري هذا... لا تختفي دون ان تقولي) ابتسمت سنايا بسعادة و براءة (هل تخاف علي لهذه الدرجة) رفع بارون عيونه عن شفتيها ليحدق بعيونها كالنسر مقوساً حاجبيه بتنكر ( هل تشكين بهذا يا مجنونة؟) هزت رأسها نافية و هي تزم شفتيها بسعادة بالغة.... لم يخاف عليها احد لهذه الدرجة حتى أرجون... فتحت عيونها بقوة و هي تصرخ بداخلها.. أرجون.... و بدأ شريط الحديث و الأحداث و كشف الحقائق المؤلمة تمر في مخيلتها... توقفت عند عمتها سميرة فذهبت الكلمات من مخيلتها للسانها لتخرجها ناطقة بخوف مرتبك قلق(عمتي سميرة؟؟) تنهد بارون بأسى(أتت الاسعاف و اخذوها... هيا لنذهب للمشفى) أومئت سنايا لتذهب لكن بارون مسكها من معصمها ليهدر بها بأمر مقوساً حاجبيه( لا تبتعدي عن مرمى نظري... مفهوم؟؟) أومئت برأسها كالطالبة المطيعة.... ابتسم و قبل رأسها (هيا)...
*يقف واضعا يديه حول خصره يحدق بأرجون بتأنيب لهروبه (لماذا لا تتعلم مواجهة الواقع يا ارجون... لماذا تهرب دائما من واقعك!!؟)اخذ ارجون نفساً مرتجفاً و هو يشعر بقلبه محمل بالهموم و القلق... فرك وجهه بكفيه ممرراً انامله بين خصلات شعره( ارجيت... افهمني يا رجل... كيف سأواجه امي بعد ان اغمى عليها بسببي انا... لن تتحمل ان تراني مرة اخرى.. انا في نظرها مجرم)مسك ارجيت ارجون من اكتافه و هو يضغط عليهم قائلاً بحزم و احكام(يجب ان تواجهها ارجون... يجب ان تتكلم معها) ثم مسكه من معصمه ليسحبه نحو السيارة(هيا ستذهب للمشفى لتراها) افلت ارجون ذراعه من بين يدين ارجيت بعنف هادراً به (لا ارجيت... لا) تكتف ارجيت بنفاذ صبر(اذن ماذا ستفعل الان؟؟) اسبل ارجون رموشه بحزن(لا اعلم... لكن يجب ان اجد مكان لاقيم به اليوم و غدا سأرى ماذا افعل) ثم رفع عيونه لارجيت بتوسل و خجل(هل يمكنني ان ابقى عندك حتى غدا) ابتسم ارجيت مربتاً على كتفه(يمكنك ان تبقى عندي هذه الفترة... لكن ماذا عن صديقتك؟؟ ألم تقول انك كنت تعيش معها؟؟) أومئ ارجون له ثم رفع حاجبيه مع اكتافه(لكنني لن ابقى هذه الفترة... لأنها ستلاحظ حالتي و ستبقى تسأل... و انا لست مستعد لشرح اي شيء حاليا) أومئ ارجيت بتفهم و اخد ارجون معه...
*كان الجميع جالس في ممر المشفى بتوتر... ينتظرون خروج الطبيب بنفاذ صبر.... اتت سنايا و معها بارون ركضاً باتجاههم. .. وقف بارون أمام روهان قائلا بأنفاس لاهثة متعبة(ماذا حدث؟؟ هل سمعتم اي خير عنها؟) هز روهان رأسها نافياً بأسف... مرر بارون أصابعه بين خصلات شعره بتوتر و خوف... أما سنايا أمسكته و اجلسته تطمأنه بقولها(كل شيء سيكون بخير) ضمت ذراعه و هي تسند رأسها على كتفه... فمال برأسه على رأسها ليرتاح من ثقل رأسه المحمل بالهموم و الحزن و اليأس و التوتر... فركت سنايا يديه بنعومة ليرتاح و يهدئ من خوفه و توتره... خرج من بين شفتيه أنين خافت و كأن جسده استرخى بين يديها... ابتسمت بخفة و هي تكمل تدليك كفيه... حتى خرج الطبيب... فوقف بارون كالملسوع و سنايا معه... اتجه الجميع نحوه و سنايا و بارون يقفون خلفهم... بادرت سومي بسؤالها عن الجميع(ماذا حدث معها يا دكتور؟) اخذ الدكتور نفس طويل ليقول بطريقة رسمية(المدام بخير.... تعرضت لانهيار من ضغط الصدمات... قلبها لم يتحمل... يجب ان تقفوا بجانبها... حاولوا ان لا تحزنوها... وفروا لها كل شيء تريده) أومئ روهان له قائلا بسرعة و شوق(هل يمكننا ان نراها) أومئ الطبيب بابتسامة و ذهب... اما بارون اخذ نفساً مرتاحاً.... على الأقل هي بخير.. و سيعمل جهده حتى لا يحصل هذا مجددا... سيسعدها و يبعدها عن هذا العالم الكئيب.... سيحاول ان يجعلها تضحك... لكن كيف؟؟ و ابنها الصغير هنا... بعد ان علم الجميع بموته!! و سنتيا ايضا... هل ستتعرف على اخيه؟ هل ستعرف اباها و تبتعد عنه؟ و سنايا!! هل ستتركه و تعود لزوجها و تعيد بناء عائلتها التي تدمرت قبل 4 سنوات...شعر بالغصة تقف وسط حنجرته تخنقه بعنف... مجرد التفكير بأنها ستعود لأخيه و الذي يكرهه شعر بالكراهية تزداد اتجاهه شعر بالغيرة على حبيبته تنهش قلبه... ابتلع هذه الغصة و هو ينظر في عيون زوجته التي وقفت أمامه تهزه هاتفة(بارون... اين ذهب عقلك) ابتسم بخفة كالعاشق الخائف على فقدان معشوقته... اردف و هو يمسك وجهها بين كفيه بلا وعي(لا تتركيني... هل تعيديني بهذا؟؟) استغربت سنايا من كلامه و شعرت بأن تفكيره يذهب به بعيداً ليلقي به بأفكار شيطانية.. فقالت مبتسمة نافية تفكيره الاخرق (أعدك بهذا... لا تفكر حتى انني سأتركك يوما.. انتشل هذا الغباء من رأسك الفارغ يا احمق) قالت جملتها الاخيرة و هي تضربه بخفة على رأسه... ضحكت بشدة على شكله الاخرق المندهش ... قاطعهم صوت سومي التي كانت تقف بجانبهم و هي تبتسم لتقول بهدوء(تعالوا لتروها) التفتوا لها .. ابتعدت سنايا عن بارون و هي تبتسم بخجل و دخلت الغرفة عند سميرة ... أما بارون كان على وشك الدخول لكنه وقف عندما نادته سومي... فالتفت اليها ناظراً لها يحثها بأن تتكلم... فقالت و هي تلوي شفتيها(سنتيا؟) قوس بارون حاجبيه(ماذا حدث لها هل..) و قبل ان يكمل قفز متذكراً انها في المدرسة و يجب ان يقلها احد... أومئ بارون بتفهم(نعم المدرسة... سأحضرها لكن سأخبر سنايا أولا) أومئت سومي برضى مع ابتسامة جميلة... دخل بارون الغرفة فكانت سنايا جالسة بجانب سميرة يتكلمون... كانت سنايا ممسكة يد سميرة و هي تبتسم مبادلة ابتسامة سميرة المتعبة... ابتسم بارون و اقترب منهم... وقف عند رأس سميرة ليقبل رأسها برقة(أمي لن اتأخر... سأذهب لآخذ سنتيا من المدرسة) ابتسمت سميرة مربتة على وجهه بحنان( أنا بخير ) ابتسم بارون و التفتت لسنايا فكانت تبتسم ابتسامة مشرقة جميلة.. فاقترب منها و قبلها بخفة هامساً أمام شفتيها(لن اتأخر) أومئت سنايا بخجل من معاملته لها أمام عائلته... نخر بأصابعه خدها بنعومة ثم ذهب...
*دخل ارجيت معه ارجون لبيته الكبير نسبيا... فاخر أنيق بسيط من النوع الثقيل.. بحيطانه البيضاء مزينة ببعض الزخارف الجميلة و الناعمة.... القى ارجون بنظرة سريعة بما في البيت... فقلب شفتيه بتعجب(وااو بيتك جميل) ابتسم ارجيت و هو يعلق معطفه(نعم... انه من تصميم زوجتي) التفت ارجون حوله(اين هي... دعني اتعرف عليها) استغرب ارجيت نفس الشيء بأن زوجته ليست موجودة لتستقبله مثل دائما عندما يعود... فنادى باسمها ( كارلا).. سمع صوت خطوات خلفه فكانت كارلا ترفع شعرها عن وجهها بأسفل ظهر كفها الملطخ بالطحين... كانت ترتدي زي الطبخ الأبيض....وقفت أمام أرجيت و هي تبتسم ابتسامة عريضة(متى عدت! اسفة لم انتبه كنت في المطبخ) ابتسم ارجون بلطافة... و قبل ان يجيبها ارجيت كانت قد التفتت لأرجون و هي تقول بتساؤل مكفهر(من هذا الذي يبدو عليه مشرد) قوس ارجون حاجبيه لنعتها له بالمشرد.... ماذا تقصد بهذا؟؟ هل يبدو عليه كمجرم ام ماذا؟ .. ضحك ارجيت و هو يضمها من كتفها( لا طبعا... هذا احد موكلي... قضيته قصة طويلة... فسيبقى هنا معنا) اشرق وجه كارلا بابتسامة و هي تمد يدها( اسفة.. انا كارلا و انت...) ابتسم ارجون ليجيبها و هو يحدق بيدها التي هي ممتدة و كلها طحين(ارجون) نظرت ليدها فابعدتها بخجل لتقول بوجنتين موردتين(سررت بلقائك) قوس ارجيت حاجبيه باندهاش ثم ضحك بقوة لوجهها الخجول... مسك وجهها كالاطفال و هو يهمس ( تبدين لطيفة وانتي خجولة) ثم فاجئها بقبلة رقيقة طويلة أثارت اندهاش ارجون و خجله... اخفض رأسه باحراج و هو يتراجع للخلف حتى ينسحب... لكن في هذا الوقت كانت قد ركضت كارلا الى المطبخ بعيداً عنهم... ضحك ارجيت بمرح و هو يربت على كتف ارجون(هي دائما هكذا... تخجل و تهرب... يا لها من فتاة) ابتسم ارجون بتردد متسائلاً( متى تزوجت يا رجل... و لم تقول لي ايضا) قهقه ارجون ليجيبه ببرودة هازاً كتفيه(قبل 3 سنوات... كنت انت في السجن و لم ارد ان اخبرك) نظر ارجون حول نفسه قائلاً بخبث(اعتقد انني سأرى الان طفلا جميلا يجري... اين هو) ضحك ارجيت و هو يجلس على الكنبة ليريح ظهره... ليقول بتنهيدة فرح و نفاذ صبر(في الطريق..) قوس ارجون حاجبيه فلم يفهم قصد ارجيت... فرماه ارجيت بنظرات سخرية مغلقاً نصف عيونه( اقصد انها حامل في الشهر الثاني) فتح ارجون فمه بفهم كالأبلة( اووه نعم نعم...مبروك يا أخي) أومئ ارجيت له بسعادة(شكرا)
*كانت تخرج من الباب العريض ركضا بسعادة طفولية مفعمة بالحيوية..... قفزت بين يديه كمن يتشبت بخيط السعادة... تعلقت برقبته و هي تضحك بصوتها الطفولي الناعم(بابا) ابتسم بارون ابتسامة عريضة بسعادة و قبلها (اهلا بصغيرتي الجميلة... اخبريني كيف كانت المدرسة اليوم) هتفت سنتيا و هي تصفق بيديها بمرح (جميلة جدا جدا... لعبنا كثيرا و ايضا اتوا ناس شرحوا لنا عن الحيوانات و اعطونا صور جميلة جدا جدا) ثم صمتت قليلا و هي تلهث ثم اكملت بعد برهة و هي تقفز بين يديه(نعم نعم.... معلمة الانجليزية اليوم كافئتني و وضعت لي نجمة على رأسي... انظر) فرفعت شعرها عن جبهتها لتريه النجمة و هي تبتسم.... سكتت و هي تلهث.... فمالت برأسها لتستند على كتفه و هو صامت فقط يستمع و يتأمل سعادتها.... هل لو رأت والدها الحقيقي و تعرفت عليه ستكون سعادتها بهذا الحد و تنساه؟... قاطع تفكيره الأخرق صوت طفل رجولي أضحك بارون بداخله( يا عم) نظر بارون له و و هو يقوس حاجبيه بتعجب مع ابتسامة رقيقة(تفضل) نظرت سنتيا للأسفل فكان دروف يقف برزانة و وجه جدي و راقي( من أنت؟؟) فغر بارون شفتيه ليتكلم لكن سنتيا سارعت بالاجابة (هذا والدي الذي اخبرتك عنه) تبدلت ملامح دروح لملامح سعيدة مشرقة فمد يده(مرحبا.. انا دروف) أومئ بارون بخبث و هو يصافحه (اهلا انا بارون) ثم التفت لسنتيا هامسا لها (من هذا يا فصعونة) ضحكت سنتيا ثم اخفضت رأسها بخجل .. رفع بارون حاجبيه و هو يزم شفتيه مانعا نفسه من الضحك.... وجنتيها توردت... ياااه انها تشبه أمها كثيرا.... عض على شفتيه و هو يفكر بماذا سيفعل بها الليلة.. بدأ عقله يذهب و يعود بأفكاره المنحرفة... و التي قطعتها سنتيا عندما قفزت من بين يدي بارون لتقف مواجهة دروف.... نظر بارون لهم بتربص و وجهه متجهم يحاول ان يسمع ما يقولونه.... مررت سنتيا عيناها لبارون فرأته يحاول يقترب ليتجسس عليهم... ضربت عيني بارون بعيونها فعاد ليرتكز و ينظر حوله و كأنه بريء لم يفعل شيء فقط ينتظرها... قهقهت بصوت خافت و هي تقول لدروف( حسنا... سأكلم أمي و أبي و اسألهم أولا... انت تعرف هم....) ثم اقتربت و همست بصوت خافت (تزوجوا البارحة) فتح دروف فمه بتفهم (حسنا... اذا كلميني و اخبريني بما يحدث) ابتسمت سنتيا له... نظرت لبارون فكان ينظر لهم... ابعد نظره عندما نظرت له... اقتربت من دروف و قبلت خده..فتح دروف فمه كالأبلة مصدوم... و فتح بارون عيونه على وسعهم...همس بداخله (يا لها من فتاة منحرفة مثل أمها اشفق عليك يا دروف... أغرتك أعلم هذا) سخر في الجملة الأخيرة و هو يلوي شفتيه.... مسكت سنتيا يديها مردفة(لنذهب) أومئ لها بارون و هو يتوعد بنظراته بأنها لن تفلت منه قبل ان تعطيه مبرر لما فعلته...
*ساعدت سنايا سميرة بالجلوس و وضعت وسادة خلف ظهرها لترتاح... جلست أمامها و هي تبتسم و روهان يجلس بالجانب الاخر و سومي تقف خلفها...دخلت سنتيا مهرولة مقتحمة الغرفة كالجيش و هي تضحك ... ركضت نحو سميرة و قفزت على السرير بجانبها... دخل بارون مبتسماً و هو يهز رأسه بقلة حيلة من هذه الفتاة... بدأت سنتيا كعادتها بالثرثرة و شرح قصة حياتها بالتفصيل و بكل ما يحدث معها... أما هم فكانوا يبتسمون ليرضونها و يجارونها بالكلام... تنهدت سناايا و هي تحملها و تجلسها في حجرها( ألن تصمتي؟؟ انظري جدتك مريضة و انتي تؤلمين رأسها) مررت سنتيا نظرها بين الموجودين بصمت ثم انفجرت ضاحكة ... قوست سنايا حاجبيها بتجهم .. و استغرب باررون ضحكها الهستيري فاقترب و حملها موجهاً كلامه لهم( سنعود للبيت ) ثم نظر لسنتيا بخبث(هناك حديث يجب ان اناقشه مع سنتيا) توقفت سنتيا عن الضحك و اخفضت رأسها بخجل ... قهقه بارون على شكلها و هي تطمر رأسها بكتفه.. ربت بارون على ظهرها و غمز لهم و خرج... ضربت سنايا جبهتها بكفها( لا اعلم الى ماذا يخططون) مسكت سميرة يدها و هي تقول بحب و حنان(سنايا اذهبي انتي ) ثم نظرت لسومي( و انتي ايضا سومي.. لا يجوز ان تجلسي هنا .. ستتعبين.. شكرا لكم.. انا اعني هذا شكرا) ابتسمت سنايا و ربتت على رأسها( حسنا انتبهي على نفسك) ثم رفعت نظرها لروهان( و انت عمي اتصل بنا اذا احتجت شيء... و ايضا) احاطت وجه سميرة بيديها ( انسوا ما حدث و ارتاحوا )أومئت سميرة بتعب و شحوب بدأ بالظهور على وجهها لتذكرها ما حدث... وقفت سنايا بتوتر و هي تفكر ماذا لو اجبروها على العودة لأرجون كما فعلوا قبل سنين.. هل سيحرمونها من سعادتها و حياتها مقابل ابنهم الذي اختفى و ذهب و لم يتصل رغم علمه بأنهم خائفين عليه ... بل بقى صامتا و لم يسأل عنها او حتى على ابنته و الان يأتي و كأن شيء لم يحدث... نفخت سنايا صدرها بشموخ و هي تفكر بأنها ستعمل المستحيل لتبقى مع بارون هي لا تريد كاذب مثل أرجون.. بل صادق مثل بارون.. ابتسامة مشردة مرت على ثغرها و هي تتذكر كم يحبها و مستعد ان يفعل اي شي و الاهم انه لا يكذب... شعرت بيد دافئة تحط على يدها ... فهزت رأسها لتخرج من أفكارها و تنظر أمامها فكان بارون ينظر لها بقلق ( سنايا؟؟ لماذا عدتي؟؟ اين فكرك ؟) ابتسمت سنايا بتردد( لا شيء.. فقط كنت افكر بوالدتك... انها تتحسن.. أتيت لأرى سنتيا و ابقى معها) ثم دخلت و اتجهت لغرفتها ... لحق بها بارون فالتفتت سنايا له لتكمل( لا اعرف ان خرج ارجون امامها ماذا ستفعل.. هل ستعرفه ام لا... لا اريد تركها سأبقى معها) لوى بارون شفتيه بابتسامة جانبية و هو يرمي بنفسه على السرير (صغيرتي في عالم اخر لا تخافي عليها) ختم جملته بقهقهة أثارت فضول سنايا التي اتجهت و اخرجت لها ملابسة مريحة بدل الفستان الذي ترتديه ... نظرت له بتجهم و هي تقول( ستشرح لي كل شيء بعد ان ابدل ملابسي) أومئ لها بارون و هو يضع ذراعه تحت رأسه مسترخياً... رن هاتف سنايا فأجاب بارون و كانت لين (أهلا لين) أتى صوت لين القلق( كيف حالك بارون... و سنايا كيف أصبحت هل هي بخير؟؟) رد عليها بارون بنبرة هادئة مطمئنة(نعم انها بخير .. لا تخافي لن اتركها وحدها) زفرت لين انفاسها بارتياح و كأن هم و ابتعد عنها .. تكلموا قليلا و سألها عن احوالهم فكانت سعيدة و كلم زين حتى خرجت سنايا عندما كان بارون يقول(حسنا سنكلمكم لاحقا الان يجب ان اغلق... حسنا... وداعا) و اغلق الهاتف ... نظرت سنايا له باستغراب(من؟؟) ابتسم بارون و هو يتجه نحرها( لين و زين اتصلوا ليسألوا عن الوضع هنا) أومئت سنايا و كانت على وشك الذهاب لكنها تذكرت أمر سنتيا فالتفتت له و هي تتكلم بفضول( ماذا كنت ستخبرني عن سنتيا؟) ضحك بارون و هو يمسك يدها و يسحبها(تعالي لنجلس و سأشرح لكي كل شيء) ... جلس أمام النافذة على كرسي خشبي عريض مريح و أجلسها في حضنه... تأفأفت سنايا بدلع( بارون) قالتها بشفتين مبرومتين... قبلها بارون بخفة و هو يبتسم بالأبلة(ماذا يا روح بارون؟ ألا يحق لي ان اكلم زوجتي كما أريد؟) قهقهت سنايا و هي تلف ذراعيها حول عنقه(تكلم) ابتسم بارون برضى كالأطفال (حسنا ... سنتيا و دروف علاقتهم خطيرة ... أتعلمين ماذا فعلت اليوم أمام عيوني هذه) و أشار لعيونه كالمصدوم فتجهم وجه سنايا و انكمش قلقا فاكمل بارون بانفعال( قبلته أمام عيوني.. و اتفقوا على أساس ان يأتي دروف طبعا بموافقتنا) فتحت سنايا فمها باندهاش و هي تحاول ان تفهم الى اي مرحلة وصل نضوج ابنتها.. ما هذا الجيل يا الهي! عندما كانت بعمرها كانت تضرب أولاد الجيران لتأخذ الكرة اما ابنتها تقبله!! ياااه لمن هي منحرفة ... ارجون مؤدب و انا لست منحرفة... هذا بارون لقد أفسد ابنتي فتجهم وجهها و هي تواجهه بتأنيب(انت يا منحرف أفسدت عقل ابنتي الطفولي) رفع بارون حاجبيه(أنا؟؟ و ماذا فعلت!! هي من قبلته و بارادتها و هو كان المسكين غير مصدق لقد تصنم مكانه) ثم رفع اكتافه بنكرة( و ايضا لا اعلم ان كان هناك شيء اخر) تنهدت سنايا (حسنا و دروف؟؟ هل سيأتي؟) فأجابها بارون ( لقد كلمتها و ترجتني بأن يأتي ... لذا قلت لها بأن تكلمه ) ثم ابتسم بخبث و اكمل( ثم انه صهري و يجب ان يكون تحت انظاري) قهقهت سنايا و هي تعبث بشعره... ضحك بارون و هو يضمها لصدرهم و اخذ نفساً عميقاً مغمض العينين.. ابتسمت سنايا بخجل ... شعرت بأنها مصدر راحته و سعادته... قبل رأسها الذي هو ممتد على صدره و همس لها برقة و عشق( أحبك) فزادت تتويق يديها حول خصره قوة... اقتحمت سنتيا الغرفة ركضاً كعادتها تصرخ (بابا بابا بابا) رفعت سنايا رأسها بذعر و التفتت لابنتها كما فعل بارون.. فوقفت سنتيا أمامهم و يديها على خصرها تهزه بغضب( اين انتم؟؟ انا منذ ساعة اصرخ و لا احد يجيبني) قوست سنايا حاجبيها ( لم نسمعكي ... ماذا هناك؟) فتحت سنتيا فمها (ألم يخبرك بابا بمجيء دروف؟) ثم نظرت لبارون و ضربته على كتفه و هي تقلب شفتيها (أخبرتني أنك ستقول لها) قهقه بارون و هو يضمها ايضا لحضنه(أخبرتها أخبرتها لا تغضبي) ابتسمت سنتيا ابتسامة عريضة سعيدة ثم نظرت لسنايا بتفحص فتجهم وجهها و هي تنهرها بنبرة طفولية( ماذا تفعلين هنا؟ لستي طفلة لتجلسي بحضنه هيا هيا انزلي) تغيرت ملامح سنايا للتحدي و هي تكور شفتيها بغضب فتشبتت برقبة بارون و هي تواجه ابننتها الوحيدة بدلع( انتي من يجب ان ينزل لا انا... هو زوجي) فعانقت سنتيا عنق بارون فوق ذراعيّ سنايا( بل بابا) ردتها سنايا بعصبية(زوجي) زفرت سنتيا بغضب(بابا) زم بارون شفتيه كاتماً ضحكته و هو ينظر لهما ببراءة و يتابع تشاجرهما و تملكهما ...شعر بالفخر ... و لكنه سيختنق ان بقيا يتشاجران على عنقه... فمسك ذراعيهم و ابعدهم و هو يأخذ نفس طويل(كفى... هل ستقتلوني!! مازلت شب ...على الاقل عندما ارزق بطفل اق...) قبل ان يكمل كانا قد صرخا به معاً(ماذا؟) ارتد بارون للخلف برأسه مصدوم من ردة فعلهم(ماذا ماذا؟) سبقت سنتيا أمها و هي تقول بغضب( لا أريد أخ او اخت اريد ان اكون وحيدة) ثم نظرت للأسفل بحزن(ستنسوني ان اصبح لدي اشقاء) قبلها بارون بحب يراضيها(مستحيل.. كيف لي ان انسى اميرتي الصغير) ثم نظر لسنايا التي تنظر له بغضب مواجهة سنتيا بكلامها( سنتيا انتي اذهبي ربما دروف أتى) قفزت سنتيا و هي تضع يدها على فمها( صحيح كيف نسيت... وداعا وداعا) ثم ركضت خارجا... ضربت سنايا بارون على كتفه(كيف تقول هذا امام سنتيا بارون؟ ألا تخجل!) ثم ابعدت عيناها عنه بشفتين مقلوبتين و وجهها متجهم بدلع... رفع بارون حاجبيه باستغراب من رد فعلها ... مسك وجهها و اداره لتلتفت له ... ابتسم بارون و هو يقترب منها ليلتقط شفتيها بين شفتيه برقة و هدوء ... و هي توقت ذراعيها حول رقبته تقربه منها أكثر فأكثر...وضع ذراعه تحت فخديها ليحملها... فابتعد سنايا قليل و انفصلت عن شفتيه لتهمس و هي تلهث(لا بارون ليس الان... سنتيا و دروف في الخارج)وضع جبهته على جبهتها و هو يبتسم بخبث و انفاسه تضرب شفتيها الناعمتين( حسنا لكن لن اتركك الليلة) قهقهت سنايا و هي تومئ له ... وقفت و هي تحضر له ملابسه(هي يجب ان تذهب عند أمك و انا سأبقى معهم هنا... و غدا يجب ان نذهب الى الجامعة) وقف بارون رافع اصابعه عند رأسه كالمعسكر بوقفة مستقيمة(حاضر ملكتي) ابتسمت سنايا و قبلته و خرجت...
*في الليل... كان أرجون جالس مع أرجيت يتحدثون... نظر ارجون للساعة فكانت تشير للتاسعة ليلاً... فوقف و هو يقول مخاطباً ارجيت( حسنا ارجيت انا يجب ان اذهب و سأعود بعد حوالي ساعة) تنهد ارجيت(عند صديقتك؟) أومئ له ارجون و هو يفرك عينيه( لا اريدها ان تشك بأن هناك شيء سأراها و اضع اي حجة لمبيتي عندك هذه الفترة... وداعا) ودعه ارجيت ليذهب ارجون عند صديقته... طرق الباب ففتتحت له بلهفة و قلق(أرجون اين كنت ...أخفتني كثيراً) ابتسم ارجون( انا بخير سالي... ألن تدخليني ام ستبقيني على الباب؟) ضمته سالي بقوة( أخفتني كثيرا) ثم مسكت يده و سحبته(تعال ادخل بالتأكيد انت جائع و تعبان هيا)....
يتبع...

عشقت أرملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن